ألمانيا تؤيد إنشاء خط جديد للغاز يربطها بغرب أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 6
 المستشار الألماني أولاف شولتز في مؤتمر صحفي العاصمة الألمانية برلين- 11 أغسطس 2022 - Bloomberg
المستشار الألماني أولاف شولتز في مؤتمر صحفي العاصمة الألمانية برلين- 11 أغسطس 2022 - Bloomberg
دبي-الشرق

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، دعم مقترح إنشاء خط أنابيب للغاز يربط البرتغال وإسبانيا مع دول أوروبا الوسطى عبر فرنسا، مؤكداً أن المشروع سيساهم في أمن أوروبا على صعيد الطاقة.

وقال شولتز، في مؤتمر صحافي، الخميس، إنه ناقش الفكرة مع قادة إسبانيا والبرتغال وفرنسا ورئيسة المفوضية الأوروبي أورسولا فون دير لاين.

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن المستشار الألماني قوله: "عرضت (عليهم) حاجتنا لمعالجة مثل هذا المشروع"، مضيفاً أنه سيكون هناك أيضاً "روابط أخرى بين شمال إفريقيا وأوروبا ستساعدنا على تنويع إمداداتنا (من الطاقة)". 

يأتي ذلك في وقت تحاول فيه ألمانيا البحث عن بديل للغاز الروسي، على خلفية قرار روسيا خفض إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم 1"، الذي يربط روسيا بألمانيا، إذ لا يتجاوز حجم الإمدادات الحالية  للأنبوب 20% من طاقته الاستيعابية.

خط "ميد كات"

وبينما لم يقدم المستشار الألماني أي تفاصيل إضافية عن مشروع خط الأنابيب الأوروبي الجديد، كانت إسبانيا قد أحيت دعوات لبناء خط أنابيب غاز ضخم بين إسبانيا وفرنسا يطلق عليه "ميد كات"، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي مايو الماضي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في برشلونة إن خط أنابيب "ميد كات" "ضروري" لخفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على الوقود الأحفوري، و"وضع حد لابتزازات الكرملين"، في إشارة إلى تهديدات روسيا بقطع إمدادات الغاز عن التكتل.

ومنذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير، تعهّد الاتحاد الأوروبي وقف اعتماده على الغاز الروسي، علماً أن موسكو كانت توفر قبل الغزو نحو 40% من احتياجات التكتل من الغاز.

ويفترض أن يضخ خط الأنابيب "ميدي-كاتالونيا" (ميد كات) البالغ طوله 190 كيلومتراً، والذي أطلق في البداية عام 2003، الغاز عبر جال البيرينيه من أوستالريتش شمال برشلونة إلى باربيرا في جنوب فرنسا.

لكن بعد عمل استمر عدة سنوات، تم التخلي عن المشروع عام 2019، بعد رفضه من الهيئات المنظمة للطاقة في البلدين في ظل تشكيك بتأثيراته على البيئة ومدى جدواه الاقتصادية.

غاز الجزائر

ويهدف مشروع خط أنابيب "ميد كات" لنقل الغاز من الجزائر عبر إسبانيا إلى باقي أراضي الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد حالياً غير خطي أنابيب صغيرين للغاز يربطان بين إسبانيا وفرنسا.

ويربط خط أنابيب في عمق البحر، يبلغ طوله 750 كيلومتراً ويعرف بـ"ميدغاز"، بين إسبانيا والجزائر الغنية بالغاز.

ويربط خط أنابيب آخر في البحر هو "جي إم إي" GME إسبانيا بالجزائر عبر المغرب، لكن الجزائر قطعت الإمدادات في نوفمبر 2021 جراء خلاف دبلوماسي مع الرباط.

وتملك إسبانيا 6 محطات لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً إلى غاز وتخزينه، وهي أكبر شبكة على مستوى أوروبا.

ويمكن للغاز الواصل إلى إسبانيا بحراً، وعبر خط الأنابيب من الجزائر، أن ينقل لاحقاً إلى باقي دول أوروبا بواسطة "ميد كات".

"تحديات جدية"

وشهد الاقتصاد الألماني ركوداً في الربع الثاني من العام مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة وانتشار الجائحة واضطراب الإمدادات، مما دفع بها إلى حافة الانكماش، وبلغ معدل التضخم 8.5%.

وأقر شولتز، الخميس، بأن بلاده تواجه "تحديات جدية"، لكنه شدّد على أن حكومته ستقوم "بكل شيء في استطاعتها حتى تضمن عبور الشعب (الألماني) هذه المرحلة الصعبة".

ولفت شولتز إلى أن حكومته تعمل على حزمة ثالثة من المساعدات المالية للمواطنين، الذين يعانون من ضغوط مالية شديدة، مشيراً إلى وجود مشروع سيمنح إعفاءات ضريبية لـ 48 مليون شخص في ألمانيا.

وبسؤاله عما إذا كان يخشى تصاعد التوترات الاجتماعية في فصل الشتاء مع تفاقم أزمة الغاز واستمرار ارتفاع تكاليف الطاقة، قال شولتز للصحافيين: "لا، لا أعتقد أنه سيكون هناك اضطرابات في هذا البلد لأن ألمانيا دولة تتمتع بالرفاه الاجتماعي".

وقال شولز إنه واثق من أن ألمانيا ستكون قادرة على تعويض النقص في إمدادات الغاز من روسيا، بفضل محطات استيراد جديدة للغاز الطبيعي المسال يجري بناؤها حالياً على ساحل بحر الشمال، والتي من المقرر أن يبدأ تشغيلها أوائل العام المقبل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات