قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن إعمار غزة "لن يكون سهلاً" وذلك بسبب رغبة واشنطن في منع التمويل عن حركة حماس، مؤكدة أن الولايات المتحدة "لا تتواصل بشكل مباشر مع حماس، نظراً لتصنيفها كمنظمة إرهابية".
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن "عدداً من الدول في المنطقة هي من يقوم بهذا التواصل".
وقالت ساكي، خلال إيجاز صحفي، الاثنين، إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط تهدف إلى إجراء محادثات مع القيادات الإسرائيلية والفلسطينية، وقيادات أخرى في المنطقة من أجل خلق الظروف المستدامة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأكدت ساكي أن واشنطن "مستمرة في مراقبة وقف إطلاق النار الصامد حتى الآن"، مشيرة إلى أن زيارة بلينكن تأتي في إطار "الحاجة إلى الاستمرار في المحادثات مع شركائنا الرئيسيين في المنطقة الذين لعبوا دوراً فعالاً في التوصل إلى وقف إطلاق النار، لمناقشة المضي قدماً، وإعادة إعمار غزة".
حل الدولتين
وأشارت متحدثة البيت الأبيض إلى أن كلاً من الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن يؤمنان بأن "الطريقة الوحيدة لإيجاد حل دائم للعنف في المنطقة هو عبر حل الدولتين"، مشيرة مع ذلك إلى أن زيارة بلينكن هي أساساً للتركيز على القضايا الملحة الحالية، من قبيل خلق الظروف الملائمة لاستدامة وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار غزة.
وأكدت استمرار واشنطن في دعم أي مفاوضات تتعلق بحل الدولتين، لافتة إلى أن الولايات المتحدة أثارت هذا الحل بالفعل مع الإسرائيليين وشركاء آخرين على الأرض، قبل الصراع الأخير.
وفي وقت سابق، الاثنين، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الزيارة المرتقبة للوزير أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط تركز على "أهم شيء وهو صمود وقف إطلاق النار"، مشدداً على أن "واشنطن ملتزمة بحل الدولتين ولا تراجع عن ذلك".
ورداً على سؤال لوكالة رويترز، بشأن ما إذا كانت واشنطن ستمهد الطريق أمام محادثات سلام في المستقبل، قال المسؤول الأميركي إن "التركيز الأساسي الآن ينصب على وقف إطلاق النار"، معتبراً أنه "من السابق لأوانه الحديث عن دعوة أطراف لواشنطن أو أي مكان آخر".
وأضاف أن "الإدارة الأميركية ستعمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة من أجل توجيه المساعدات إلى غزة بطريقة تضمن وصولها إلى سكان القطاع"، مشيراً إلى أن "مصر ستضطلع بدور في تقديم المساعدات".
وإذ اعتبر المسؤول الأميركي أنه "لا توجد ضمانات"، قال إن "الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لضمان وصول المساعدات لمن يحتاجونها".
جولة بلينكن
وتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط من أجل "تدعيم" وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في جولة تقتصر أهدافها على الحد الأدنى، بعيداً من الزخم الدبلوماسي الذي يتطلّبه إحياء "حل (إقامة) دولتين" الذي يؤيده الرئيس الأميركي جو بايدن.
وغادر بلينكن، الاثنين، واشنطن في جولة ستقوده بداية إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وبعد هاتين المحطّتين يتوجّه بلينكن إلى مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أدى دوراً أساسياً على صعيد التوصل إلى هدنة دخلت الجمعة حيّز التنفيذ بعد نزاع دامٍ استمر 11 يوماً بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وفي المحطة الأخيرة من جولته يزور بلينكن قبل عودته الخميس إلى الولايات المتحدة، الأردن.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي في تغريدة له على تويتر، الاثنين، عن رغبته في "لقاء الفرقاء بهدف دعم جهودهم لتدعيم وقف إطلاق النار".
وجاء في بيان للرئيس الأميركي أن "وزير الخارجية بلينكن سيلتقي القادة الإسرائيليين لإبداء دعمنا الراسخ لأمن إسرائيل. وهو سيواصل جهود حكومتنا لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين وقادتهم كما ودعمنا لهم بعد سنوات من الإهمال".