إيران ترفع سعر النفط على سوريا وتطالبها بـ"الدفع مقدماً"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق. 14 يناير 2023 - AFP
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق. 14 يناير 2023 - AFP
دبي -الشرق

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن إيران طالبت سوريا، بدفع تكاليف النفط مقدماً، ورفضت عقود التسليم مؤجل الدفع، بعدما رفعت سعر النفط ليصل إلى سعر السوق، ما زاد من معاناة الاقتصاد السوري الذي يعتمد على إيران في الحصول على أكثر من نصف احتياجاته النفطية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين إيرانيين، قالوا لنظرائهم السوريين إنهم سيتعين عليهم الآن "دفع المزيد من الأموال للحصول على النفط مع وصول الطلب إلى ذروته في الشتاء"، بعدما كانت إيران تزود سوريا بالنفط بأسعار مخفضة.

وضاعف المسؤولون الإيرانيون سعر النفط ليصل إلى سعر السوق الذي يزيد عن 70 دولاراً للبرميل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، بحسب الصحيفة.

وأدى ذلك إلى أسوأ أزمة نقص وقود في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك، وفقاً لمحللين.

صفوف أمام محطات الوقود

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن وسائل إعلام سورية، أن سكان العاصمة يصطفون يومياً أمام محطات الوقود المتوقفة عن العمل لساعات، وأشارت إلى ارتفاع تكلفة النقل وأسعار السلع.

وأغلقت الحكومة السورية الشهر الماضي بعض المكاتب الإدارية لعدة أيام لتوفير الطاقة، فيما أغلقت العديد من المصانع أبوابها بسبب المعاناة التي تواجهها للحصول على الوقود لتشغيل المولدات في ظل نقص الكهرباء.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن الفقراء هم الأكثر تضرراً، مُشيرة إلى لجوء العديد منهم إلى حرق الخشب وقشور الفستق للطهي والتدفئة.

"احتجاجات رغم الخوف"

وتعتمد الأسر السورية على الوقود لتشغيل مدافئها، ولكن ارتفاع الأسعار إلى 5 أضعاف في العام الماضي، جعله باهظ التكلفة بالنسبة لمعظم العائلات التي تعاني بالفعل من التضخم المتصاعد وهبوط العملة المحلية إلى مستوى قياسي الشهر الماضي.

ومع تزايد الغضب من نقص الوقود، خرج بعض الناس إلى الشوارع للاحتجاج رغم مخاوفهم من التعرض لحملة قمع حكومية، بحسب الصحيفة.

وقال فابريس بالونش، الأستاذ المساعد في جامعة "ليون 2" الفرنسية، للصحيفة: "إنها أسوأ أزمة وقود لسوريا تعيها ذاكرة الأحياء. إيران لا يُمكنها تحمل طموحاتها الإقليمية".

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تعهد خلال لقاءه مع الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، في دمشق بالحفاظ على العلاقات القوية مع سوريا. 

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، إن الجانبين ناقشا مشروعاً لتوليد الكهرباء، ولكنهما "لم يتحدثا عن إمدادات النفط".

ضغوط داخل إيران

وقالت "وول ستريت جورنال" إن الأوضاع في دمشق "لن تتحسن ما لم يحدث تغيير في الأوضاع الإيرانية".

واستبعدت حدوث ذلك قريباً بسبب العقوبات الدولية المفروضة على طهران، ووصول معدل التضخم إلى 50%، والقيود التي تفرضها السلطات على الإنترنت، وغيرها من الإجراءات التي تتخذها السلطات للقضاء على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني أثناء اعتقالها لدى "شرطة الأخلاق" في سبتمبر الماضي.

وحالياً، يعيش أكثر من ثلث سكان إيران في فقر، مقارنة بـ20% من السكان في عام 2015. وانخفضت العملة المحلية إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار في الأسابيع الأخيرة.

وقال حميد حسيني، المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني للصحيفة: "نحن أنفسنا نتعرض لضغوط الآن. ليس هناك ما يدعو للبيع إلى سوريا بأسعار مخفضة".

وقالت الصحيفة إن وزارتي الخارجية في كلا البلدين لم يردا على الفور على طلباتها للتعليق على الأمر.

وعلى الرغم من أن كميات النفط التي أرسلتها طهران إلى دمشق في الربع الأخير من عام 2022 كانت مماثلة للكميات المرسلة العام السابق، رفضت إيران زيادة إمداداتها لتلبية الطلب المتزايد في سوريا.

وعادة ما تستقبل سوريا شحنتي نفط على الأقل شهرياً من إيران، ولكن الشحنة التالية لن تغادر إيران إلى سوريا قبل بداية مارس، وفقاً لشركة بيانات السلع الأساسية "كبلر".

وغادرت آخر شحنة من إيران إلى سوريا في منتصف ديسمبر الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات