أطلقت قوات الأمن في السودان، الجمعة، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين خرجوا في العاصمة الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني، بعد أحد أكثر أيام الاحتجاجات دموية خلال هذا العام، فيما أدان الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة "الاستخدام المفرط للقوة".
وردّد المحتجون في مسيرات قرب القصر الرئاسي هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط البرهان"، و"نطالب بالانتقام"، وحمل بعضهم صوراً للضحايا الذين سقطوا، الخميس، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويتظاهر السودانيون كل أسبوع تقريباً ضد العسكريين وسط أزمة اقتصادية وسياسية تشهدها البلاد، لكن الخميس، شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر.
وأعلنت لجنة الأطباء السودانية سقوط 9 متظاهرين، أحدهم قاصر، واتهمت قوات الأمن بالمسؤولية عن وفاتهم، مشيرةً إلى أن 6 منهم على الأقل "سقطوا برصاص مباشر في الصدر أو الرأس أو الظهر أو البطن"، مشيرة إلى أن عدد الضحايا الكلي "ارتفع إلى 112"، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام منذ 25 أكتوبر.
وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد)، وهي منظمات تحاول التوسط، إنها تدين "بأشد العبارات الممكنة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات
الأمن" الخميس.
وجاء في بيانها المشترك: "ندعو السلطات مجدداً إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف العنف وعمليات الاعتقال، والاحتجاز التعسفية واحترام الحق في حرية التعبير والتجمع"، فيما حثت السفارة الأميركية جميع الأطراف على "استئناف المفاوضات".
"إصابات بصفوف الشرطة والجيش"
وأعلنت رئاسة شرطة ولاية الخرطوم، الجمعة، إصابة 96 من عناصرها، و129 من القوات المسلحة خلال مظاهرات شهدتها مناطق عدة من العاصمة، الخميس، مشيرة إلى أن إصابات بعضهم خطرة.
وأشارت الشرطة السودانية، في بيان إلى "وجود معلومات تفيد بوفاة 6 أشخاص".
وأوضح البيان أن "القوات تعاملت بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لكن عناصر تنظيم يسمي ملوك الاشتباك، وتنظيم غاضبون بلا حدود، اعتدت على القوات وأتلفت العربات بطريقة انتحارية عبر تسلقها، وإشعال النيران في الأشجار بالحدائق".
ونُظمت التظاهرات في 30 يونيو في ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير عام 1989، وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019، التي دفعت العسكريين إلى إشراك المدنيين في الحكم بعد الإطاحة بالبشير.
وفي 25 أكتوبر 2021، أنهى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، صيغة التقاسم الهش للسلطة. وبعد 8 أشهر على القرارات، لا يزال المتظاهرون يطالبون بإعادة السلطة إلى المدنيين، فيما يواجه البلد أزمة اقتصادية خانقة.
واعتبرت "قوى الحرية والتغيير" في بيان نشر على "فيسبوك" مساء الخميس، أنه "كما هو متوقع، قابلت السلطة الانقلابية مواكب شعبنا السلمية في كل أرجاء السودان بالرصاص وأقصى أشكال العنف". وأضاف أن "مليونيات 30 يونيو أثبتت أن الثورة حية لا تموت".
وأوقف المجتمع الدولي بعد قرارات 25 أكتوبر، مساعداته المالية التي تمثل 40% من ميزانية السودان، فيما تواجه البلاد تضخماً تجاوز 200% بوتيرة شهرية.
اقرأ أيضاً: