مشروع فرنسي لزراعة جلد مطبوع بالأبعاد الثلاثية

time reading iconدقائق القراءة - 5
باحثة تستخدم مجهراً بعد الطباعة الحيوية بالليزر للخلايا البشرية في المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في بيساك في بوردو، فرنسا. 29 أكتوبر 2014. - REUTERS
باحثة تستخدم مجهراً بعد الطباعة الحيوية بالليزر للخلايا البشرية في المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في بيساك في بوردو، فرنسا. 29 أكتوبر 2014. - REUTERS
مرسيليا-أ ف ب

تأمل مؤسسة استشفائية في فرنسا، تحقيق سابقة عالمية في غضون أشهر، تتمثل في صنع الجلد باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ثم زرعه على جسم مريض، بفضل آلة ليزر ابتكرتها شركة فرنسية ناشئة.

وتعتبر التجربة في حال نجاحها "ثورة حقيقية"، بحسب وصف فلورنس سيباتييه رئيسة مختبر زراعة الخلايا والعلاج الخلوي في مستشفى "لا كونسيبسيون" في مرسيليا، حيث تم أخيراً تركيب منصة طباعة حيوية روبوتية طورتها شركة "بويتيس".

وقالت سيباتييه "إنها أداة تكنولوجية متطورة ستسمح لنا بتصنيع بشرة مطبوعة حيوياً يمكن استخدامها لدى الإنسان لأول مرة في العالم". 

ومن المقرر إجراء تجارب سريرية أولى في الربع الأول من عام 2022"، مبدية "تفاؤلها" بشأن المصادقة على العملية من قبل وكالة الأدوية الفرنسية.

ومن المقرر إجراء عمليات الزرع الأولى على 12 مريضاً، وهم "شباب لديهم قدرة عالية على الشفاء" و"جروح بسيطة". وستتم "متابعتهم لمدة عامين"، وهو الوقت المطلوب للتحقق من "استقرار الأمور".

تقنية الأبعاد الثلاثة

وقد مهدت الأبحاث التي أجريت، في السنوات الأخيرة، في مجال علم الأحياء الخلوي، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة.

وأنشئ مختبر زراعة الخلايا والعلاج الخلوي قبل 15 عاماً، وأصبح مرجعاً في تطوير وتقويم علاجات الخلايا المتجددة المبتكرة. وهو يستفيد من دعم هيئة المساعدة العامة لمستشفيات مرسيليا، ومن تمويل من سلطات المقاطعة.

وهذه المزايا كلها دفعت "بويتيس" إلى اختيار المختبر كشريك، منذ ما يقرب من شهرين، للانتهاء من تطوير طابعتها ثلاثية الأبعاد.

وأوضح جراح التجميل ماكسيم أبيلان لوبيز: "كان علينا تعديل إعدادات الآلة وتحسين خصائص الجلد المطبوع حيوياً".

وأضاف أنه "كان هناك اختبار على الحيوانات.. في النهاية، كل ما توقعناه تحقق. نحصل على جلد بمستوى جيد من الأوعية الدموية، مع خصائص ميكانيكية مُرضية للغاية". ويصف الابتكار بأنه "سلاح علاجي قوي للغاية".

"جلد في ثلاثة أسابيع"

وفي الجراحة التجميلية يُعتبر ترقيع الجلد إجراء شائعاً، لكن لم يكن هناك أي تقنية قادرة على استبدال ترقيع الجلد المأخوذ من المريض نفسه بشكل فعال.

وأوضح رئيس قسم جراحات التجميل والترميم في مستشفى "لا كونسبسيون" دومينيك كازانوفا، أن "أهمية الجلد المطبوع حيوياً تكمن في أن نقدم للمرضى، من عينة صغيرة، إمكانية تكبير وإعادة طباعة بشرتهم بهندسة كاملة، مع باطن الجلد والبشرة، وإعادة زرعها".

وقال: "يرتبط الأمر بعدد كبير من المرضى أصحاب الحروق الشديدة، ولكن أيضاً مرضى الصدمات بعد وقوع حادث، أو أولئك الذين خضعوا لاستئصال السرطان أو الورم".

وأوضح الباحث السابق ومؤسس "بويتيس" فابيان جيمو، أن "إنتاج الجلد المطبوع ثلاثي الأبعاد يستغرق نحو 3 أسابيع".

"زيادة حجم الأنسجة"

وأشار فابيان جيمو إلى أن العملية "تبدأ بإزالة جزء من الجلد، بمساحة تقدر ببضعة سنتيمترات مربعة من المريض"، مضيفاً: "نستخرج منها خلايا من الأدمة (إحدى طبقات الجلد وتقع مباشرة تحت البشرة) والبشرة"، قبل جعلها تتكاثر ليُستخرج منها نسيج أكبر من العينة الأولية. و"هذه المرحلة الأولى تستغرق نحو عشرة أيام"، بحسب مدير الشركة.

وأضاف: "تأتي بعدها مرحلة الطباعة الحيوية الفعلية التي لا تستغرق سوى بضع ساعات، وبفضل الليزر، تودع الطابعة قطيرات دقيقة تحتوي على خلايا، طبقة تلو الأخرى، وبعد ذلك تُترك البنية لتتطور على مدى بضعة أيام، حتى يتم تكوين نسيج قادر على أداء الوظيفة المطلوبة منه".

وأوضح جيمو أن "ميزة الطباعة الحيوية هي زيادة حجم الأنسجة".

وقال أيضاً: "اليوم يتم ضرب هذا الحجم بعشرة (من 4 سم إلى 40 سنتيمتر). والفكرة في المستقبل تكمن في زيادة هذا العامل للتمكن من علاج الحروق الشديدة خصوصاً".