مسؤول أميركي لـ"الشرق": مستعدون للتفاوض المباشر مع إيران

time reading iconدقائق القراءة - 7
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود خلال مقابلة مع "الشرق"- 3 سبتمبر 2021 - "الشرق"
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود خلال مقابلة مع "الشرق"- 3 سبتمبر 2021 - "الشرق"
واشنطن-الشرق

قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، إن الولايات المتحدة مستعدة لمحادثات مباشرة مع إيران بشأن الملف النووي، مضيفاً في مقابلة مع "الشرق"، أن واشنطن ستواصل العمل مع شركائها في الخليج للتأكد من أن الوضع في أفغانستان لن يُشكل تهديداً على المصالح المشتركة.

المحادثات مع إيران

وأكد هود لـ"الشرق"، أن الولايات المتحدة مستعدة للجلوس مع الإيرانيين في فيينا، والدخول معهم في محادثات جادة، من شأنها تحقيق العودة إلى الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك سيمهد لمحادثات أخرى بشأن عقد اتفاق "أطول وأقوى يُحقق استقراراً أفضل للمنطقة عبر السيطرة على أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".

وفي إجابته على سؤال بشأن مدى تردد الولايات المتحدة في اتخاذ قرار التصعيد مع إيران خشية تأثير ذلك على المحادثات بشأن الاتفاق النووي، قال جوي هود: "إذا نظرتم إلى ما حدث في العراق وسوريا وأماكن أخرى حول العالم، سترون أن الإدارة الأميركية أثبتت أنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها حتى لو استخدمت القوة".

وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن تعهد الشهر الماضي بالرد على استهداف إيران لسفينة إسرائيلية في الخليج العربي، غير أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي خطوة ضد إيران حتى الآن.

وأردف هود: "الرئيس جو بايدن كان دائماً واضحاً، وكذلك وزير الدفاع، بأننا من يحددُ توقيت (الرد). سيتم ذلك في الوقت والمكان اللذين نختارهما. وفي معظم الأحيان، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، وبالتالي لن أفسر عدم القيام بأي خطوات في الوقت الحالي رداً على حادث معين على أنه لن يكون هناك رد".

الضغط على الحوثيين

في الشأن اليمني، أوضح نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن ليست مسرورة من تصرفات الحوثيين، ولهذا تواصل فرض العقوبات على قادة الجماعة.

وعن إمكانية اتخاذ الولايات المتحدة لنهج آخر في التعامل مع الحوثيين بعد أن أخفقت مساعي الضغط على الجماعة من خلال تقديم المغريات، على غرار إزالة اسمها من قوائم الإرهاب، قال هود إن "إزالة تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب كانت لأسباب إنسانية، لكننا سنواصل كشف سلوكهم وحربهم غير المجدية على الشعب اليمني إلى جانب هجماتهم المستمرة على السعودية".

وأضاف: "مبعوثنا الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ يقوم بجولات في أنحاء المنطقة للتوصل إلى توسية سياسية للنزاع في اليمن، كما يعمل مع الحلفاء في أوروبا على نهج مشترك، وأعتقد أنه بمرور الوقت سيتم تحقيق نتائج".

وشدّد المسؤول الأميركي خلال حديثه لـ"الشرق"، على أن المجتمع الدولي يحتاج إلى أن يثبت للحوثيين، أنه لا يوجد مستقبل لمقاربتهم (العسكرية)، وأن الأفضل للجماعة "الجلوس والحديث وتقديم تنازلات، والاتفاق مع إخوانهم اليمنيين على طريق يؤدي إلى السلام والاستقرار".

واعتبر هود أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتمد نهجاً هادئاً، وقال: "إحدى السمات المميزة لهذه الإدارة، أنها لا تمارس السياسة الخارجية بالتغريد. تقوم بذلك من خلال المناقشات الهادئة مع الحلفاء، وجمع جهود أطراف متعددة حتى نتمكن من تحقيق تأثير أكبر. قد لا ترون نتائج فورية من أسبوع إلى آخر، لكن مع مرور الوقت نعتقدُ أن هذا هو النهج الأفضل".

مكانة الولايات المتحدة

في الملف الأفغاني، دافع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى عن قرار بلاده الانسحاب من أفغانستان، رغم من أثاره ذلك من انتقادات من الحلفاء والخصوم، خصوصاً بعد السيطرة السريعة لحركة طالبان على البلاد.

وفي تعليقه على السياسة التي ستتبعها واشنطن لاحتواء التأثيرات السلبية لما حدث على مكانة الولايات المتحدة وملف مكافحة الإرهاب، اعتبر هود في حديثه لـ"الشرق"، أن سياسة الولايات المتحدة وردها على الانتقادات ستكون من خلال نتائج الجهود التي ستبذلها مع حلفائها.

وأضاف: "ستستمر علاقتنا مع حلفائنا وسيكون من المهم العمل بشكل وثيق جداً، ولاسيما مع شركائنا في الخليج، وذلك للتأكد من أفغانستان لن تُشكل تهديداً على مصالح أي منا، بما في ذلك شركائنا في الشرق الأوسط".

الانسحاب من العراق

وعن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة للعراق في الدور الإقليمي الذي يمكن أن يلعبه بعد القمة الإقليمية التي استضافتها بغداد مؤخراً، قال هود: "نعتقدُ أن العراقَ قادر على لعب دور بناء في المنطقة، بحيث يمكن للدول (تجسير) خلافاتِها عبر أرض العراق، لا أن تتصارع فيها. ولهذا السبب أشاد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بمؤتمر بغداد، ولا سيما حضور دول عربية على مستوى عال".

وتابع المسؤول الأميركي: "نحن ندعمهم، ليس فقط بالكلام، لكن أيضاً من خلال انخراطنا مع تلك الدول في جميع أنحاء المنطقة، والنظر في إمكانية التكامل الاقتصادي وتكامل الطاقة والتبادل الثقافيِ والاستثمارات التي تسير في كلا الاتجاهين".

وبشأن بقاء القوات الأميركية في العراق بعد أن أصبحت مهمتها تقتصر على عمليات التدريب والاستشارة، قال هود لـ"الشرق"، إن هذا الأمر موضوع نقاش لدى الإدارة الأميركية، لافتاً إلى أن بقاء القوات سيعتمد على الظروف في العراق.

وأوضح: "كلما نجحنا في مواجهة التهديدات الإرهابية مثل داعش، أصبحت قوات الأمن العراقية أكثر قدرة على أداء المهمات المطلوبة بنفسها. والآن لا يحتاجون اليوم إلى قوات أميركية، بل يحتاجون إلى معلومات استخباراتية ومراقبة ودعم جوي، وسيتواصل دعمنا بالمعدات والمشورة طالما احتاجت قوات الأمن العراقية ذلك".

فتح قنصلية في القدس

وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، أن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل مستمر منذ فترة طويلة حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التهديدات التي تُشكلها إيران.

وبشأن فتح قنصلية أميركي في القدس خاصة بالفلسطينيين، أشار هود إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أعلن قبل أشهر أن لدى واشنطن نية للقيام بذلك، وتابع "ليس لدي أي شيء آخر لأعلن عنه الآن. لكنه موضوع نقاش بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية، وكما قلت فإن هذه الإدارة منخرطة في دبلوماسية هادئة وليس من خلال التغريد".

الوضع التونسي

وعن تقييم الإدارة الأميركية للوضع في تونس، قال جوي هود: "من الواضح أن الشعب التونسي أراد التغيير، كرد فعل على سوء تعامل حكومتهم مع جائحة كورونا، والانكماش الاقتصادي بعد ذلك، والرئيس قيس سعيّد استجاب لتلك الدعوات"

وأضاف: "تحدثنا مع الرئيس التونسي وأعضاء آخرين في حكومته حول ضرورة إعادة تونس بسرعة إلى المسار الديمقراطي، بما يشمل الديمقراطية البرلمانية. وهذا ما ننتظره ونأمل أن نراه. لكن أولاً وقبل كل شيء، نحتاج إلى حكومة يمكننا التفاعل معها، لمواصلة مشاركتنا العميقة مع تونس وشعبها في كافة القضايا الاقتصادية والثقافية والمالية".