قال هانز جروندبرج مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن الجمعة، إن أطراف النزاع في اليمن توافقوا على وقف النار لمدة شهرين اعتباراً من السبت.
وأضاف جروندبرج في بيان: "أود أن أعلن أن أطراف النزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيِّز التنفيذ الأحد في الساعة السابعة مساءً بتوقيت اليمن".
وأشار إلى أن "الأطراف وافقوا على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده"، كما وافقوا "على دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقاً".
وأوضح أن الأطراف اتفقت على "الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق بمدينة تعز ومحافظات أخرى في اليمن"، لافتاً إلى أن "الهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".
وتابع: "خلال هذين الشهرين أخطط لتكثيف عملي مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة إجراءات اقتصادية وإنسانية عاجلة واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية"، داعياً لـ"الامتثال للهدنة بكامل عناصرها واحترامها واتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذها فوراً".
وذكر وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك في تغريدة على تويتر، أن "الحكومة اليمنية ترحب بإعلان المبعوث الخاص بالهدنة والترتيبات الإنسانية فيما يتعلق بمطار صنعاء والتسهيلات الإضافية في ميناء الحديدة وفتح المعابر في تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي منذ أكثر من سبع سنوات".
وأوضح بن مبارك في تغريدة أخرى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه لـ"التعاطي بإيجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح كافة الاسرى وفتح مطار صنعاء وإطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة وفتح المعابر في مدينة تعز المحاصرة وكل ما من شأنه تخفيف معاناة أبناء شعبنا التي تسببت بها مليشيا الحوثي".
وتابع: "إنفاذاً لذلك التوجيه نعلن فوراً إطلاق أول سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة"، مؤكداً أن تلك التوجهيات تأتي "انسجاماً مع الموقف الثابت للحكومة اليمنية في دعم أية جهود تخفف من معاناة أبناء شعبنا وفي ظل الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن جماعة الحوثي رحبت بإعلان المبعوث الأممي لليمن عن هدنة تستمر لشهرين يفتح بموجبها مطار صنعاء والإفراج عن السفن النفطية عبر ميناء الحديدة ووقف العمليات العسكرية.
وكان التحالف العربي في اليمن أعلن الخميس، إنه "ملتزم بوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني استجابة لطلب أمين عام مجلس التعاون الخليجي (نايف الحجرف)"، مشيراً إلى أن التحالف يتّخذ كافة الخطوات لإنجاح وقف العمليات العسكرية وصنع السلام الشامل.
كما أوضح مسؤول سعودي، الخميس، أن بلاده ردت بإيجابية على اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن، وفقاً لـ"رويترز".
وأضاف: "نريد توفير مناخ إيجابي.. لدفع اليمنيين نحو السلام... لن يتحقق سلام دون حوار مع الحوثيين".
وتأتي الهدنة بالتزامن مع بدء مجلس التعاون الخليجي، المشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض لمناقشة 6 محاور سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وتعزيز مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد والحوكمة بالإضافة إلى الملف الإنساني.
ويشارك في المشاورات التي ستسمر أسبوعاً المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والحكومة اليمنية.
التحالف يرحب
من جانبها رحبت قيادة القوات المشتركة للتحالف، الجمعة، بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وإعلان الحكومة اليمنية بدء هدنة ولمدة شهرين.
وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف تركي المالكي، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج، ببدء هدنة يتم من خلالها وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية – اليمنية".
وأضاف المالكي، أنها "ستتم الهدنة بحسب الترتيبات التفصيلية والمعلنة من المبعوث الخاص وبرعاية الأمم المتحدة لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل".
ترحيب خليجي
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، الجمعة، بإعلان الهدنة في اليمن وقال إنها تأتي في سياق المبادرة السعودية.
وأكد الحجرف، أن إعلان الهدنة يأتي تأكيداً على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية، مثمناً الاستجابة السريعة من قبل التحالف العربي بوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، والتي ستثمر في تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية، والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في اليمن.
بايدن يرحب
من ناحيته، أفاد البيت الأبيض في بيان، الجمعة، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يرحب بشأن بهدنة الشهرين في اليمن، معبراً عن امتنانه للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وعمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان.
وأضاف البيان، أن "باين أكد على أن واشنطن ستعمل على ردع التهديدات لأصدقائها وشركائها بينما تواصل السعي من أجل وقف التصعيد".
"عملية سياسية" لسلام دائم
وفي السياق رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإعلان الهدنة، آملاً أن تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم في البلاد.
وأضاف جوتيريش للصحافيين: "ينبغي استخدام هذه الاندفاعة، للتأكد من التزام (الهدنة) بشكل تام وتمديدها"، مشيراً إلى أنها "تثبت حتى وإن كانت الأمور مستحيلة، يصبح السلام ممكناً حين تتوافر إرادة التسوية".
وحض "جميع الأطراف على اتخاذ التدابير الضرورية لدعم تنفيذ ناجح للهدنة وجعل آليات التعاون عملانية من دون تأخير" بهدف إحراز تقدم.
واعتبر أن الاتفاق المعلن "يفتح الباب لتلبية الحاجات الإنسانية والاقتصادية الملحة في اليمن (...) ولإعادة إطلاق عملية سياسية".
وبالتزامن مع ذلك، رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بالاتفاق على الهدنة، قائلاً عبر تويتر: "أمامنا فرصة للتوصل إلى سلام وإنهاء المعاناة الإنسانية.. أحث كل الأطراف على العمل صوب حل سياسي دائم".
ورحبت مصر بالتوصل إلى الهدنة، آملة أن تسهم في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة. كما أكدت دعمها لمبادرات الحل السياسي، بما في ذلك المشاورات الحالية التي تستضيفها الرياض.
اقرأ أيضاً: