رداً على سقف مجموعة السبع.. روسيا تدرس وضع حد أدنى لأسعار النفط

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة روسية تحمل غاز طبيعي مسال تصل إلى ميناء برشلونة الإسباني. 4 يوليو 2022 - REUTERS
سفينة روسية تحمل غاز طبيعي مسال تصل إلى ميناء برشلونة الإسباني. 4 يوليو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تدرس روسيا وضع حد أدنى لسعر مبيعاتها الدولية من النفط كرد فعل على سقف الأسعار الذي وضعته دول مجموعة السبع، والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.

وذكرت "بلومبرغ" نقلاً عن مسؤولين مطلعين على الخطة، أن موسكو تدرس إما تحديد سعر ثابت لنفطها، أو فرض حد أقصى للخصومات التي تطبق بالمقارنة مع الخامات العالمية القياسية التي يمكن بيعه بها.

ولا توجد رؤية حتى الآن حول المستوى الدقيق الذي قد يكون عليه الحد الأدنى، وإذا تحقق، فسيركز المتداولون على ما إذا كان أعلى من مستوى الحد الأقصى، أو أقل بشكل مريح. 

وسيكون هذا المستوى مهماً لأن الشركات التي ترغب في الحصول على خدمات التأمين الأساسية في هذه الصناعة، وكذلك خدمات مجموعة السبع الرئيسية الأخرى لن يمكنها القيام بذلك إلّا إذا دفعت 60 دولاراً للبرميل أو أقل. كما سيحظر استخدام ناقلات النفط اليونانية في مشتريات الخام فوق السقف السعري.

"آلية تسعير شفافة"

وتقول "بلومبرغ" إن إمدادات النفط الخام العالمية، والتي تعد أيضاً مصدراً رئيسياً للإيرادات لموسكو، أصبحت على المحك. وتأمل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، من خلال تحديد سقف سعري، أن يتواصل تدفق النفط الروسي ولكن بسعر يحرم الكرملين من تمويل الحرب في أوكرانيا.

وقال أحد المسؤولين، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن روسيا تهدف إلى تقديم آلية تسعير شفافة لمشتري خامها، مع الالتزام بنهج يستند إلى السوق لمواجهة السقف السعري.

وأوضح المصدر أن الكرملين لا يريد استعداء الدول المحايدة التي تشتري خامها عبر ممارسة أي ضغط عليها من خلال خطوات تتنافى مع منهج السوق.

الحد الأقصى للخصم

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين، قولهم إن أحد الأساليب التي قد تنتهجها سيكون عبر وضع حد أقصى حد أقصى للخصومات التي تطبق بالمقارنة مع الخامات العالمية القياسية، والتي لن يُسمح لمنتجي النفط الخام في البلاد بتجاوزها عند عرض نفطهم على العملاء.

وأضافوا أن الخصم ستتم مراجعته بانتظام بناءً على الوضع في سوق الطاقة العالمية.

على الناحية الأخرى، قالت المصادر إن الخيار الآخر سيكون عبر تحديد سعر ثابت، يتم تعديله أيضاً على أساس منتظم، مضيفين أن الحكومة لا تزال تقيّم استجابتها.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك الثلاثاء، إن أي أداة تستخدمها روسيا لمجابهة السقف السعري سيتم تبنيها بحلول نهاية العام، مما يشير إلى أنه لا داعي للاستعجال في الرد.

وأشارت وزارة الطاقة إلى تصريحات نوفاك الأخيرة بشأن رد روسيا على سقف أسعار النفط الغربي. وقال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا لا تزال تعمل على ردها على الحد الأقصى.

ويعد الكرملين مرسوماً رئاسياً يحظر على الشركات الروسية وأي تجار يشترون نفط البلاد، بيعه لأي جهة تشارك في الحد الأقصى للأسعار، حسب ما قال مصدر مطلع على الأمر الشهر الماضي.

وقال كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين، في مناسبات عديدة إن موسكو لن تمتثل للحد الأقصى للأسعار، بحجة أنه لا يعتمد على السوق ويمكن أن يكون له عواقب وخيمة على موازين العرض والطلب على مستوى العالم.

وأكد نوفاك في وقت سابق من هذا الأسبوع أن روسيا ستوقف إمدادات الخام لأي عميل يلتزم بسقف الأسعار ومستعدة لخفض إنتاجها النفطي مؤقتاً، إذا لزم الأمر.

عقوبات جديدة

وكانت المفوضية الأوروبية، قد أعلنت، السبت، أن جميع حكومات الاتحاد الأوروبي أكملت الموافقة الخطية على اتفاق يحدد سقفاً لسعر الخام الروسي عند 60 دولاراً للبرميل، مشيرة إلى أنه سيتم نشر القرار في الجريدة الرسمية للتكتل، ودخوله حيز التنفيذ الاثنين.

وتهدف هذه الخطوة إلى حرمان موسكو من الإيرادات التي تستخدمها لتمويل الحرب في أوكرانيا، مع الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق.

ويُعتبر الحد الأقصى المفروض لسعر الخام الروسي من قبل الاتحاد الأوروبي جزءاً من عملية تجري على مستوى العالم، إذ من المقرر أن تسير مجموعة السبع الكبرى على الدرب ذاته، إذ أعلنت اليابان الاثنين بدء تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الروسي.

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إن العقوبات الصادرة ضدها تضر الدول الأوروبية التي فرضتها، لافتاً إلى أن بلاده تجيد التكيف معها.

وأضاف في تصريحات للصحافيين: "من الواضح أن بعض المشكلات تنشأ بسبب العقوبات، على الرغم من أنها لم تكن حرجة حتى الآن. ويرى المتخصصون تماماً عملية تكيف الاقتصاد الروسي مع تلك الظروف، ومن غير المهني إنكار ذلك"، حسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وتابع بيسكوف: "علاوة على ذلك، ربما يكون من غير المهني إخفاء الضرر الذي تسببه العقوبات للدول الأوروبية، أعني فيما يتعلق بالعقوبات التي فرضها الأوروبيون علينا. هذا الضرر واضح، مثل الضرر الذي لحق بالاقتصاد الألماني، وجميع المتخصصين لدينا والمتخصصين في بروكسل والمتخصصين في برلين يدركون ذلك تماماً".

وجاءت تصريحات بيسكوف رداً على تصريحات للمستشار الألماني أولاف شولتز اعتبر فيها أن تأثير العقوبات على موسكو يزيد بشكل أسبوعي.

اقرأ أيضا:

تصنيفات