
نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لفرض حزمة عقوبات على الصين لردعها عن غزو تايوان، في حين يتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط دبلوماسية من تايبيه لفعل الشيء ذاته.
وأضافت المصادر أن المداولات في واشنطن وضغط تايبيه المنفصل على مبعوثي الاتحاد الأوروبي لا يزال كلاهما في مرحلة مبكرة، وهما رد فعل على مخاوف متزايدة من غزو صيني، مع تصاعد التوتر العسكري في مضيق تايوان.
أوضحت المصادر أن التحركات تتعلق بفرض عقوبات تتجاوز الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل في الغرب، لتقييد التجارة والاستثمار مع الصين في تقنيات حساسة مثل رقائق الكمبيوتر ومعدات الاتصالات.
ولم تقدم المصادر أي تفاصيل عما يجري النظر فيه، لكن فكرة فرض عقوبات على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأحد أكبر نقاط اتصال سلاسل التوريد العالمية تثير تساؤلات بشأن جدواها.
"أكثر تعقيداً"
وقالت نازاك نيكاختار المسؤولة الكبيرة السابقة بوزارة التجارة الأميركية إن "فرض عقوبات محتملة على الصين هو عمل أكثر تعقيداً بكثير من العقوبات المفروضة على روسيا، نظراً لارتباط الولايات المتحدة وحلفائها الشديد بالاقتصاد الصيني".
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بإعادة توحيد تايوان، التي تتمتع بحكم ديمقراطي، مع البر الرئيسي ولم يستبعد استخدام القوة.
وذكر مسؤول أميركي وآخر من دولة تنسق عن كثب مع واشنطن، إن المسؤولين الأميركيين يدرسون خيارات حزمة محتملة من العقوبات على الصين لردع شي عن محاولة غزو تايوان.
وقال المصدران إن المحادثات الأميركية بشأن العقوبات بدأت بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، لكنها صارت ملحة من جديد بعد رد الفعل الصيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.
واتخذت الولايات المتحدة، بدعم من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي، نهجاً مماثلاً تجاه روسيا في يناير بتهديدها بفرض عقوبات غير محددة، لكن ذلك لم يثنِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزوه لأوكرانيا.
وقال المسؤول غير الأميركي إن البيت الأبيض يركز على التوصل لاتفاق بين الدول، بما في ذلك التنسيق بين أوروبا وآسيا، وتجنب استفزاز بكين.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية إنها ناقشت المناورات الحربية الصينية الأخيرة "والتحديات الكبرى" التي تشكلها الصين لتايوان والمنطقة؛ مع الولايات المتحدة وأوروبا وشركاء آخرين يتفقون معها في التفكير، لكنها لم تستطع الكشف عن التفاصيل.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب من وكالة "رويترز" للتعليق.
تايوان وأوروبا
ونقلت الوكالة عن ستة مصادر مطلعة على المناقشات بين تايوان وأوروبا؛ إن تايوان طرحت بالفعل فرض العقوبات مع مسؤولين أوروبيين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين في الآونة الأخيرة جعلت موقف تايوان أكثر تشدداً.
وتكثفت دعوات كبار المسؤولين التايوانيين للاستعداد لفرض عقوبات في الأسابيع الماضية. ودفع تقرير حديث صدر من الحكومة الصينية وسحب تعهداً بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى تايوان إذا سيطرت بكين على الجزيرة، إلى بذل تايوان جهوداً مضاعفة مع أوروبا.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن تايوان لم تطلب أي شيء محدد، وطلبت من أوروبا التخطيط للإجراءات التي قد تتخذها إذا نفذت الصين هجومها على تايوان، كما طلبت من أوروبا تحذير الصين، لكن ليس في العلن، من أنها ستواجه عواقب.
تتطلب العقوبات الأوروبية موافقة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27، وهو أمر يُعد بعيد المنال في كثير من الأحيان. وكان الإجماع صعباً حتى في عزل روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أهمية الغاز الروسي الكبيرة بالنسبة لألمانيا.
وتقول المصادر إن كل أوروبا، باستثناء الفاتيكان، لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين وليس تايبيه، غير أن المسؤولين التايوانيين والأوروبيين أجروا اتصالات خاصة مكثفة منذ بدء التدريبات العسكرية الصينية.