أزمة "قره باغ".. قمة ثلاثية بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا في سوتشي

time reading iconدقائق القراءة - 3
جنود حفظ سلام روس يجلسون في شاحنة عسكرية بالقرب من إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان- 13 نوفمبر 2020 - REUTERS
جنود حفظ سلام روس يجلسون في شاحنة عسكرية بالقرب من إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان- 13 نوفمبر 2020 - REUTERS
موسكو-الشرق

استضافت مدينة سوتشي الروسية، الجمعة، قمة ثلاثية اجتمع فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لبحث الوضع في إقليم ناجورنو قرة باغ المتنازع عليه.

وقال بوتين خلال لقائه نظيره الأذربيجاني في سوتشي، إن قوات حفظ السلام الروسية تلعب دوراً إيجابياً بشأن الوضع في إقليم قرة باغ، لافتاً إلى أن التعاون الاستراتيجي بين موسكو وباكو يتطور بشكل ناجح.

ووفقاً لوسائل إعلام روسية، فإن القمة ناقشت سير تنفيذ بنود التفاهمات، التي تم التوصل إليها في 9 نوفمبر العام الماضي، و11 يناير الماضي، والمتعلق بوقف الحرب في إقليم قرة باغ.

وكانت أذربيجان وأرمينيا وقعتا اتفاقاً ينهي الصراع المسلح الدائر حول إقليم ناغورنو قرة باغ، وصفه باشينيان وقتها بـ "المؤلم جداً، بالنسبة لي شخصياً وبالنسبة للشعب الأرميني".  

وبموجب الاتفاق، تحتفظ أذربيجان بالأراضي التي سيطرت عليها قواتها في قره باغ خلال القتال الأخير، مقابل موافقة أرمينيا على الانسحاب من مناطق مجاورة أخرى في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. 

أهداف متبادلة

وتأتي قمة سوتشي على هامش الخلافات بين باكو ويريفان بشأن مستقبل الإقليم، إذ تريد أذربيجان تحقيق أهداف محددة بينها، "الحصول من أرمينيا على خريطة حقول الألغام في المناطق التي أصبحت تحت سيطرة باكو، وفتح ممر عبر أرمينيا إلى ناخيتشيفان".

ومنطقة ناخيتشيفان في الإقليم الأذربيجاني، الذي كانت تفصله أراضٍ أرمينية بالقرب من الحدود التركية والإيرانية قبل الاتفاق الأخير، وهي منطقة تعد استراتيجية في هذا الصراع. 

كما تسعى باكو من خلال القمة إلى "توقيع معاهدة سلام مع أرمينيا تعترف بوحدة أراضي أذربيجان، وترسيم الحدود". 

أما أرمينيا فتريد بالدرجة الأولى "إعادة الأسرى الأرمن، وانسحاب القوات من المنطقة الحدودية التي تعتبرها خاصة بها، نتيجة استيلاء القوات الأذربيجانية عليها في مايو الماضي، إذ تسيطر باكو على 41 كيلومتراً مربعاً من أراضي أرمينيا".

وكذلك تسعى أرمينيا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لتسوية مشكلة الإقليم، إضافة إلى تأمين حماية التراث الثقافي الأرمني في أراضي قرة باغ التي تسيطر عليها حالياً القوات الأذربيجانية.

ولا يعول الخبراء والمراقبون في موسكو على نتائج كبيرة لهذه القمة، نظراً لوجود خلافات كثيرة بين باكو ويريفان بشأن مستقبل الإقليم.

يشار إلى أن إقليم ناجورنو قرة باغ انفصل عن أذربيجان في صراع احتدم مع سقوط الاتحاد السوفييتي العام 1991.

وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار العام 1994، بعد سقوط آلاف القتلى وتهجير أعداد أخرى، لا تزال أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات جراء الإقليم وعلى امتداد الحدود التي تفصل بين البلدين.

اقرأ أيضاً: