جونسون: لا عودة لاقتصاد ما قبل بريكست

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مقابلة مع شبكة "بي بي سي" - مانشستر- 3 أكتوبر 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مقابلة مع شبكة "بي بي سي" - مانشستر- 3 أكتوبر 2021 - REUTERS
لندن-أ ف ب

استبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، العودة إلى النموذج الاقتصادي  الذي كان معتمداً في المملكة المتحدة قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذلك رغم النقص المستمر في المواد الاستهلاكية والمحروقات، فاقمته تداعيات "بريكست".

وفي اليوم الأول من المؤتمر السنوي لحزبه المحافظ، سعى جونسون، بحسب وكالة "فرانس برس"، إلى توجيه رسالة طمأنة، قائلاً إنه يسعى لـ"إعطاء زخم جديد للبلاد"، التي تواجه حالياً مجموعة أزمات، أبرزها ارتفاع أسعار الوقود، وانقطاع سلاسل الإمداد بسبب نقص اليد العاملة.

وصرَّح رئيس الوزراء لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، أن البريطانيين باختيارهم الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، ومن ثم بانتخابهم المحافظين بعد 3 أعوام "صوتوا لصالح وضع حد لنموذج اقتصادي مكسور في المملكة المتحدة، كان قائماً على رواتب متدنية، ومؤهلات ضعيفة وإنتاجية منخفضة بشكل مزمن. ونحن نبتعد عن كل ذلك".

ويشكّل مؤتمر المحافظين الذي يعقد من الأحد إلى الأربعاء في مانشستر، والذي ينظم حضورياً لأول مرة منذ عامين بسبب فيروس كورونا، مناسبة لكي يخاطب جونسون أعضاء حزبه، علماً بأن خطابه مقرر الأربعاء في ختام المؤتمر.

"الطلب الكثيف"

وشدَّد جونسون على أن "التوترات والصعوبات" التي يواجهها الاقتصاد البريطاني، مرتبطة بتعافي الاقتصاد العالمي السريع من الجائحة، وبالطلب الكثيف الناجم عن التهافت على شراء الوقود.

واعتباراً من الاثنين، سيتم نشر 200 عسكري لإمداد المحطات بالبنزين، والتي تشهد منذ أسبوعين تكدس طوابير من السيارات أمامها.

وأكد جونسون على أن الأوضاع "بدأت تهدأ"، لكن بحسب جمعية محطات توزيع البنزين لا يزال النقص في البنزين كبيراً، في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

وإزاء مخاطر نفاد المواد الاستهلاكية في فترة أعياد الميلاد، عدَّلت الحكومة سياستها للهجرة، التي كانت قد شدّدتها بعد بريكست، وذلك من أجل إعطاء ما يصل إلى 10 آلاف و500 تأشيرة عمل مؤقتة.

ومن دون أن يوضح ما إذا كان النقص سيعوّض بحلول عيد الميلاد، لم يستبعد جونسون منح مزيد من تأشيرات العمل الموقتة، لكنَّه حذَّر من أنه "ما لا يمكننا أن نفعله في كل هذه القطاعات هو ببساطة العودة إلى النموذج السابق المتعب، والذي يعاني من القصور، واستخدام الهجرة غير المنضبطة"، مضيفاً "لذا، أجل ستكون هناك فترة تكيُّف".

وشدَّد على أن حكومته وفّت بالوعود التي قطعتها خلال الحملة الانتخابية، بتنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأنها أطلقت حملة تلقيح واسعة النطاق ضد كوفيد-19، مؤكداً أنه يعتزم اتّخاذ "قرارات جريئة" للاستجابة إلى أولويات البريطانيين، على غرار الوظائف والأمن والتغيّر المناخي.

وتابع: "كل ذلك يبيّن أننا نفي بتعهّداتنا، والآن حان الوقت للذهاب أبعد، ليس فقط من أجل التعافي، بل أيضاً من أجل إعادة البناء بشكل أفضل".

تحديات المحافظين

ووصل جونسون (57 عاماً) إلى السلطة في يوليو 2019، وفاز بالانتخابات العامة التي نظّمت بعد أشهر، إثر رفعه شعار "إنجاز البريكست"، وعليه حالياً أن يقنع البريطانيين بمنافع الخروج من الاتحاد الأوروبي التي لطالما وعدهم بها.

لكن في الوقت الراهن، يبدو أن عواقب بريكست تقتصر على مفاقمة بعض تداعيات الجائحة، خصوصاً صعوبة إيجاد سائقي شاحنات، علماً بأن المملكة المتحدة بحاجة إلى نحو 100 ألف منهم، من أجل تسليم المواد الاستهلاكية للمتاجر الكبرى وسلاسلها، ومحطات توزيع الوقود والحانات.

وفي مانشستر تجمّع متظاهرون للتعبير عن معارضتهم للمحافظين، معتبرين أنهم "غير أكفاء للحكم"، منددين بسياساتهم على صعيد الاقتصاد والصحة والهجرة.

ورغم الصعوبات التي يواجهها، لا يزال حزب المحافظين (39%) يتقدّم على حزب العمال (35%) في نوايا التصويت، وفق استطلاع لمركز "أوبينيون بول" نشر مساء السبت.

لكن 59% ممن شملهم الاستطلاع اعتبروا أن بريكست يجري بشكل سيء، فيما اعتبر 69% أن الحكومة أساءت إدارة أزمة سائقي الشاحنات.

اقرأ أيضاً: