تايوان تطالب الإدارة الأميركية الجديدة بدعمها لمواجهة الصين

time reading iconدقائق القراءة - 7
علما تايوان والولايات المتحدة - REUTERS
علما تايوان والولايات المتحدة - REUTERS
دبي-الشرق

قال وانغ تينغ يو، الرئيس المشارك للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان التايواني، لمجلة "فورين بوليسي"، إن جيش تايوان لن يفاجأ إذا استعدت الصين لشن هجوم.

وأضاف وانغ تينغ يو أن "القمر الصناعي والرادار التايوانيين، سيتمكنان من رصد حشد قوات جيش التحرير الشعبي في مقاطعتي قوانغدونغ، أو فوجيان، عبر المضيق، وأن الصين تحتاج إلى ما يصل إلى 60 يوماً لحشد ما يكفي من القوات لشن هجوم برمائي".

يأتي ذلك في وقت يزداد فيه التوتر بين البلدين، إذ تهاجم الصين تايوان عبر "مضيق تايوان"، فيما يطلب المسؤولون في تايبيه الدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، خصوصاً بعد وصول جو بايدن إلى المكتب البيضاوي.

وقال وانغ تينغ يو للمجلة: "ستكون تلك الأيام الستون وقتاً ثميناً للمجتمع الدولي لمنع الحرب، أو لإرسال إشارة واضحة إلى الصينيين بأن هذا خط أحمر لا يمنكم تجاوزه".

وتساءل: "إذا كانت تايوان ستكون مستعدة لحماية الوطن، ماذا سيفعل العالم، وبخاصة الولايات المتحدة؟"، موضحاً أن الرسالة التي يجب أن يبعث بها بايدن إلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بسيطة: "لا تحاول ذلك".

وكان لويد أوستن، الذي تم تأكيده وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة، أخبر المشرعين في مجلس الشيوخ أثناء جلسة التأكيد، بأنه سيتأكد من أن بلاده تفي بالتزاماتها لمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها.

ويتولى بايدن السلطة في وقت تشهد العلاقات الأميركية الصينية، تراجعاً حاداً، وفي أعقاب فترة انتقالية أخذت فيها الإدارة السابقة خطوات واسعة لتوثيق علاقة واشنطن مع تايبيه، واضعة نصب عينيها استعداء بكين حتى قبل تولي ترمب منصبه، بدءاً من مكالمته المثيرة للجدل في ديسمبر 2016 مع الرئيس تساي إنغ ون، في أول مرة يتحدث فيها رئيس، أو رئيس منتخب، أميركي مباشرة مع رئيس تايواني. وقبيل أيام من أداء بايدن القسم الرئاسي.

كما رفع وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، القيود المفروضة على الاتصالات الرسمية بين البلدين، وكان من المقرر أن يتبع ذلك إرسال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايتها، كيلي كرافت، إلى المنطقة، قبل أن يتم إلغاء الرحلة في اللحظة الأخيرة.

غضب صيني

ووافق ترمب خلال الشهور الأخيرة من ولايته على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى تايبيه، وأعلن بومبيو أن معاملة الأويغور في شينجيانغ الصينية تمثل إبادة جماعية، فيما يمثل توبيخين علنيين للصين.

وأثار ذلك غضب بكين، ووصفت وسائل الإعلام التابعة للدولة، تصرفات إدارة ترمب بأنها نتيجة لـ "جنون أخير .. سيجلب عليهم الفناء".

وكإجراء فاصل، فرضت الصين عقوبات على ما يقرب من 30 مسؤولاً في إدارة ترمب، بينهم بومبيو، وكرافت، ومستشار الأمن القوي، روبرت أوبرين.

ويواجه بايدن ضغوطاً قوية من حلفاء، مثل اليابان، لرسم خط أحمر لمنع الصين من عبور مضيق تايوان، ومن ثم اختار ضمن فريقه للأمن القومي بعض صقور الملف الصيني، أبرزهم كيرت كامبل، الذي كان مسؤولاً عن ملف آسيا في وزارة الخارجية خلال ولاية أوباما.

لكن هذا لم يكن مساراً عدائياً؛ فقد دعا كامبل، الذي تعود خبراته عن تايوان إلى عمله في البنتاغون في ولاية كلينتون، إدارة بايدن إلى دعم حوار بين تايبيه وبكين في فعالية نظمها أحد المراكز البحثية، في ديسمبر الماضي.

سياسة بايدن

ويتوقع العديد من الخبراء أن يوقف بايدن التصريحات الرنانة، واستخدام السياسة الأميركية للرد على الصين، على غرار ما كانت تفعل إدارة ترمب.

ومن المرجح أن تشمل قائمة أهداف بايدن "النظر إلى تايوان باعتبارها بطاقة يجب تثمينها، وليست بطاقة لاستخدامها في منافسة مع الصين"، كما قال ريان هاس، زميل أول في معهد بروكينغز، والذي تولى إدارة ملفات الصين وتايوان ومنغوليا في مجلس الأمن القومي خلال الولاية الثانية للرئيس الأسبق، باراك أوباما.  

وأضاف: "أعتقد أنه سيكون هناك تركيز على مساعدة تايوان على اكتساب الثقة، واستعادة أمنها وسيطرتها على مصيرها الاقتصادي، واحترامها على المسرح العالمي".

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين السابقين، أن الطرفين سيستغرقان بعض الوقت لبحث العلاقة التي تم رفع مستواها مؤخراً.  

وقال هاس: "أعتقد أنه سيكون من المهم أن نسأل أصدقاءنا في تايوان هذا السؤال: ما الذي يرتاحون إليه؟ وإلى أين يريدون أن تتجه العلاقة".

توطيد العلاقات

وكان بايدن مد بالفعل يد الود إلى تايوان. فدعا رسمياً كبيرة ممثلي تايوان وسفيرتها الفعلية لدى الولايات المتحدة، بي كهيم هسياو، لحضور حفل تنصيبه.

ورداً على هذه الدعوة، غردت هسياو على حسابها على تويتر: "نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية القادمة للدفع قدماً بقيمنا ومصالحنا المشتركة". 

ويمثل حضور هسياو للفعالية، أول مشاركة لمسؤول تايواني في حفل التنصيب الرئاسي الأميركي، منذ أن قطع الرئيس الأسبق، جيمي كارتر، العلاقات مع تايوان.

كما أعربت وزارة الخارجية التايوانية، عن شعورها بالفخر بهذه المشاركة، وسلطت الضوء على "العلاقات الوثيقة والودية بين تايوان والولايات المتحدة".

من جانبها، وصفت إميلي هورن، المتحدثة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، التزامات الولايات المتحدة تجاه تايوان بأنها "قوية وراسخة للغاية".

وكانت إدارة ترمب ضاعفت خلال السنوات الأخيرة الدعم العسكري الأميركي للجزيرة، إذ تجاوز حجم مبيعات الأسلحة في 2020، أكثر من 5 مليارات دولار، شملت طائرات من دون طيار، وأنظمة دفاع ساحلية، وصواريخ، ومدفعية.

ويأمل وانغ، الذي قال إن الصين اخترقت منطقة الدفاع الجوي التايوانية بمعدل يومي تقريباً على مدار عام 2020، في أن تبيع الولايات المتحدة إلى تايوان ألغاماً بحرية لردع أي غزو صيني محتمل، ويرغب في أن تطور تايبيه إنتاجها المحلي من الغواصات.

مصالح مشتركة

وقال وانغ أيضاً، إنه يود أن يدعو بايدن، بلاده للمشاركة في التدريبات العسكرية الكبرى في المحيط الهادي التي تنفذ كل عامين، ولم تدع إليها من قبل مطلقاً.

وكانت الصين تلقت دعوة لحضور هذه التدريبات عام 2018 قبل أن يتم إلغاؤها بسبب عسكرة الجزر الصناعية في بحر جنوب الصين.

وبينما يود وانغ، وآخرون أن يشهدوا ارتفاع مستوى تمثيل تايوان في الولايات المتحدة، من المرجح أن تبقى العلاقات على مستوى منخفض.

وقالت بوني جلاسر، كبيرة مستشاري شؤون آسيا، ومديرة مشروع قوة الصين التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "أعتقد أن إدارة بايدن قررت العودة إلى ذلك لأنه لا توجد حاجة واضحة لاستخدام تايوان كسلاح ضد الصين، وهو ما يضر بمصالح تايوان"، مضيفة: "أعتقد أن استخدام تايوان كبطاقة أو سلاح لإثارة غضب الصين.. هذه الممارسة ستختفي".