فرنسا: الطريق "لا يزال طويلاً" أمام إحياء الاتفاق النووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني - 27 ديسمبر 2021 - twitter.com/Amb_Ulyanov
الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني - 27 ديسمبر 2021 - twitter.com/Amb_Ulyanov
فيينا- بدر العازمي

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء، إنّ مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني "بطيئة جداً"، في وقت لفتت مصادر لـ"الشرق"، إلى أن الخلافات بين إيران والقوى الكبرى لا تزال موجودة وتطال عدة قضايا. 

واعتبر لودريان أمام الجمعية الوطنية، أن "بطء" المفاوضات يهدّد إمكانية التوصّل إلى اتفاق في "إطار زمني واقعي"، مشيراً إلى أن "النقاشات جارية لكنّها من وجهة نظرنا بطيئة جداً"، مضيفاً أنّ ذلك "يهدّد إمكانية التوصّل في إطار زمني واقعي إلى حلّ يحترم المصالح".

وكان وزير الخارجية الفرنسي أكثر تفاؤلاً الجمعة، إذ قال إنّ المفاوضات تتقدّم "على مسار إيجابي نسبياً"، معرباً عن "ثقته" بإمكان التوصّل إلى اتفاق.

وأكد نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان غداة ذلك، أنّ فرنسا غيّرت سلوكها، وتوقفت عن لعب دور "الشرطي السيئ" في المحادثات.

وشدّد لودريان الثلاثاء، على أنّه "قد يكون حصل تقدّم في ديسمبر، لكنّنا لا نزال بعيدين عن إنجاز هذه المفاوضات". وأضاف، أن "الأمر ملحّ وحيوي بسبب تصرفات إيران ومسار برنامجها النووي".

وأوضح أنّ "الوضع خطر لأنّ إيران وصلت إلى المرحلة ما قبل الأخيرة" على صعيد تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% والحصول على القدرة النووية.

من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة على مفاوضات فيينا النووية لـ"الشرق"، الثلاثاء، إصرار طهران على رفع كافة العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مشيرةً أيضاً إلى أن طاولة المفاوضات لا تزال تشهد خلافات بين إيران والقوى الكبرى في المحادثات، وعلى عدة قضايا.

وأوضحت المصادر أن إيران تسعى إلى "تنفيذ معايير تضمن عدم انسحاب الولايات المتحدة مجدداً وفرضها عقوبات جديدة من شأنها أن تؤثر في البيئة الاقتصادية للبلاد"، لافتةً إلى "وجود خريطة طريق أميركية تتمثل في رفع العقوبات عن عدة قطاعات نفطية ومالية لكنها تستوجب التزام وشفافية حول برنامج إيران النووي".

وفي السياق، أكد المبعوث الروسي لدى فيينا ميخائيل إليانوف لصحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، أنه "متيقن وفقاً لنتيجة محادثات فيينا، بأنه سيتم رفع الجسم الرئيسي للعقوبات ضد إيران، والتي تشمل مجالات مهمة كالنفط والتجارة وغيرها".

ووصف إليانوف الجولة السابعة من مفاوضات فيينا والتي استمرت من 29 نوفمبر إلى 16 ديسمبر الماضيين، بـ"العصيبة وغير الإيجابية"، مضيفاً أن الأطراف تمكنت بعد ذلك من "الوصول إلى أرضية مشتركة وإيجاد حل".

ولفت إلى أن أجواء الجولة الثامنة، والتي بدأت في 27 ديسمبر وما زالت مستمرة "أفضل بكثير، فهي واقعية وإيجابية"، معرباً عن وجود مخاوف غربية من استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.

وبشأن مخاوف بعض الشركات الأجنبية من الاستثمار في إيران بسبب انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن هذا " الأمر جعل مطلب إيران بوجوب وجود ضمانات مبرر".

وأضاف أن "الرئيس الأميركي جو بايدن ألزم بلاده بالامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة طالما أن إيران تفعل الشيء نفسه في المقابل"، عاداً ذلك خطوة "جيدة جداً وإيجابية، لكن المشكلة هي أنها ستبقى سارية في ظل وجود بايدن في البيت الأبيض، لذلك نحاول وضع ضمانات إضافية".

وتخوض إيران مع القوى الكبرى مباحثات في فيينا، لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015، في حين تشارك الولايات المتحدة، بشكل غير مباشر في المباحثات.

وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات تحقيق بعض التقدم وصفه البعض بالبطيء، مع التأكيد على استمرار وجود تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.

"تقدم غير كافٍ"

وكان مسؤول أميركي كبير قال، إن المحادثات بين إيران والقوى العالمية في فيينا، أحرزت "بعض التقدم" خلال الأسابيع الأخيرة، لكن هذا ليس كافياً لتبرير مفاوضات غير محددة المدة.

وأضاف المسؤول في مقابلة هاتفية، الأحد، مع مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن "الوتيرة التي تتقدم بها المحادثات، لا تواكب وتيرة التقدم النووي الإيراني".

وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة السرية للمفاوضات النووية، أنه إذا استمرت المحادثات خلال الأسابيع المقبلة بالوتيرة المتباطئة الحالية، فربما يتعين على واشنطن إعادة النظر في أهمية الاتفاق النووي تماماً، و"اتخاذ قرار بشأن تصحيح المسار".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات