أوروبا تُحصي خسائر الفيضانات وأعداد الضحايا ترتفع

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد أفراد قوات الجيش الألماني محاطاً بسيارات مغمورة جزئياً يخوض في مياه الفيضان بعد هطول أمطار غزيرة، 17 يوليو 2021 - REUTERS
أحد أفراد قوات الجيش الألماني محاطاً بسيارات مغمورة جزئياً يخوض في مياه الفيضان بعد هطول أمطار غزيرة، 17 يوليو 2021 - REUTERS
ايرفشتاد-أ ف ب

كثف عناصر من الجيش ورجال الإطفاء السبت، جهود البحث عن ضحايا الدمار الذي خلفته أسوأ فيضانات تضرب غرب أوروبا منذ عقود، وأودت بأكثر من 168 شخصاً، وعشرات المفقودين.

وتعرضت مناطق غرب ألمانيا لأسوأ الأضرار، كما طالت الفيضانات بلجيكا، ولوكسمبورغ، وهولندا تاركة شوارع ومنازل مغمورة بالمياه، وعزلت تجمعات سكنية بأكملها.

ووصلت حصيلة القتلى في ألمانيا إلى 141 بعد 3 أيام من الكارثة، وقالت السلطات إنه من المرجح العثور على مزيد من الجثث في الأقبية العائمة، والمنازل المنهارة، وتم حشد نحو 22 ألفاً من عناصر الإنقاذ.

وقالت كارولين فايتسل، رئيسة بلدية ايرفشتاد في رينانيا شمال فيستفاليا، وهي المنطقة التي تعرضت لإنزلاق تربة مروع ناجم عن الفيضانات،"علينا توقع العثور على مزيد من الضحايا".

وفي المناطق الأكثر تضرراً في ألمانيا في رينانيا شمال فيستفاليا، ورينانيا بالاتينات، كان السكان الذين فروا من الفيضانات، يعودون تدريجياً إلى منازلهم، وسط مشاهد الخراب.

وقال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير خلال زيارته ايرفشتاد "نشعر بالحزن مع جميع الذين فقدوا أصدقاء أو معارف، أو أفراد من الأسرة"مضيفاً "مصائرهم تفجع قلوبنا".

وستزور المستشارة أنغيلا ميركل الأحد، المنطقة التي ضربتها الفيضانات غرب ألمانيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية السبت.

زيارة ميركل 

وتتوجه ميركل العائدة من زيارة للولايات المتحدة، إلى قرية شولد المنكوبة في ولاية رينانيا بالاتينات، والتي دمر القسم الأكبر منها، وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الإقليمية إن الزيارة ستتم "بعد الظهر". وكانت ميركل تعهدت تقديم "دعم في المدى القصير والبعيد من الحكومة، للبلديات المنكوبة".

وكان يعيش أكثر من 90 من الضحايا، في منطقة أرفايلر في رينانيا بالاتينات، من بينهم 12 شخصاً، كانوا في دار للمعوقين، غرقوا في فيضان المياه. وقال أحد أهالي أرفايلر:"تلقيت تحذيراً مقتضباً، لكنه جاء متأخراً جداً، ولم تكن هناك أي فرصة في أن تحمي نفسك".

وفي بلجيكا المجاورة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 24 قتيلاً، فيما لا يزال كثيرون في عداد المفقودين. وتوجه رئيس الوزراء البلجيكي إلكسندر دي كرو السبت، لمعاينة المنطقة التي تعرضت لخسائر "غير مسبوقة" في حوض نهر ميوز، بينما أعلن الثلاثاء يوم حداد رسمي.

وهطلت الأمطار الغزيرة على لوكسمبورغ وهولندا، غمرت العديد من المناطق، وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف الأشخاص في مدينة ماستريخت الهولندية.

مهمة ضخمة 

وأدى فيضان سد في منطقة هاينسبرغ الألمانية، على بعد 65 كيلومترا جنوب غرب دوسلدورف ليلاً، إلى إجلاء أكثر من 700 شخص بشكل طارئ.

وفي بعض المناطق المتضررة، بدأ رجال الإطفاء والمسؤولون المحليون والجنود، مهمة إزالة أكوام الركام التي تسد الشوارع. وأقر رئيس بلدية سولينغن، المدينة الواقعة في جنوب منطقة الرور تيم كورتسباخ بأن "المهمة ضخمة".

ويتضح الآن الحجم الحقيقي للكارثة، إذ يجري مسح المباني المتضررة التي سيتعين هدم بعضها، فيما تُبذل الجهود لاستعادة خدمات الغاز والكهرباء والهاتف.

وأدى تعطل شبكات الاتصالات، إلى تعقيد الجهود التي تُبذل لمعرفة عدد المفقودين، فيما باتت معظم الطرق غير سالكة.

وقال وزير الداخلية في رينانيا بالاتينات روجر ليفنتس، لوسائل الإعلام المحلية، إن ما يصل إلى 60 شخصاً، في عداد المفقودين وأكثر من 600 أصيبوا بجروح.

وقالت الحكومة إنها تعمل على إنشاء صندوق مساعدات خاص، فيما يتوقع أن تصل كلفة الأضرار إلى مليارات يورو.

التغير المناخي 

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن العواصف التي اجتاحت أوروبا هي "بدون شك" ناجمة عن التغير المناخي، فيما دعا الرئيس الألماني شتاينماير  إلى معركة أكثر "تصميماً" ضد الاحترار المناخي في ضوء الكارثة. 

وأعادت الفيضانات المدمرة مسألة "التغير المناخي"، إلى صلب الحملات الانتخابية في ألمانيا، والمقرر في 26 سبتمبر مع مغادرة ميركل السلطة، بعد 16 عاماً أمضتها على رأس القيادة.

من جانبه، تحدث أرمين لاشيت من الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة ميركل، والأكثر حظاً لخلافتها بعد الانتخابات عن "كارثة غير مسبوقة" في ولاية رينانيا شمال فيستفاليا التي يتحدر منها، وفي رينانيا بالاتينات.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الإخبارية، أن العلاقة بين الاحترار العالمي، والأحداث المناخية القاسية،  كالفيضانات، ستسلط الضوء على استجابة المرشحين لمسألة تغير المناخ.

وقالت:"ستكون هناك تأكيدات في الأيام المقبلة، أن ذلك لا يؤثر على الحملات الانتخابية، ولكن يريد الناس أن يعرفوا كيف سيقودهم السياسيون في وضع كهذا".

وقالت شركة إعادة التأمين الألمانية"ميونيخ ري"، إن "على الدول أن تتوقع زيادة "وتيرة وشدة" الكوارث الطبيعية، بسبب التغير المناخي، داعية إلى اتخاذ خطوات وقائية، ستكون "أقل كلفة".

اقرأ أيضاً: