واشنطن تنفي نيتها عرض خفض القوات العسكرية في أوروبا على روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأقمار الاصطناعية تظهر حشود روسية على الحدود مع أوكرانيا - 23 ديسمبر 2021 - AFP
الأقمار الاصطناعية تظهر حشود روسية على الحدود مع أوكرانيا - 23 ديسمبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

نفى مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأميركية، أن تكون الولايات المتحدة تخطط لبحث تخفيض قواتها بأوروبا خلال محادثاتها مع روسيا، مضيفاً أن التقارير التي تحدثت عن ذلك "ليست صحيحة إطلاقاً".

وشدد في بيان، قبيل المحادثات المرتقبة التي ستعقد بين الولايات المتحدة وروسيا الاثنين 10 يناير في جنيف بشأن أوكرانيا، على أنه إذا غزت روسيا الأراضي الأوكرانية، فإن الولايات المتحدة "ستعزز قواتها على الجبهة الشرقية".

وقال: "ستكون لدينا الفرصة يوم الاثنين لمناقشة المخاوف مع روسيا وأن نتفهم موقعنا. روسيا تحاول أن تلوم الآخرين على عدوانها، ولكن أفعال روسيا نفسها والعدوان، هو الذي أوصلنا لهذه النقطة".

وأوضح أن ما التزمت به الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها هو التواصل عبر أطراف متعددة في محاولة لحل الأزمة، "بينما نراقب روسيا تواصل الحشد العسكري على الحدود الأوكرانية". وأضاف "ليس صحيحاً أن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من أوروبا الشرقية".

وكان تقرير لموقع "أن بي سي نيوز" الأميركي، قال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستتوجه إلى المحادثات مع روسيا، وهي مستعدة لمناقشة تقليص عدد القوات الأميركية والروسية والتدريبات العسكرية في أوروبا الشرقية، وفقاً لمسؤول في الإدارة، ومسؤولان سابقان في وكالة الأمن القومي الأميركي مطلعان على المخططات. 

وأضاف التقرير، أن المناقشات يمكن أن تطال نطاق التدريبات العسكرية لكلّ من الولايات المتحدة وروسيا، وعدد القوات الأميركية المتمركزة في دول البلطيق وبولندا، والإشعار المسبق بشأن تحركات القوات، وصواريخ "إسكندر" الروسية ذات القدرة النووية في إقليم كالينينجراد الروسي بين بولندا وليتوانيا، وفقاً للمصادر.

وأضاف المصدر في الإدارة الأميركية، أنها تقوم بتجميع خيارات لتغييرات القوة العسكرية في أوروبا، لمناقشتها مع روسيا في المحادثات، مضيفاً أنه إذا أبدت روسيا استعداداً لمناقشة تقليص وجودها في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لمناقشة تحركات محددة. 

3 حوارات مع روسيا

وسبتدأ الاثنين سلسلة من الحوارات بين الغرب وروسيا أولها محادثات استراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف 10 يناير، ومحادثات بين موسكو وحلف الناتو في بروكسل يوم 12 يناير، والحوار بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمقرر في فيينا في 13 يناير.

وعبرت فرنسا والمفوضية الأوروبية الخميس، عن قلقها من محاولة روسيا تخطي الاتحاد الأوروبي عبر الحوار مباشرة مع الولايات المتحدة، وأصرت على أن أوروبا يجب أن تبقى طرفاً في أي حوار بشأن أوكرانيا أو الأمن في أوروبا.

مبادئ الأمن الأوروبي

وشدد المسؤول في الخارجية الأميركية، على أن روسيا تعرف موقف الولايات المتحدة تماماً، والذي يأتي من المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي "والتي وافقوا عليها يوماً ما، بما فيها مبدأ أن الحدود لا يمكن أن يعاد رسمها بالقوة، وأن الدول لديها الحق السيادي لتحديد سياساتها الخارجية والأمنية".

وقال إن الولايات المتحدة تتوقع أن روسيا ستدلي ببيانات علنية بعد اجتماع الاثنين، والتي لن تعكس حقيقة النقاشات التي حدثت.

وقال إن الولايات المتحدة تحث حلفاءها وشركاءها على النظر لتلك التعليقات بتشكك كبير، وأن تستمر في الانخراط في النقاشات الجارية والتنسيق مع الولايات المتحدة.

عقوبات غير مسبوقة

وقال إنه إذا انخرطت روسيا في أعمال عسكرية ضد أوكرانيا، فإن هذا سيكون له عواقب وخيمة وتكاليف. وأوضح أن هذا يتضمن "عقوبات لم نفكر بها من قبل، وهي أكبر من حيث النطاق من أي شيء آخر فعلناه سابقاً".

وأضاف أن المحادثات مع شركاء الولايات المتحدة حيال العواقب التي قد تواجهها روسيا إذا انخرطت في سلوك عدائي "جارية حالياً"، مشدداً مجدداً على أن الولايات المتحدة "لم تناقش أي تخفيض لقواتها في أوروبا كعرض محتمل لروسيا".

وأضاف أن الولايات المتحدة تؤمن بأن مواجهة المعلومات المضللة تكون بالمعلومة، ولذا فإن الولايات المتحدة ستعلن "الكثير من المعلومات خلال الأسبوع المقبل".

وأضاف أن أوكرانيا كانت محفزاً للنقاش مع روسيا، و"نحن نعلم أن أوكرانيا ستكون جزءاً من كل هذه النقاشات، ولكننا نريد أن نستمع لما يريد الروس قوله، لن نقول لهم بالضرورة إننا لا نريد أن نستمع إلى ما لديهم ليقولوه".

مخاوف روسيا

وقال المسؤول في الخارجية الأميركية: "يوم الاثنين سنستمع لروسيا وهي تشرح اقتراحاتها والمخاوف التي تحركها، وسنرد وسنشارك مخاوفنا أيضاً".

وعبر عن أمله في أن تؤدي المحادثات إلى تحديد القضايا الثنائية التي يمكنها أن توجد أرضية مشتركة يمكن من خلالها استكمال النقاش. وقال إن أي قضية تؤثر في حلفاء وشركاء الولايات المتحدة "ستناقش بالشكل الملائم مع الأطراف المعنية".

وأضاف: "سمعنا أن روسيا تقول علناً أن الولايات المتحدة والناتو يسعيان للصراع. وهذا زائف تماماً".

مقاربة أميركية عملية

وقال إن المقاربة الأميركية للمحادثات ستكون "براجماتية وتتبع نهج الوصول للنتائج"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تؤمن بأن هناك مناطق يمكن تحقيق تقدم فيها إذا كانت موسكو "واقعية بشأن طروحاتها، ولكننا لا يمكن أن نتأكد من ذلك حتى تحدث المحادثات".

وشدد على أن الرئيس الأميركي، جو بايدن أوضح بجلاء أنه يمكن إحراز تقدم بشأن بعض القضايا، فيما من المستحيل الاتفاق في قضايا أخرى.

تصنيفات