الصين تستعرض تكنولوجيتها العسكرية في أكبر معرض جوي

time reading iconدقائق القراءة - 5
زوار يمشون أمام طائرات عسكرية في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ. 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
زوار يمشون أمام طائرات عسكرية في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ. 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي، تشوهاي- الشرقرويترز

قدمت الصين عرضاً فيه قدر كبير من البذخ، بحسب وكالة "رويترز"، استعرضت فيه تكنولوجيتها العسكرية المتطورة التي كانت سرّية في وقت ما، وذلك خلال أكبر معرض جوي تقيمه هذا الأسبوع.

وروّجت الصين في الوقت نفسه لطموحاتها المتنامية في استكشاف الفضاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطائرات التجارية من خلال المعرض.

ومن شأن قيود السفر المرتبطة بجائحة كورونا أن تجعل معرض الصين الجوي في مدينة تشوهاي جنوب البلاد محلياً إلى حد كبير، ولكن المراقبين الأجانب تابعوا عن كثب التطورات عن بعد.

وتجتهد الصين لتحسين أداء المحركات محلية الصنع التي تتخلف عن التكنولوجيا الغربية. وخلال المعرض اختبرت طيران مقاتلات "جيه-20" باستخدام محركات صينية بدلاً من الروسية لأول مرة.

وتختبر أيضاً نوعين من المحركات المحلية لطائرات النقل من طراز "واي-20"، بحسب ما صرّح رئيس الفريق الذي صمم الطائرة لصحيفة "جلوبال تايمز"، الأربعاء.

وأعلنت الصين أيضاً أنها تتوقع إطلاق الجيل الجديد من الصواريخ شديدة التحمل، القوية بما يكفي لإرسال مركبة فضاء مأهولة إلى القمر في 2028، أي قبل عامين مما كان متوقعاً. وبالنسبة للطائرات التجارية، تكثف الصين جهودها كي تصبح أكثر اكتفاء، ذاتياً، في تكنولوجيات مهمة في ظل خلافاتها التجارية والسياسية مع الولايات المتحدة.

استخدام التكنولوجيا الأميركية

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في أبريل أن الصين تعمل على إنتاج أنظمة أسلحة متقدمة من شأنها تهديد الولايات المتحدة، مستخدمة تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين ومحللين غربيين، أنه تم رصد منشأة عسكرية سرّية جنوب غربي الصين لتجربة أنظمة صاروخية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وحذروا من إمكانية أن تستهدف تلك الصواريخ ذات يوم حاملة طائرات أميركية أو تايوان.

وقال محللون إنه يتم توظيف أنظمة كمبيوتر ضخمة تستخدم في تشغيل تلك الأسلحة بواسطة رقائق صغيرة صممتها شركة صينية تدعى "فيتيوم تكنولوجي" باستخدام برامج أميركية، تم بناؤها في مصنع الرقائق الأكثر تقدماً في العالم في تايوان، والذي يحاكي دقة الآلات الأميركية.

وتقول الصحيفة إن شركة "فيتيوم" تصوّر نفسها على أنها شركة تجارية تطمح لأن تصبح عملاقاً عالمياً للرقائق مثل "إنتل"، ولكنها لا تعلن عن صلتها بأذرع البحث للجيش الصيني.

تقنيات عسكرية أوروبية

وفي مطلع سبتمبر الجاري، أعلنت الشرطة الإيطالية أنها داهمت شركة محلية متخصصة في إنتاج الطائرات العسكرية بدون طيار، يشتبه بأن الصين اشترتها بشكل غير قانوني عبر شركة خارجية (أوفشور).

واستهدفت هيئة مراقبة الأوراق المالية التابعة لوزارة الاقتصاد الإيطالية 6 أشخاص، هم 3 إيطاليين و3 صينيين. وأشارت الشرطة في بيان إلى أنه يشتبه بانتهاكهم قانون تداول الأسلحة، والقانون الذي يحمي استراتيجيات الشركات الإيطالية.

ووفقاً للتحقيق الذي أجراه المدعي العام في بوردينوني (شمال شرقي إيطاليا)، فقد تم شراء الشركة الإيطالية التي يجب إبرام عقودها من خلال وزارة الدفاع الإيطالية، بنسبة تصل إلى 75% عام 2018 من قبل شركة مقرها في هونج كونج، مقابل سعر مرتفع ومثير للريبة.

وتخضع الأراضي الصينية إلى مراقبة مشددة من الأقمار الصناعية وباقي الوسائل، لمعرفة ما يدور من تطورات عسكرية للعملاق الاقتصادي والبشري الآسيوي. وكشفت الصور الفضائية، في يوليو، قيام الحكومة الصينية بحفر موقع جديد لما يبدو أنه 110 منصات لإطلاق صواريخ نووية، على بُعد 1200 ميل (نحو 2100 كيلومتر) غرب العاصمة بكين. 

وتعد هذه القاعدة التي يتم إنشاؤها تحت الأرض، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الثانية من نوعها التي يكشفها المحللون العاكفون على دراسة صور الأقمار الصناعية في الأسابيع الأخيرة. 

ويعبّر هذا الكشف عن "توسع هائل في ترسانة الأسلحة النووية الصينية"، ما يمثل رغبة صينية في امتلاك قوة فائقة اقتصادية وتكنولوجية توضح أنها باتت جاهزة لامتلاك ترسانة نووية بحجم ترسانة واشنطن أو موسكو. 

الأمر الذي قد يطرح تساؤلات بشأن تخلي الصين عن استراتيجية "الحد الأدنى من الردع" التي كانت تنتهجها، وما إذا كانت ستنضم إلى "سباق التسلح"، أم أنها تتطلع إلى الإمساك ببطاقة تفاوض جديدة، في حال اضطرت للجلوس إلى طاولة مفاوضات الحد من التسلح.

استعدادات عسكرية في دول الجوار

أمام ذلك، تعمل دول المنطقة بمساندة أميركية وغربية على الاحتراس واتخاذ خطوات دفاعية مثلما تفعل تايوان واليابان. فقد تحدث وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي، في أغسطس، عن تخطيط بلاده لتعزيز دفاعاتها الجوية في إحدى جزرها الواقعة أقصى غرب المحيط الهادئ، بهدف التصدي لـ"أنشطة الصين العسكرية".

بدورها، تسعى تايوان إلى زيادة الإنفاق العسكري بـ240 مليار دولار تايواني (8.69 مليار دولار أميركي) خلال السنوات الخمس المقبلة، بما يشمل الإنفاق على صواريخ جديدة، معتبرة أنها تحتاج بشكل عاجل إلى تطوير أسلحة، في مواجهة "تهديد خطر" من الصين.