كندا تواجه درجات الحرارة والحرائق بإجلاء السكان ومراكز للتبريد

time reading iconدقائق القراءة - 8
حريق هائل في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا - 30 يونيو 2021 - BC WILDFIRE SERVICE via REUTERS
حريق هائل في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا - 30 يونيو 2021 - BC WILDFIRE SERVICE via REUTERS
أوتاوا- أ ف ب

أقدمت السلطات الكندية الخميس، على إجلاء المئات من منازلهم في غرب البلاد، بسبب الحرائق التي تضاف إلى موجة الحرارة غير المسبوقة، والتي دفعت العديد من السكان للجوء إلى مراكز للتبريد للانتعاش خلال موجة القيظ غير المسبوقة.

وفي قرية لايتون، على بعد 250 كيلومتراً شمال شرقي فانكوفر، حيث سجلت مستوى حرارة قياسياً على الصعيد الوطني (49,6 درجة مئوية) الأسبوع الماضي، لجأت السلطات إلى إجلاء المئات من السكان بسبب حريق امتد سريعاً.

واندلعت الحرائق في شمال مدينة كاملوبس، وهو ما دفع إلى توسيع عمليات الإجلاء لتشمل سكان 100 مسكن في شمال لايتون.

 مراكز التبريد

قالت مواطنة كندية تدعى لو، من أحد مراكز التبريد الـ25 التي افتتحتها المدينة، لوكالة "فرانس برس": "واجهنا موجات قيظ سابقاً، لكن لم نشهد شيئاً من هذا القبيل. أنا مصدومة بعدد الوفيات المسجّل هنا"، في إشارة إلى وفاة عشرات الأشخاص في الأيام الأخيرة في المنطقة بما يفوق المعدّلات الاعتيادية بسبب موجة الحرّ الشديدة.

وأضافت لو: "ليس لديّ مكيّف للتبريد في المنزل بل مجرّد جهاز تهوية، أتيت للعمل في مكان أجد فيه بعض البرودة في الطقس".

ودعت السلطات الكندية السكان إلى الحذر، مناشدة إياهم شرب المياه باستمرار والبقاء قدر الإمكان في منأى عن أشعة الشمس.

وقال بيتر لوهوارو (70 عاماً) إنه اضطر للتوقف عن استخدام الدراجة الهوائية في إطار موجة القيظ الشديدة، مضيفاً: "هذا أمر غير مسبوق. سافرت في مواضع حارة مثل وادي الموت في كاليفورنيا، لكننا نشهد الآن موجة حرّ أكبر".

وأضاف: "اضطر الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في شقق بلا أجهزة تكييف، إلى أن يستأجروا غرفاً فندقية أو يواجهوا معاناة حقيقية".

من ناحيتها، أعلنت شرطة فانكوفر أنها "تغرق" تحت سيل من اتصالات المساعدة في خطوط الطوارئ، إذ قال ضابط يدعى ستيف أديسون: "لم نشهد يوماً مثل هذه الحرارة في فانكوفر، ولسوء الحظ، عشرات الأشخاص يموتون".

وفي المنطقة، أغلقت المدارس وعلقت مراكز التطعيم الخاصة بفيروس كورونا عملها، كما أن أجهزة التكييف والتهوية بدأت تنفد من الأسواق.

وكانت رئيسة قسم الطب الشرعي بمقاطعة كولومبيا البريطانية، ليزا لابوانت، قالت الأربعاء، إن ما يقرب من 500 شخص لقوا حتفهم منذ الجمعة الماضية، بسبب موجة الحر التاريخية التي عصفت بمنطقة شمال غرب المحيط الهادئ.

وأضافت لابوانت: "الأيام الخمسة الماضية في كولومبيا البريطانية شهدت عدداً غير مسبوق من الوفيات تم الإبلاغ عنها لدائرة الطب الشرعي"، مشيرة إلى الإبلاغ عن 486 وفاة مفاجئة منذ الجمعة.

وتُعزى هذه الحرارة إلى ظاهرة تسمى "القبة الحرارية" وتتجلى بضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن في المنطقة، لكنّ حدّة هذه الظاهرة استثنائية، إذ شهدت ولايتا واشنطن وأوريغون الأميركيتان على الجانب الآخر من الحدود، هذا الأسبوع أيضاً موجة قيظ مع درجات حرارة قياسية. 

في غضون ذلك، قال خبير الأرصاد الجوية في "هيئة البيئة الكندية"، تيري لانغ لـ"فرانس برس" إن "هذا الحدث الخاص ينسجم تماماً مع علم التغيرات المناخية، حيث موجات حر أكثر حدّة وأطول مدة مع درجات حرارة أعلى وفي أوقات أبكر من السنة".