فادي أبي سمرا: الجمهور سينبهر بواقعية "صالون زهرة" وخيال "باب الجحيم"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الممثل اللبناني فادي أبي سمرا في مشهد من مسلسل "للموت" -  المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
الممثل اللبناني فادي أبي سمرا في مشهد من مسلسل "للموت" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
بيروت-رنا نجار

انطلقت قبل أيام  أولى حلقات مسلسل "صالون زهرة"، الذي يُشارك فيه الممثل اللبناني فادي أبي سمرا، عبر منصة "شاهد"، ويُجسد خلال أحداثه دور صاحب مقهى في حي شعبي ومتزوّج من أخت البطلة صاحبة صالون التزيين النسائي التي تقوم بدورها نادين نسيب نجيم.

كما ينتظر أبي سمرا عرض مسلسل "باب الجحيم" عبر منصة "شاهد"، الشهر المقبل، حيث يؤدي دور أحد القادة في السلطة المتخيلة عام 2050، والمسؤول عن تطبيق النظام في السجن الكبير.

ويواصل الممثل اللبناني كذلك تصوير مشاهده في مسلسل "شتي يا بيروت" للمخرج إيلي سمعان، حيث يؤدي دور شريك عابد فهد في مغسل للسيارات ظاهرياً، لكن في الباطن هما يغطيان عبر هذا المغسل على أعمال مشبوهة. 

خيال وواقعية

ووعد فادي أبي سمرا، خلال حواره مع "الشرق"، المُشاهد العربي بعناصر ذات مستوى عالمي في "باب الجحيم"، مليئة بالفانتازيا والغرائبية والخيال العلمي.

وأضاف أن الجمهور سينبهر بالقصص الواقعية في "صالون زهرة" و"شتي يا بيروت" وغيرها من الأعمال التي ستعرض في رمضان المقبل مثل الجزء الثاني من "للموت" الذي انطلق تصويره مؤخراً، وكذلك تصوير "عشرين عشرين 2" خلال الفترة المقبلة.

هوية الدور

وتطرق فادي أبي سمرا إلى كيفية اختياره للأدوار الفنية، مشدداً على ضرورة أن "يكون النص جيداً كفكرة وسيناريو وحوار، وأن يتمتع الدور بهوية خاصة به، ويكون له مساحة تتشارك مع الممثلين الآخرين، فلا أقبل أن أكون تكملة عدد فقط، بل أعمل على الدور ليحفر في ذاكرة المُشاهد". 

وكشف عن الأسئلة التي يطرحها على نفسه بعد قبوله أي دور، بشأن الوقوف على تفاصيل الشخصية، قائلاً: "تلقائياً أذهب للتفكير بكل بساطة من هي؟.. من أين تأتي؟ ما هي بيئتها؟.. ما خلفياتها؟.. كما أسترجع صوراً كثيرة لأناس وشخصيات عاشرتها أو أعرفها في حياتي وأجمع تفاصيل ومواقف من أشخاص كثيرين". 

التعايش مع الشخصية

وأشار أبي سمرا إلى زيارته الأحياء الشعبية، والجلوس مع أهالي الحي وقضاء بعض الوقت معهم، حال التعاقد على مسلسل تدور أحداثه داخل الحارة الشعبية، مبرراً ذلك بقوله: "كي أشعر بروحية الحي وأعرف عن قرب كيف يفكرون ويتحدثون، الأمر الذي يُعطي مصداقية".

ويرى الممثل اللبناني أن من يعيش في برج عاجي لا يمكنه أن يكتب مسلسلاً عن الحارات الشعبية والمافيا وتجار المخدرات، لذا يعتبر أن النص هو ركيزة المسلسل ومن ثم يأتي دور المخرج وفريق العمل ككل وأهمية الروح الجماعية والمنطق العام. 

وشدد على ضرورة تورط الممثل بالقضية التي يقدمها أو الشخصية التي يؤديها داخل العمل الفني، وأن يكون مرناً ومنفتحاً، ما يخلق أجمل علاقة خلال التصوير. 

التوقف عن الكتابة

وعن أسباب توقفه عن الكتابة بعد تجربته في مسلسل "Valet Parking" قبل سنوات، قال أبي سمرا: "لا أستمتع بمهنة غير التمثيل وأعمل بمزاجية فلطالما يُعرض عليّ أدواراً تمثيلية تعطيني مساحتي الخاصة وتبرز موهبتي وتجعلني إلى هذه الدرجة استمتع فلا مشكلة لدىّ". 

وتابع: "قد يكون دوري مقتصراً على ضيف في حلقة أو بطل مسلسل كامل، لا يهمّ، المهم أن أستمتع بتأدية الدور، وعندما أشعر أنني فقدت هذه المتعة سأذهب لفتح محل سجائر أو لا أعلم ماذا سأفعل".

من المسرح للسينما 

ويعتبر الممثل اللبناني أنّ "المسرح هو الركيزة الأساسية للتمثيل بشكل عام، وهو ما يمدّك بالتمكن من الإحساس بالشخصية وأن يعيشها المؤدي ويصدّقها هو نفسه قبل المشاهد، وإن اختلفت الأدوات بين الخشبة والشاشة".

وأضاف: "في المسرح على الممثل أن يرفع صوته ليصل لكل الناس، وحركة الجسم كبيرة وطاغية، لكن في التلفزيون والسينما يجب أن تفكر فيه، الإحساس هو نفسه ولكن يجب إسقاط كل الأدوات التعبيرية الأخرى والتغيير فيها، فلماذا أصرخ والميكروفون موزع بجسدي، هنا الناس تسمعنا وليس نحن من نُسمع الناس".

وقال إنّ السينما طبيعية وواقعية أكثر من التلفزيون، حيث يكون هناك أحياناً مبالغة. وتابع: "لذلك عندما انتقلت من المسرح إلى السينما، ومن السينما إلى التلفزيون نقلت معي الأدوات السينمائية التي كانت طاغية في البداية على أدائي، والمخرجون الذين عملت معهم أخذوا وقتاً معي لأتمرن على طبيعة التمثيل الدرامي وكانوا يقولون لي أداؤك سينمائي كثيراً".

تطور الصناعة 

وأبدى فادي أبي سمرا، تفاؤله الكبير، بمستقبل السينما والدراما التلفزيونية في لبنان، رغم الوضع المآساوي الذي وصل له سياسياً واقتصادياً، قائلاً إنّ "المجال في لبنان تطور قليلاً وأصبحت صناعتنا أنضج وأفضل وتنافس في المهرجانات العالمية وعلى منصات البث الرقمية، بعد سنوات من التراكم ووقف إطلاق النار والتناحر الطائفي".

وقال إنّ "تميّز الأعمال الدرامية اللبنانية في رمضان الماضي، وتصدّرها بين الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة شاهد، يُبشّر بالخير ويضع المنتجون أمام مسؤولية عدم التراجع في المستوى والسعي لتقديم الأفضل، فالعملية تراكمية وبتنا الآن نملك الأدوات وتطوّرنا في الكتابة والثيمات المطروحة وفي الإخراج وانتقاء الممثلين المحترفين خريجي معهد الفنون التمثيلية بعدما كان الانتقاء يحصل على أساس زبائني وعائلي ومحسوبيات".

مشروع جديد 

وكشف الممثل اللبناني عن كواليس مشروع فني جديد، لازال في مرحلة التحضير مع المنتجين صادق الصباح وجمال سنان، وهو يتعلق بأرشيف أعمال الممثلين في لبنان، حيث يضمّ سير ذاتية لكل خريجي معاهد الفنون التمثليلة هناك، مع تقرير مفصل عن إمكاناتهم والأدوار التي قد تليق بهم، ليكون ذلك بمثابة مكتبة تنتقي منها شركات الإنتاج العربية والمحلية والعالمية ممثلين محترفين ذوي إمكانات ومواهب حقيقة، بدل اللجوء إلى المعارف وممثلين لا يفقهون ألف باء المهنة". 

وأوضح أن "المنصات الرقمية ساهمت بشكل أساسي في تطوير صناعة الدراما في لبنان، وضاعفت المنافسة وبالتالي لديها شروط صارمة في مراحل تنفيذ العمل، وإن لا تلتزم بها شركات الإنتاج، ستخرج من دائرة المنافسة".