
أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها، الأربعاء، بشأن انحياز الصين لروسيا، مُحذرة من أن الدول التي تنحاز إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا تقف "على الجانب الخاطئ من التاريخ".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "تدعي الصين أنها مُحايدة، لكن سلوكها يوضح أنها لا تزال تستثمر في علاقات وثيقة مع روسيا".
وجاء ذلك تعليقاً على تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اتصال هاتفي مع بوتين، أن بلاده تدعم "سيادة وأمن" روسيا.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أنه "بعد مرور أكثر من 3 أشهر على بدء روسيا الغزو الوحشي، لا تزال الصين تقف إلى جانب روسيا. وهي تُواصل نشر الدعاية الروسية في أنحاء العالم، وتُواصل حماية روسيا في المنظمات الدولية متجاهلة مسؤولياتها باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وما زالت تنفي الفظائع التي ترتكبها روسيا في أوكرانيا ملمحة إلى أنها مفبركة".
وتابع المتحدث: "الدول التي تختار معسكر فلاديمير بوتين تضع نفسها حتماً على الجانب الخطأ من التاريخ. لقد حان الوقت لقادة العالم للتحدث بوضوح ضد العدوان السافر للرئيس بوتين، والوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني".
وجدّد المسؤول الأميركي تحذير الصين من تقديم أية "مساعدة عسكرية" لروسيا أو أي "دعم منهجي للالتفاف على العقوبات" الغربية.
وكانت الدول الغربية فرضت عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا، رداً على هجومها على أوكرانيا، في وقت تعتبر موسكو أن الأوروبيين والأميركيين تسببوا بتباطؤ اقتصادي عالمي.
وفي ظل مساعي الأوروبيين لتكثيف العقوبات على روسيا بما في ذلك خفض الاعتماد على استيراد الغاز، تبحث موسكو عن منافذ جديدة ومزوّدين جدد لاستبدال الجهات الاقتصادية الأجنبية الكثيرة التي غادرت البلاد في أعقاب الهجوم على أوكرانيا.
دعم صيني لروسيا
وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد التلفزيون الصيني الرسمي أن الرئيس شي جين بينغ أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، دعم بلاده لسيادة روسيا وأمنها، لافتاً إلى أن الصين ترغب في مواصلة دعم روسيا بقضايا تمثل مصالح أساسية، وتثير مخاوف رئيسية مثل السيادة والأمن.
وذكر الكرملين أن الرئيسين اتفقا "على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والمال والصناعة والنقل وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي العالمي، الذي تعقد بسبب العقوبات الغربية غير الشرعية".
وأعلن الكرملين أن الرئيسين ناقشا أيضاً "تطوير العلاقات العسكرية والعسكرية-التقنية"، مشيراً إلى أن المكالمة كانت "ودية"، لافتاً في بيان إلى أن شي جين بينغ وبوتين أعربا أيضاً عن نيتهما "بناء نظام علاقات دولية مُتعدد الأقطاب، وعادل بالفعل".
وتعود آخر مكالمة أعلن عنها بين شي جين بينغ وبوتين إلى أواخر فبراير الماضي، غداة الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير، ترفض الصين استخدام عبارة "غزو" لوصفه، وتوجه أصابع الاتهام في النزاع إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقبل 3 أسابيع من بدء النزاع، استقبل الرئيس الصيني نظيره الروسي في بكين، على هامش افتتاح دورة الأولمبياد الشتوية لعام 2022.
وخلال لقائهما في تلك المناسبة، أعلن شي جين بينغ وبوتين "صداقة بلا حدود" بين بلديهما، ووقعا عدداً من الاتفاقات، لا سيما في مجال الغاز.
وتُعد الصين الشريك الاقتصادي الرئيسي لروسيا.
اقرأ أيضاً: