"السفينة الغارقة".. سريلانكا أمام "أسوأ كارثة" واستعدادات لتسرب نفطي

time reading iconدقائق القراءة - 8
 دخان يتصاعد من حريق على متن سفينة  "إم في إكس برس بيرل" أثناء غرق مؤخرتها إلى أعماق البحر، قبالة ميناء كولومبو، في سريلانكا - 2 يونيو 2021 -  REUTERS
دخان يتصاعد من حريق على متن سفينة "إم في إكس برس بيرل" أثناء غرق مؤخرتها إلى أعماق البحر، قبالة ميناء كولومبو، في سريلانكا - 2 يونيو 2021 - REUTERS
كولومبو-أ ف ب

تستعد سريلانكا الخميس، "لأسوأ السيناريوهات" التي قد يشكلها تسرب نفطي محتمل ناجم عن غرق سفينة الحاويات "إم في إكس برس بيرل" بعد حريق على متنها استمر 13 يوماً قبالة أبرز ميناء في كولومبو.

وقال الناطق باسم البحرية السريلانكية انديكا دي سيلفا لوكالة "فرانس بريس": "ليس هناك تسرب نفطي من السفينة التي تزن 31 ألفاً و600 طن، ويبلغ طولها 186 متراً، وارتفاعها 45 متراً، لكن تم اتخاذ إجراءات لمواجهة تسرب محتمل في أسوأ السيناريوهات".

وأضاف دي سيلفا إن قوس السفينة ما زال عائماً، مشيراً إلى أنه حتى لو لامس قاع البحر، فسيبقى هناك جزء من السطح العلوي فوق المياه.

وطلبت سريلانكا من الهند المجاورة مساعدتها في مكافحة أي تسرب نفطي محتمل، وذلك بحسب ما أعلنت السلطات السريلانكية الخميس.

وقال مسؤول يشارك في الإجراءات الجارية لتفادي الأزمة إنهم طلبوا المساعدة من الهند في محاولة لاحتواء أكبر قدر ممكن من هذه الكارثة البيئية التي يرجح أن تتفاقم في حال تسرب النفط.

وكان خفر السواحل الهندي شارك في عمليات إطفاء الحريق الذي اندلع على متن سفينة الحاويات في 20 مايو، وكانت إحدى سفنهم المزودة من المعدات المتخصصة موجودة في الموقع، استعداداً لاحتواء أى تسرب نفطي.

وأوضحت السلطات السريلانكية أن مشتتات نفطية، وحواجز عائمة، ومكشطات سطحية جاهزة للاستجابة على الفور لأي علامة تدل على حدوث التسرب من السفينة المسجلة في سنغافورة، والتي بدأت في الغرق الأربعاء، قبالة الساحل الغربي للجزيرة.

وأشارت الشركة المالكة للسفينة "إكس برس فيدرز" في بيان الخميس: إلى "أنها كانت تغرق ببطء، بعد المحاولة الفاشلة لجرها قبالة الساحل السريلانكي الأربعاء".

وتابعت: "يمكن لإكس برس فيدرز، تأكيد أن السفينة من مؤخرتها أصبحت في قاع البحر على عمق حوالى 21 متراً، بينما مقدمتها تغرق ببطء".

ولا يزال خطر التسرب النفطي قائماً، وبحسب بيان للشحن البحري أشار فيه إلى أنها كانت تحمل كمية كبيرة من مواد التشحيم، بالإضافة إلى "شحنة خطيرة" مكونة من 81 حاوية، فيها 25 طناً من حامض "النيتريك".

تلوث الشواطئ

وكانت الشواطئ السريلانكية تعرضت إلى اجتياح نتيجة أطنان من النفايات البلاستيكية، التي خلّفها احتراق السفينة، وذلك وفق ما أفادت مسؤولة بيئية، السبت.

كما جرى حظر الصيّادين من منطقة ساحلية يبلغ طولها 80 كيلومتراً، قريبة من السفينة المحترقة، بينما يعتبر مصدر القلق الأكبر للسلطات، ملايين حبيبات "البولي إثيلين" التي تصل إلى الشواطئ، وتهدد تكاثر الأسماك في المياه.

 

وطلب رئيس سريلانكا جوتابايا راجاباكسا الاثنين، من أستراليا مساعدة بلاده في "تقييم الأضرار البيئية، إذ إن الجزيرة تضم أحد أغنى التنوع البيولوجي في جنوب آسيا".

وكانت رئيسة سلطة البيئة البحرية والحماية في سريلانكا دارشاني لاهاندابورا، اعتبرت أنها "أسوأ حادثة تلوّث للشاطئ في تاريخنا".

وشارك آلاف من عناصر الجيش والأمن في "عمليات تنظيف الشواطئ من النفايات البلاستيكية، وحطام السفينة"، لكن سلطة البيئة البحرية والحماية، حذرت في وقت سابق من أنه في حال وقوع تسرّب نفطي محتمل، سوف "تتفاقم الكارثة".

من جانب آخر، قال دنزل فرناندو رئيس جميعة صيادي الأسماك "سي ستريت" في نيغومبو، إن منع الصيد "يؤثر على 4 آلاف و300 عائلة في قريتي"، مضيفاً أن غالبية الناس يعيشون على "وجبة واحدة في اليوم"، مطالباً الحكومة أن تسمح بالصيد، أو أن تدفع تعويضات مالية.

سبب الحريق

وتعتقد السلطات أن الحريق كان نتيجة تسرّب لحمض النيتريك، وكان الطاقم على علم به منذ 11 مايو، وتم إجلاء أفراد الطاقم البالغ عددهم 25، بعدما وقع انفجار على متن السفينة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وقادت شركة "سميت" الهولندية عمليات الإطفاء، وهي التي كانت قد شاركت في سبتمبر الماضي، في عملية إخماد حريق اندلع على متن ناقلة للنفط قبالة ساحل سريلانكا الشرقي، بعد انفجار في غرفة المحرّك، أودى بحياة أحد أفراد الطاقم.

واستغرقت عمليات إخماد الحريق الذي اندلع على ناقلة "نيو دايمند" أكثر من أسبوع، وخلّف تسرباً نفطياً امتد على مسافة طولها 40 كيلومتراً.

تحقيق واحتجاز

وفتحت سريلانكا تحقيقاً جنائياً في الحريق والتلوث، كما من المتوقع أن يبقى أبرز 3 أفراد من الطاقم، بينهم "القبطان وكبير الميكانيكيين وهما روسيان، في الجزيرة طوال فترة التحقيق" بحسب ما أعلنت الشرطة، إذ تمت مصادرة جوازات سفرهم الثلاثاء، بأمر من المحكمة.

وكانت السفينة قد غادرت ولاية غوجارات الهندية، في طريقها إلى كولومبو حين اندلع الحريق، كما كان من المفترض أن تتوجه إلى ماليزيا، ثم إلى سنغافورة حيث هي مسجلة.

اقرأ أيضاً: