الانتخابات البلدية في البرازيل.. فوز "يمين الوسط" وخسارة بولسونارو

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو خلال حفل تنصيب وزير الصحة الجديد - REUTERS
الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو خلال حفل تنصيب وزير الصحة الجديد - REUTERS
دبي -وكالات

فاز رئيس البلدية المنتهية ولايته، برونو كوفاس، في الانتخابات البلدية التي أُجريت الأحد في البرازيل، وشهدت هزيمة المرشحين المدعومين من اليسار ومن الرئيس اليميني جائير بولسونارو، لصالح مرشحي يمين الوسط، وذلك قبل عامين من الانتخابات الرئاسية.

في ساو باولو، العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البرازيل، والتي يبلغ عدد سكانها 12.5 مليون نسمة، حصل كوفاس البالغ من العمر 40 عاماً على 59.38% من الأصوات، مقابل 40.62% للمرشح غيليرمي بولس المنتمي إلى حزب الاشتراكية والحرية.

وسيكون انتصار يمين الوسط دافعاً للطموحات السياسية للحليف حاكم ولاية ساو باولو، جواو دوريا، الذي ظهر العام الماضي كواحد من أشرس منتقدي بولسونارو.

وقال كوفاس: "من الممكن ممارسة السياسة من دون كراهية ومن خلال قول الحقيقة"، في رسالة موجّهة على ما يبدو إلى الرئيس اليميني بولسونارو. 

وأفاد ماركو نوغيرا، المحلل السياسي في جامعة ولاية ساو باولو: "هُزِم بولسونارو هذا العام، وقد يكون في خطر عام 2022. هذا يعتمد على ما يمكن أن يفعله سياسياً في العامين المقبلين"، وفقاً لما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وفي ريو دي جانيرو التي يبلغ عدد سكانها 6.7 مليون نسمة، انتُخِب رئيس البلدية الأسبق إدواردو بايس بنسبة 64.07% من الأصوات، ملحقاً هزيمة قاسية برئيس البلدية المنتهية ولايته، مارسيلو كريفيلا (35.93%).

وذكر بايس الذي كان رئيساً لبلدية ريو بين عامي 2009 و2016 أن "ريو مكان التنوّع، وسنحكم ... من أجل جميع المعتقدات والتوجهات والأديان"، مهاجماً كريفيلا.

وفي بورتو أليغري (جنوباً)، فاز الوسطيّ سيباستياو ميلو على مانويلا دافيلا الشخصية الصاعدة في الحزب الشيوعي البرازيلي.

وكانت إجراءات صحية صارمة فُرضت في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها اعتباراً من الساعة السابعة (10:00 ت غ) لاستقبال الناخبين المسنين.

وتعرّض الرئيس بولسونارو لانتكاسة في الدورة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت في 15 نوفمبر، إذ فشل غالبية المرشحين الذين دعمهم وصعدت مجدداً الأحزاب التقليدية للوسط ويمين الوسط.

وبحسب فاينانشال تايمز، يحتل الرئيس البرازيلي حالياً مرتبة عالية في استطلاعات الرأي الوطنية، حيث حصل على نسبة تأييد تقارب 38%، وهو مستوى قوي للرؤساء البرازيليين.

إلى ذلك، قفزت شعبيته هذا العام بعدما بدأت حكومته تقديم رواتب شهرية بنحو 120 دولاراً للمحتاجين في البلاد، بعد انتشار فيروس كورونا.

وشهدت تلك الانتخابات هزيمة حزب العمال اليساري، الذي حكم البرازيل لمدة 13 عاماً بين 2003 و 2016، ما أثار تساؤلات حول آفاقه السياسية على المدى الطويل. 

كما فشل حزب الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في الفوز بأي رئاسة بلدية في أي مدينة من المدن المهمة في البرازيل.

ونُظّمت الحملة الانتخابية بشكل أساسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الانتخابات التي أُرجئت ستة أسابيع بسبب فيروس كورونا المستجدّ.

تشكل هذه الانتخابات أول اختبار انتخابي في منتصف ولاية الرئيس اليميني القومي جائير بولسونارو، وستقدم مؤشرات على مكانته قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2022.

ومع وجود عدد قياسي من النساء والملوّنين والمسؤولين العسكريين الذين تنافسوا على المقاعد، اتسمت الانتخابات بزيادة التعبئة عبر الطيف السياسي.

يُنظر إلى الانتخابات في أكثر من 5000 بلدية على أنها إشارة مهمة إلى المناخ السياسي لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية قبل الانتخابات الرئاسية بعد عامين.

ويأتي هذا الاقتراع بينما تشهد أكبر دولة في أميركا اللاتينية موجة ثانية من كوفيد-19، في حين أودى الوباء بحياة أكثر من 172 ألف شخص خلال  8 أشهر في البرازيل، ودفع البطالة إلى مستوى قياسي تمثل بأكثر من 14 مليون عاطل من العمل.