
شكلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لجنة جديدة للتعامل مع ظهور سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا في المستقبل، فضلاً عن التهديدات الوبائية الأخرى، بحسب وكالة "بلومبرغ".
ويأتي ذلك بعد الاضطرابات التي أحدثها المتحور "أوميكرون" في الاقتصاد الأميركي ونظام الرعاية الصحية، وسط انتشار واسع وسريع له.
ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين مطلعين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن "مجموعة العمل المعنية بالابتكار الوبائي" التي شكلها مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، ستركز على تطوير اللقاحات والعلاجات والاختبارات التشخيصية، وغيرها من الأدوات، لمواجهة المتحورات المستقبلية من الفيروسات، لا سيما كورونا.
وقال المسؤولون إن ذلك سيساعد في جعل البلاد أكثر استعداداً في حال ظهور متحورات جديدة من الفيروس، وغير ذلك من التهديدات البيولوجية المستقبلية بعد كوفيد-19.
انتشار غير مسبوق
في حين شدد بعض المسؤولين على أن اللجنة لم يتم إنشاؤها على وجه التحديد استجابة لـ"أوميكرون"، إلا إنها بدأت عملها في الوقت الذي يرفع فيه المتحور عدد الحالات ودخول المستشفيات على نحو غير مسبوق في الولايات المتحدة.
وحذر مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة من إمكانية ظهور متحورات جديدة، من شأنها أن تغير الفهم مرة أخرى للتهديد الناجم عن الفيروس.
ورغم أن الدراسات تشير إلى أن أوميكرون يسبب إصابات أخف حدة من السلالات السابقة، إلا أن المستشفيات شهدت تدفقاً كبيراً للمصابين به، إضافة إلى وجود نقص في الاختبارات السريعة، ما ترتب عليه تعطيل بعض الشركات بسبب اضطرار الموظفين المصابين إلى العزل.
اختصاص اللجنة
وعلى عكس فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا التابعة للبيت الأبيض، لن تركز اللجنة الجديدة على الاستجابة اليومية للجائحة أو المتحور أوميكرون، أو أشياء مثل توزيع اللقاحات والاختبار والعلاجات.
بل ستعمل على مشاريع يمكن استخدامها لإدارة موجات من المتحورات الجديدة، التي يمكن أن تظهر ما بين 6 أشهر وسنتين، فضلاً عن التهديدات الأخرى. وسيتم ذلك من خلال بناء وممارسة قدرات جديدة، وستعزز الولايات المتحدة دفاعاتها البيولوجية طويلة المدى، وفقاً لمصادر "بلومبرغ".
إجراءات جديدة
وأوضحت المصادر أن اللجنة اجتمعت برئاسة المستشار العلمي للرئيس ومدير مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا إريك لاندر، ودون أوكونيل، مساعد وزير الاستعداد في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، للمرة الأولى، الثلاثاء الماضي.
وقال مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا، إن عمل اللجنة الجديدة "يكمل الاستجابة المستمرة لكوفيد-19 من خلال التركيز على الابتكارات المحتملة التي يمكن أن تصبح متاحة في الأشهر الـ24 المقبلة، بناء على مجموعة واسعة من التطورات والدروس منذ بداية الجائحة".
كما ستعتمد مجموعة العمل على اختبار بعض أفكارها طويلة المدى على المدى المتوسط، وفقاً لما ذكره المسؤولون.
وحضر ممثلون من فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا بالبيت الأبيض، وكذلك مسؤولون من وزارة الصحة، الاجتماع الافتراضي، الذي سيستمر عقده أسبوعياً، وفقاً لأحد المسؤولين.
وأوضح أنه كان من بين الحاضرين مسؤولون من إدارة الغذاء والدواء، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والمعاهد الوطنية للصحة، ومكتب الجراح العام، ووزارة الدفاع.
وأوضحت المصادر أنه على الرغم من عدم دعوة المديرين التنفيذيين لشركات الرعاية الصحية إلى الاجتماع الأولي، فإن فريق العمل سيسعى إلى العمل بشكل تعاوني مع تلك الشركات.
وقالت سيسيليا روس، رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين، في اجتماع الأربعاء، مع مجلس العلاقات الخارجية، إن المجموعة الجديدة ستركز أيضاً على إدارة "المرحلة المتوطنة" ، حيث ينتشر الفيروس بشكل موسمي.
اقرأ أيضاً: