
حذرت باكستان من أن أفغانستان على شفا انهيار اقتصادي، خلال اجتماع في إسلام أباد الخميس، شاركت فيه الولايات المتحدة والصين وروسيا، مشددة على وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني.
وقال رئيس وزراء باكستان عمران خان عبر "تويتر"، إن باكستان لطالما وقفت دائماً إلى جانب الشعب الأفغاني في وقت الحاجة، مضيفاً: "لقد أكدنا لوزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي والوفد المرافق له، أننا سنقدم كل المساعدات الإنسانية الممكنة".
وتابع: "نحن نرسل المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية الطارئة والملاجئ الشتوية، لتوفير الإغاثة الفورية لشعب أفغانستان"، مشيراً إلى أن بلاده ستوفر أيضاً لقاحات كورونا مجاناً لجميع الأفغان الذين يسافرون عبر الحدود".
وجاء ذلك بعد ساعات من لقاء لتجمّع دولٍ، معروف باسم "ترويكا بلاس"، عُقد رسمياً للمرة الأولى منذ استيلاء حركة "طالبان" على أفغانستان، في 15 أغسطس الماضي. ويأتي بعدما استضافت الهند الأربعاء مسؤولين أمنيين بارزين، من روسيا وإيران وخمس دول في آسيا الوسطى، لمناقشة الوضع في أفغانستان، في اجتماع قاطعته باكستان والصين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، قوله في كلمة افتتاحية خلال الاجتماع: "يجب ألا يستمر الانخراط مع أفغانستان فحسب، بل تعزيزه لأسباب متعددة. لا أحد يرغب في عودة الحرب الأهلية، ولا أحد يريد انهياراً اقتصادياً يؤدي إلى عدم استقرار، الجميع يريد تعاملاً فعّالاً مع العناصر الإرهابية الناشطة داخل أفغانستان، ونريد جميعاً منع حصول أزمة لاجئين جديدة".
وحذر قريشي من أن "أفغانستان تقف على شفا انهيار اقتصادي"، علماً أن منظمات إنسانية تنبّه بشكل متزايد إلى أن أفغانستان تنزلق إلى أزمة إنسانية حادة، مع تدهور الاقتصاد نتيجة توقف غالبية المساعدات، وقيود فرضتها حكومات على النظام المصرفي، منذ تسلّم "طالبان" السلطة.
"نضوب التمويل الدولي"
وأعرب قريشي عن ثقته بأن "انخراط ترويكا بلاس مع الحكومة الأفغانية الجديدة، سيساعد في توطيد السلام والاستقرار، وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وتضييق المجال أمام الجماعات الإرهابية العاملة من أفغانستان وداخلها".
وأضاف: "مع نضوب التمويل الدولي، بات صعباً حتى دفع الرواتب، ناهيك عن متابعة مشاريع التنمية... وأيّ انزلاق آخر سيحدّ بشدة من قدرة الإدارة الجديدة على إدارة الحكومة في أفغانستان"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وأعلن قريشي بعد الاجتماع أنه أبلغ المشاركين أن المحادثات ستكون أكثر فائدة، بمشاركة موفد عن "طالبان". وأضاف أن الاجتماع المقبل لـ"ترويكا بلاس" سيُعقد في بكين، وستُدعى إليه الحركة. ونبّه إلى أن أيّ حالة من عدم الاستقرار في أفغانستان ستؤثر بشكل مباشر في باكستان، وكذلك في أوروبا ودول أخرى.
وتابع أنه سيبلغ وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة، أمير خان متقي، بنتائج اجتماع الترويكا، علماً أن الأخير وصل إلى إسلام أباد الأربعاء وسيلتقي موفدين خاصين بشأن أفغانستان، كما قال ناطق باسم وزارة خارجية حكومة طالبان.
أصول "المركزي" الأفغاني
وذكرت "رويترز" أن باكستان دعت حكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى السماح بتدفق مساعدات التنمية إلى أفغانستان، من أجل منع انهيارها. كذلك حضّتها على تحرير أصول بمليارات الدولارات للمصرف المركزي الأفغاني في الخارج.
وناقشت باكستان أيضاً فكرة انضمام أفغانستان إلى "الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان"، وهو مشروع للبنية التحتية بمليارات الدولارات مع بكين، يندرج في إطار "مبادرة الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن روسيا استضافت قبل أسابيع محادثات مشابهة بشأن أفغانستان، لم تشارك فيها الولايات المتحدة لأسباب لوجستية. كذلك استضافت الهند الأربعاء، مسؤولين أمنيين بارزين من إيران وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، لبحث تداعيات استيلاء "طالبان" على أفغانستان، في محادثات قاطعتها باكستان وحليفتها الصين.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الخارجية الهندية، أن رفض باكستان حضور الاجتماع "مؤسف، لكنه ليس مفاجئاً" و"يعكس تفكيرها في اعتبار أفغانستان محمية لها"، علماً أن مستشار الأمن القومي الباكستاني، معيد يوسف، وصف نيودلهي بأنها "مفسدة" وليست "صانع سلام" في أفغانستان.
ونسبت صحيفة "ذي إنديان إكسبرس" إلى مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، قوله قبل الاجتماع: "كنا جميعاً نراقب باهتمام التطورات في (أفغانستان)، وتأثيراتها مهمة ليس فقط بالنسبة إلى شعبها، ولكن أيضاً لجيرانها والمنطقة. هذا هو الوقت المناسب للتشاور الوثيق في ما بيننا، والمزيد من التعاون والتفاعل والتنسيق بين دول المنطقة".
اقرأ أيضاً: