موسكو: شحنات الأسلحة لكييف تزيد مخاطر المواجهة المباشرة مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود أميركيون بجانب أنظمة هيمارس الصاروخية خلال معرض الدفاع العالمي بالعاصمة السعودية الرياض. 6 مارس 2022 - AFP
جنود أميركيون بجانب أنظمة هيمارس الصاروخية خلال معرض الدفاع العالمي بالعاصمة السعودية الرياض. 6 مارس 2022 - AFP
واشنطن/بروكسل-أ ف ب

حذرت موسكو، الأربعاء، من تبعات قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية وذخائر متطورة، وقالت إنها "تزيد من مخاطر المواجهة المباشرة مع واشنطن".

وكانت الولايات المتحدة، أعلنت الثلاثاء عزمها تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة، رُجّح أن تكون من طراز "هيمارس" عالي الحركة، وهي تأتي كجزء من حزمة مساعدات عسكرية أميركية لكييف.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية، أن موسكو تنظر إلى المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا "بشكل سلبي للغاية".

وأضاف ريابكوف إن "خطط الولايات المتحدة للدعم العسكري لكييف في الصراع تعيد غير مسبوق وخطير"، واعتبر أن "أي توريد للأسلحة لأوكرانيا، بغض النظر عن الحجج الأميركية، يزيد من مخاطر الاصطدام المباشر بين موسكو وواشنطن".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن الثلاثاء، إنّ الولايات المتّحدة ستزوّد أوكرانيا بـ"أنظمة صاروخية متطوّرة" تتيح لها إصابة "أهداف أساسية" في المعارك الدائرة بين قواتها والجيش الروسي، الذي يواصل منذ أكثر من 3 أشهر غزو هذا البلد.

وكتب بايدن في مقال لصحيفة "نيويورك تايمز": "سنزوّد الأوكرانيين أنظمة صاروخية أكثر تطوّراً وذخائر، ما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا".

"هيمارس"

ولم يوضح الرئيس الأميركي عن أيّ نوع تحديداً من الأنظمة الصاروخية يتحدّث، لكنّ مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض، قال إنّ الأمر يتعلّق براجمات صواريخ من طراز "هيمارس".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنّ "الجيش الأوكراني سيحصل على راجمات هيمارس وصواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً"، واضعاً بذلك حدّاً لأيام عدّة من التكهنّات بشأن طبيعة الأسلحة النوعية الإضافية التي قرّرت واشنطن تزويد كييف بها للتصدّي للغزو الروسي.

ولفت إلى أن هذه الأنظمة "ستستخدم من قبل الأوكرانيين لصدّ التقدّم الروسي على الأراضي الأوكرانية، لكنّها لن تُستخدم ضدّ الأراضي الروسية". ولم يتّضح في الحال عدد هذه الراجمات الصاروخية التي تعتزم واشنطن إرسالها إلى كييف.

و"هيمارس" هي راجمات صواريخ تركّب على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة. وحرصت واشنطن على تزويد كييف هذه الصواريخ القصيرة المدى، لأنّها تريد أن تضمن أنّها ستطال أهدافاً داخل أوكرانيا وليس على الأراضي الروسية.

اتفاق يوناني ألماني

في سياق موازٍ، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، أنه توصّل إلى اتفاق مع أثينا يقضي بأن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مدرّعات من الحقبة السوفياتية، مقابل حصولها على أعتدة أحدث من برلين.

وقال شولتز عقب قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "سنضع في التصرّف آليات مدرّعة قتالية ألمانية".

وبحسب معلومات أوّلية أوردتها وسائل إعلام يونانية، فإنّ الاتفاق ينصّ على أنّ ترسل أثينا إلى كييف مركبات قتالية مدرّعة من طراز "بي إم بي-1" كانت حصلت عليها في عام 1994، في مقابل تعويّض برلين لأثينا هذا العتاد القديم بمركبات مشاة قتالية أحدث، من طراز "ماردر".

وخلال مشاركته في المؤتمر العام لحزب الشعب الأوروبي في روتردام بهولندا، جدّد ميتسوتاكيس التأكيد على دعم بلاده لأوكرانيا، مذكّراً في الوقت ذاته بالعلاقات "الوثيقة نسبياً التي تربط اليونان مع روسيا بسبب جغرافيتنا وتقاليد كنيستنا الأرثوذكسية".

وأضاف رئيس الوزراء اليوناني: "بالنسبة لي، كان واضحاً منذ اللحظة الأولى أنّه يتعيّن علينا اتّخاذ القرار الصحيح، ألا وهو دعم أوكرانيا بأيّ طريقة ممكنة".

معارضة يسارية

لكن المعارضة اليسارية في اليونان سارعت إلى التنديد بالاتفاق بين ميتسوتاكيس وشولتز، مذكّرة بمعارضتها للمساعدة العسكرية التي سبق لأثينا أن أرسلتها إلى كييف.

وفي نهاية فبراير الماضي، أرسلت اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، معدّات دفاعية إلى أوكرانيا بينها خصوصاً رشاشات كلاشينكوف وذخيرة وأسلحة مضادّة للدبابات.

وقال حزب "سيريزا" اليساري، أكبر أحزاب المعارضة في بيان إنّه "من غير المعقول أن يعلم الشعب اليوناني بهذا النبأ من المستشار الألماني، في وقت لم يقل فيه رئيس الوزراء اليوناني شيئاً خلال مؤتمره الصحافي في نهاية قمة الاتحاد الأوروبي".

وسبق لألمانيا أن أبرمت اتفاقاً مماثلاً مع جمهورية التشيك لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، إذ تتفاوض حالياً مع بولندا للتوصّل لاتفاق مماثل.

والهدف تزويد أوكرانيا بأسلحة هي بأمسّ الحاجة إليها من مخزونات قديمة تعود للحقبة السوفياتية، كي تتمكّن من نشرها فوراً في ميدان المعارك سعياً لوقف الغزو الروسي.

وتريد ألمانيا تسليم 14 دبابة "ليوبارد" وعربة مدرعة طراز "ليوبارد" إلى براغ، مقابل إرسال جمهورية التشيك دبابات "تي-72" إلى أوكرانيا، لكن لم يُحدد موعد التسليم.

ولم ينفّذ بعد اتفاق تبادل أسلحة مقرّر مع بولندا تتلقّى بموجبه وارسو معدات حديثة، بدلاً عن عتاد ترسله إلى أوكرانيا. واتهم الرئيس البولندي أندريه دودا برلين بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالعتاد العسكري. وواجهت الحكومة الألمانية انتقادات من كييف ومعارضين في الداخل لبطئها في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات