هل تطيح "أزمة أفغانستان" بوزير الخارجية البريطاني؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمام مقر الحكومة في العاصمة لندن  - REUTERS
وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمام مقر الحكومة في العاصمة لندن - REUTERS
دبي -الشرقرويترز

دافع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب عن ردة فعله على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، الجمعة، ووصف التغطية الإعلامية التي اتهمته بالتقاعس عن المساهمة في إجلاء المترجمين المحليين الذين عملوا لصالح بريطانيا لأنه كان في عطلة بأنها "غير دقيقة".

وقال راب، حسبما ورد في بيان: "عملت الحكومة بأكملها بلا كلل في الأسبوع الماضي لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على مغادرة أفغانستان"، مضيفاً أنه كان يركز على الأحداث في المطار.

وفي تغريدة على تويتر، قال راب إنه أصدر بيانه هذا رداً على "تغطية إعلامية غير دقيقة في الأيام الماضية".

وتعرض راب ورئيس الوزراء بوريس جونسون لانتقادات شديدة هذا الأسبوع من أعضاء مجلس العموم من حزب المحافظين الذي ينتميان له، والذين وصفوا ردود الفعل البريطانية بشأن الأحداث، بأنها تعبر عن "قصور في القيادة والواجب الأخلاقي".

وسيرأس بوريس جونسون، الجمعة، اجتماعاً حكومياً طارئاً لمناقشة الوضع في أفغانستان، في وقت تعمل السلطات البريطانية على إجلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها من مطار كابول. 

وكانت صحيفة "ديلي ميل" نشرت تقريراً بشأن "انشغال راب أثناء العطلة" وهو ما منعه من التواصل مع نظيره الأفغاني ليعرض المساعدة في إجلاء المترجمين المحليين الذين عملوا مع الحكومة البريطانية، وأصبحوا في خطر بعد سيطرة طالبان على البلاد.

وفي بيانه، قال راب إن مكتبه نصحه بالاتصال بنظيره الأفغاني الجمعة الماضي، لكن "الأحداث تلاحقت بسرعة كبيرة".

وتابع: "تم تكليف وزير دولة بإجراء الاتصال لأنني منحت أولوية للأمن وطاقة المطار بموجب استشارة مباشرة من المدير والمدير العام المسؤولين عن التعامل مع الأزمة".

واستكمل: "على أي حال.. وافق وزير الخارجية الأفغاني على تلقي المكالمة، لكن لم يتسن ذلك بسبب التدهور السريع في الوضع".

راب يتحدى الاستقالة

من جهتها، ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن راب تحدى طلبات الاستقالة التي تقدم بها حزب العمال البريطاني لجونسون الأسبوع الماضي، عندما "كان راب يقضي إجازة في جزيرة كريت مع عائلته في فندق أميرانديز ذي الخمس نجوم، في الوقت الذي بدأت فيه حركة طالبان التقدم نحو كابول".

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من تأكيد المسؤولين أنه لا ينبغي تفويض المكالمة إلى شخص أقل منصباً، فقد قيل إن راب كان مشغولاً، وأوكل جولد سميث من ريتشموند بارك، وهو وزير صغير، بالاتصال بوزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمر بدلاً منه".

وقالت الصحيفة إن أنباءً وردت، الخميس، عن أن "وزارة الخارجية الأفغانية رفضت ترتيب مكالمة مع وزير دولة، مؤجلة ذلك إلى اليوم التالي، لكن تبين أنه لم يتم إجراء مكالمة قط بين الطرفين".

ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية قولها حينئذ، إن راب "استمر في المشاركة في اجتماعات ومكالمات رفيعة المستوى أثناء تواجده في الخارج".

وكشفت "تليجراف" في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن رصد راب، خلال استجمامه على أحد الشواطئ يوم الأحد، وهو اليوم الذي سقطت فيه العاصمة الأفغانية كابول بيد طالبان.

ردود فعل متزايدة

وعاد راب إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق من ذلك المساء، لكنه يواجه الآن دعوات من "حزب العمل" و"الحزب الوطني الاسكتلندي" والديمقراطيين الأحرار للتنحي أو الإقالة، إلا أنه لدى سؤاله من قبل الصحافيين في "داونينج ستريت" (مقر الحكومة) عما إذا كان سيستقيل، أجاب راب بالنفي.

وفي سعيه للمضيّ قدماً وسط ردود فعل عنيفة ومتزايدة، ترأس راب اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة السبع بعد ظهر الخميس، وبعد ذلك قال إن المجموعة ستتواصل مع الشركاء لتأمين "تسوية سياسية شاملة" من شأنها تمكين المساعدات الإنسانية ومنع المزيد من الخسائر في أفغانستان.

وقالت الصحيفة إن راب "شُوهد وهو يلعب كرة المضرب، ويسبح، ويركض على الشاطئ.. وكان يتفحص هاتفه المحمول بينما كان جالساً على كرسيه"، إلا أن مصدراً في وزارة الخارجية نفى ذلك، قائلاً إن راب "قضى وقتاً محدوداً على الشاطئ".

كما أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية البريطاني كان في إجازة في جزيرة كريت منذ 6 أغسطس، ما أثار تساؤلات بشأن عدم عودته إلى بلاده في الوقت الذي أرسلت لندن خلاله جنوداً إلى كابول مع تدهور الأوضاع.

وعلاوةً على ذلك، كشفت "تليجراف" أن أكبر موظف حكومي في وزارة الخارجية "لا يزال في عطلة"، موضحة أن فيليب بارتون، الذي تم تعيينه وكيلاً دائماً في وزارة الخارجية منذ أغسطس الماضي، قضى الأسبوع بأكمله في إجازة سنوية داخل البلاد. ولم ينفِ متحدث باسم وزارة الخارجية أن فيليب كان في عطلة، قائلاً: "ظل السكرتير الدائم منخرطاً في المشاورات عن كثب طوال الوقت".

من جهتها، ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن الأمناء الدائمين لكل من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع يقضون عطلة حالياً أيضاً.