روسيا تعلن تقدماً ميدانياً.. وأوكرانيا: الحرب تدخل "مرحلة صعبة"

time reading iconدقائق القراءة - 7
مقاتلون يعتقد أنهم من مجموعة فاجنر الروسية في سوليدار بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا. 10 يناير 2023 - REUTER
مقاتلون يعتقد أنهم من مجموعة فاجنر الروسية في سوليدار بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا. 10 يناير 2023 - REUTER
دبي/ موسكو / كييف -الشرقوكالات

قالت السلطات الأوكرانية، الجمعة، إن الحرب دخلت "مرحلة صعبة" مع إعلان روسيا سيطرتها على مدينة سوليدار شرقي أوكرانيا، وهو ما تنفيه كييف، في حين أفادت تقارير غربية بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لنشر مفتشين دوليين في كل المنشآت النووية الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن قواتها سيطرت على كامل مدينة سوليدار، مساء الخميس، حسبما نقلت وكالات روسية.

وقالت الوازرة إن القوات الروسية قتلت 700 جندي أوكراني في المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، معتبرة أن "تحرير سوليدار يسمح بقطع طرق الإمداد للقوات الأوكرانية في أرتومفسك".

وفي المقابل، أكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار، صباح الجمعة، أن القوات الأوكرانية صمدت في مدينة سوليدار، بعد "ليلة محمومة" من المعارك في بلدة سوليدار شرقي البلاد، لافتة إلى أن الهجوم الروسي "مستمر".

وقالت ماليار إن قوات بلادها "تتصدى حالياً لهجوم روسي مكثف جداً" في سوليدار بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، على الرغم من "ليلة ساخنة" في هذه البلدة الصغيرة.

وأضافت ماليار عبر تليجرام إن "الليلة كانت ساخنة في سوليدار والأعمال العدائية مستمرة". 

وأشارت إلى أن "العدو دفع بكل قواته الرئيسية تقريباً باتجاه (منطقة) دونيتسك ويواصل هجوماً مكثفاً جداً"، معتبرة أنها "مرحلة صعبة من الحرب".

وتابعت: "هذه مرحلة صعبة من الحرب لكننا سننتصر فيها"، مؤكدة أن "مقاتلينا يحاولون بشجاعة  الحفاظ على القدرة الدفاعية". 

وتستعر المعارك في سوليدار وحولها منذ أشهر، لكنها ازدادت حدة في الأيام الأخيرة. ويقاتل الجيش الأوكراني في هذه البلدة الصغيرة المعروفة بمناجم الملح مرتزقة مجموعة فاجنر المسلحة الروسية. 

تقدم نحو باخموت

وكان إيجور كيماكوفسكي مستشار القائم بأعمال حاكم "جمهورية دونيتسك" المعين من قبل روسيا، أعلن، مساء الخميس، أن القوات الروسية تحرز "تقدماً جاداً" في منطقة باخموت.

وأكد كيماكوفسكي خلال حديث لقناة "سولوفيوف لايف"، أن "المدفعية تقصف قوات العدو، وفي بعض المناطق لم يعد بإمكانهم الخروج من الخنادق، وهو ما يتجلى الآن في اتجاه دونيتسك، حيث انخفض عدد الهجمات على المدينة، وهو ما يشير إلى أن قواتنا بدأت العمل بكفاءة أكبر. لذلك، لدينا بعض التقدم في اتجاه أفدييفكا، وتقدم جاد صوب باخموت".

وتعود أهمية منطقة باخموت، المركز اللوجستي الرئيس، إلى كونها تسمح للقوات الروسية بوضع قواتها المدفعية في مواقع جديدة، وتزيد الضغط على خطوط الإمداد الأوكرانية المؤدية إلى المدينة، الأمر الذي يمكن أن يسمح باختراق الجبهة الممتدة على خط باخموت-سيفيرسك.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعد الخميس بتقديم "كل ما هو ضروري" لجيشه الذي يقاوم الهجمات الروسية في سوليدار، وأيضاً في باخموت المدينة الكبيرة الواقعة في الشرق ويحاول الروس الاستيلاء عليها منذ صيف 2022.

مناورات في بيلاروس

في غضون ذلك، حذر مسؤول في الخارجية الروسية، الجمعة، من أن بيلاروس قد تدخل الصراع في أوكرانيا إذا قررت كييف "غزو" أي من البلدين.

واستخدمت روسيا في فبراير 2022 أراضي بيلاروس كنقطة انطلاق لغزو أوكرانيا، وهي تنشر منذ أكتوبر الماضي قواتها في البلاد لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.

واتفق البلدان منذ ذلك الحين على تكثيف تعاونهما العسكري، ما أثار مخاوف من أن موسكو قد تستخدم حليفتها الوثيقة لشن هجوم جديد على أوكرانيا من الشمال.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام حكومية، قال المسؤول بوزارة الخارجية أليكسي بوليشوك، إن التدريبات الروسية المشتركة مع بيلاروس تهدف إلى منع التصعيد، لكنه حذر من أن بيلاروس قد تنضم إلى صراع أوكرانيا إذا تم غزوها أو غزو روسيا.

وقال بوليشوك لوكالة تاس للأنباء "من وجهة نظر قانونية، إن استخدام نظام كييف القوة العسكرية أو قيام القوات المسلحة الأوكرانية بغزوأراضي بيلاروس أو روسيا، يولد أسباباً كافية لرد مشترك".

لكنه شدد على أن الأمر متروك لزعيمي البلدين فيما إذا كانا سيتخذان هذا القرار.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن بلاده يجب أن "تكون على استعداد" على حدودها مع بيلاروس.

زيارة مرتقبة لجروسي

إلى ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة، بأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي يعتزم زيارة أوكرنيا الأسبوع المقبل، فيما تستعد الوكالة لنشر مفتشين دوليين في كل المنشآت النووية في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين قولهم إن جروسي يخطط لنشر مفتشين اثنين أو ثلاثة مفتشين في كل من "محطة جنوب أوكرانيا للطاقة النووية"، و"محطة ريفني النووية"، و"محطة خميلنيتسكي النووية". وتضررت شبكات الكهرباء المرتبطة بمحطتي ريفني وخميلنيتسكي إثر وابل من الضربات الصاروخية في 15 نوفمبر الماضي 2022.

وقال المسؤولون إنه سيتم نشر المفتشين أيضاً في تشيرنوبل، موقع أكبر كارثة نووية في العالم (في عام 1986)، والتي لا تزال المواد المشعة الخطرة مخزنة فيها.

وتخضع كل المنشآت النووية الأربع لسيطرة القوات الأوكرانية، فيما تسيطر روسيا على محطة زابوروجيا النووية منذ بدء غزو أوكرانيا. 

وتطالب أوكرانيا بنشر قوات حفظ سلام في محطة زابوروجيا منذ سبتمبر، بعدما تعرضت المحطة، وهي أضخم محطات الطاقة النووية في أوروبا، للقصف وانقطاع الكهرباء مراراً، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة إشعاعية. وتتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف.

مسؤولون أوروبيون في كييف

ويرتقب أن يزور أكثر من 10 مسؤولين أوروبيين كبار كييف للقاء أعضاء في الحكومة الأوكرانية في الثاني من فبراير المقبل عشية قمة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، على ما أفادت به ناطقة باسم المفوضية الأوروبية، الخميس.

ويلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في الثالث من فبراير، للبحث في الدعم المالي والعسكري.

وسبق للرئاسة الأوكرانية أن أعلنت أنّ القمة ستعقد في كييف، إلا أنّ المجلس الأوروبي لم يحدّد مكان انعقادها.

وأفادت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية دانا سينانت بأنّ "نحو 15 مفوّضاً" أوروبياً من أصل 27 "قد يزورون كييف للمشاركة في الاجتماع".

وأوضحت أنّ المفوضين الذين سيشاركون في الاجتماع هم الذين يتوّلون شؤوناً تهمّ أوكرانيا مثل "القضايا المالية ومسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والطاقة"، مضيفة أنّ قائمة المشاركين لم تحدّد نهائياً بعد.

وشدّدت سينانت على أنّ الزيارة تعكس "حجم تحركنا مع أوكرانيا" ودعم الاتحاد الأوروبي لهذا البلد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات