وعد المتنافسون على خلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بـ"احترام البيئة" خلال حملة الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر، بعد ما كشفت الفيضانات المدمرة التي ضربت غرب ألمانيا أهمية ملف "التقلبات المناخية".
وبلغ التنافس حد إعادة خلط أوراق اللعبة السياسية، قبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر؛ ففي الوقت الذي لا تزال فيه ألمانيا تحت صدمة كارثة خلفت 103 قتلى، والعديد من المفقودين، لم تُطرح بعد هذه المسألة علناً.
واضطر نائب من دعاة "حماية البيئة" هاجم منذ الساعات الأولى للكارثة، سياسات الأحزاب المتنافسة حول المناخ، إلى حذف تغريدة وصفت بأنها فاضحة.
ويقود المحافظ أرمين لاشيت، المرشح الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي، ولاية شمال الراين وستفاليا وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات إلى جانب راينلاند بالاتينات المجاورة.
ودمرت الأنهار التي ارتفع منسوبها بشكل كبير قرى بأكملها في المنطقة التي تضم مدناً مثل دوسلدورف وكولونيا وبون.
وحذر عالم الأرصاد مجيب لطيف، الباحث في معهد علم المحيطات في كيل، في صحيفة "نيو أوسنابروكر تسايتونغ" من أن "مجرد مصرع أشخاص في بلد صناعي، بسبب أحوال جوية قاسية، يظهر ببساطة أننا بلغنا حدود قدرتنا على التكيف".
مواجهة التقلبات المناخية
وتساءلت الشخصيات السياسية الألمانية، من جميع الأطراف على الفور عن عواقب الاحتباس الحراري، وفي مقدمتهم وزير الداخلية هورست سيهوفر.
وأصرت هذه الشخصية البارزة من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، بزعامة أنغيلا ميركل على أن ألمانيا يجب أن "تستعد بشكل أفضل" لمواجهة التقلبات المناخية.
وانتقد أحد قادة حزب الخضر روبرت هابيك، حرص بعض النواب على التوجه إلى المناطق المنكوبة.
وكتب هابيك على حسابه على انستغرام "الوقت الآن لرجال الإنقاذ، وليس الوقت المناسب للسياسيين الذين يكتفون بالوقوف في منتصف الطريق"، لكنه اعترف بأنه من المشروع أن يقوم المسؤولون المحليون بتكوين فكرة على الأرض.
ويتقدم حزب الخضر الآن بشكل كبير على المحافظين في نوايا التصويت، بعد سلسلة من الخلافات التي أثرت على حملة مرشحتهم أنالينا بربوك المسؤولة الأخرى في حزب البيئة.
وإذا لم يوجه الخضر أصابع الاتهام إلى السياسات المناخية التي اعتمدتها ميركل خلال عهدها الذي دام 16 عاماً، قام ممثلون عن المجتمع المدني بذلك.
وقال هولغر ستيشت، المسؤول عن فرع رينانيا-شمال ويستفاليا في الاتحاد الألماني للبيئة وحماية الطبيعة: "نتحمل إلى حد كبير العواقب الكارثية للأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة"، منتقداً أعمال البناء في المناطق المعرضة للفيضانات، وإزالة الغابات من المنحدرات المنخفضة التي تمنع هطول الأمطار.
تفادي الكارثة
واعتبرت وزيرة البيئة في هذه المنطقة أورسولا هينين إيسر، أن التقلبات المناخية هي العوامل الرئيسية للكارثة. وقالت لصحيفة "كولنر شتات أنزيغر" المحلية "التحدي هو أنه علينا أحياناً التعامل مع جفاف شديد، وأحيانًا أمطار غزيرة للغاية".
وأضافت:"أن التربة بالكاد تمتص المزيد من المياه، بسبب الجفاف في السنوات السابقة" مؤكدة أنه في هذه الحالة "كان من المستحيل عملياً التحرك على الأجل القصير".
واعتبرت هانا كلوك، أستاذة الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ البريطانية، مصرع هذا العدد الكبير من الأشخاص، في الفيضانات في أوروبا في 2021 هو "فشل ذريع للنظام".
وأوضحت أن "سبب هطول الأمطار الغزيرة، يبدو أنه ناقل للهواء الحار والرطب من الشمال، ما أدى إلى تساقط كميات هائلة من المياه على أرض رطبة أصلا". وتابعت:"لكن السيول الصيفية المفاجئة عالية الطاقة، هي تماماً ما نتوقعه من مناخ سريع الاحترار".