كوب 26".. الدول الفقيرة "قلقة" إزاء إخفاق قمة الـ20 في قضايا المناخ

time reading iconدقائق القراءة - 5
ناشط يحمل لافتة خلال احتجاج قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 26)، في غلاسكو، إسكتلندا، 28 أكتوبر 2021 - REUTERS
ناشط يحمل لافتة خلال احتجاج قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 26)، في غلاسكو، إسكتلندا، 28 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعربت شخصيات بارزة تُشارك في محادثات قمة مؤتمر الأمم خلال المتحدة حول تغير المناخ "كوب 26" عن قلقها، إزاء "إخفاق" مجموعة الـ20 في التوصل إلى خطة مناخية واضحة "تضمن بقاء شعوبها"، معتبرة أنها "خذلت" البلدان الفقيرة والضعيفة، حسب ما ذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية.

ونقلت الصحيفة في تقرير، الاثنين، عن قادة يمثلون أكثر من مليار شخص من بين الأكثر عرضة لخطر أزمة المناخ، قولهم إنهم "قلقون للغاية"، وكانوا يأملون في الحصول على المزيد من قمة مجموعة الـ20 في روما.

وأشار القادة إلى أن احتمال الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهي حد أقصى حيوي، يقول العلماء إنه "حدود للكوكب"، كانت تتراجع مع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة في غلاسكو.

خطط "أكثر طموحاً"

وحثوا قادة مجموعة العشرين الذين وصلوا إلى جلاسكو، لإجراء محادثات لمدة يومين بمشاركة أكثر من 100 رئيس دولة آخر، سيعقبها مناقشات تستمر نحو أسبوعين بين كبار المسؤولين، للتوصل إلى خطط "أكثر طموحاً"، لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. 

في هذا الإطار، قال جاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا ورئيس رابطة الدول الجزرية الصغيرة، الذي يمثل 39 دولة: "مما رأيته يبدو أننا سنتجاوز 1.5 درجة مئوية. نحن قلقون جد بشأن ذلك. هذه مسألة تتعلق بالبقاء بالنسبة لنا".

وألقى باللائمة على تأثير مصالح القطاع الخاص القوي في إخفاق مجموعة الـ20 في التوصل إلى خطط أفضل، محذراً من أن الدول المتقدمة ستعاني أيضاً من عواقب انهيار المناخ. 

ومضى قائلاً: "نحن هنا لإنقاذ الكوكب، وليس لحماية الأرباح. هناك شركات وجماعات ضغط متعددة الجنسيات قوية للغاية.. تستفيد من دعم الوقود الأحفوري". وأضاف: "أنا قلق للغاية، لكن على الرغم من خيبة الأمل ما زلت متفائل".

وبمعدل حرارة يزيد عن 1.5 درجة مئوية، تواجه العديد من الجزر الصغيرة الفيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر وهبوب العواصف الشديدة، لكن براون قال إن الدول المتقدمة معرضة أيضاً للخطر، لافتاً إلى أن "العديد منها لديها مناطق ساحلية أيضاً".

تقدم "ليس كافياً"

وأحرزت مجموعة الـ20، ما وصفه بعض المحللين بأنه "تقدم كبير" في روما، مع تعهد بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن تقريباً، واتخاذ إجراءات هذا العقد للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية، لكن الدول الفقيرة قالت إن الوعود لم تقترن بخطط واضحة.

من جانبه، قال سونام وانجدي، رئيس مجموعة البلدان الأقل نمواً، التي تضم أكثر من مليار شخص على مستوى العالم، إن "التقدم المحرز ليس كافياً بالتأكيد حتى الآن. نحن بعيدون جداً عن مسار 1.5 درجة مئوية. نحن بحاجة إليهم (قادة الـ20) لزيادة الطموح. لقد أوفينا بحصتنا من المسؤولية، وساهمنا بأقل قدر في المشكلة".

فيما قال ستيف فيكتور، وزير البيئة في بالاو: "لقد تخلّفت مجموعة الـ20 كثيراً عما يجب أن تكون عليه لتأمين مستقبل آمن لشعوب الدول الجزرية الصغيرة النامية. 

وأضاف: "هذا ليس مفهوماً مجرداً أو قضية سياسية بالنسبة لنا. تهديد تغير المناخ، بالنسبة لنا، لا يمكن المبالغة فيه. نحن نعيشه الآن. تنتج مجموعة العشرين 80% من الانبعاثات العالمية، وهي الأكثر أهمية لضمان قدرتنا على البقاء على الطريق المؤدي إلى مستقبل 1.5 درجة مئوية".

وقال إن مجموعة الـ20 يجب أن توافق على التخلص التدريجي من الفحم، وهو ما فشلت في القيام به، على الرغم من أنها وافقت على وقف تمويل تطوير الفحم الجديد في الخارج، مؤكداً أن عليها أيضاً وقف دعم الوقود الأحفوري.

بدوره، قال بروس بيليمون، وزير الصحة في جزر مارشال: "نحن نعيش في وقت سيكون للقرارات التي نتخذها عواقب وخيمة في المستقبل وعلى الأجيال القادمة، على صحة شعبنا ورفاهيته وسلامته وأمنه بالطبع".

قمة جلاسكو

ويعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) في مدينة جلاسكو الإسكتلندية، ويأتي بعد إخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بموعد تم تحديده في 2050 للوصول إلى مستوى صفري لانبعاثات الكربون، وهو الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شرط للحيلولة دون تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. ويأتي المؤتمر امتداداً للتعهدات الدولية الرئيسية في مؤتمر باريس للمناخ.

ولم تعترف محادثات مجموعة العشرين في روما سوى "بالأهمية الرئيسية" للوصول إلى مستوى صفري للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري "بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك دون تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي للدول من الفحم. ولم تخرج المحادثات بوعود قاطعة للحد من انبعاثات غاز الميثان وهو غاز آخر من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة.

اقرأ أيضاً: