النيجر تحبط محاولة انقلاب قبل موعد تسليم السلطة

time reading iconدقائق القراءة - 6
ضباط في شرطة مكافحة الشغب أثناء اشتباكات مع المتظاهرين بينما يحتج أنصار المعارضة بعد إعلان نتائج جولة الإعادة الرئاسية في نيامي، النيجر  - AFP
ضباط في شرطة مكافحة الشغب أثناء اشتباكات مع المتظاهرين بينما يحتج أنصار المعارضة بعد إعلان نتائج جولة الإعادة الرئاسية في نيامي، النيجر - AFP
نيامى-أ ف ب

أعلنت حكومة النيجر أن عناصر في الجيش أقدموا على تنفيذ "محاولة انقلاب" فاشلة، الأربعاء، قرب قصر الرئاسة، بعد أن أحبطتها قوات الحرس الرئاسي بالتزامن مع اقتراب موعد انتقال السلطة المرتقب الجمعة المقبل.

وقالت الحكومة في بيان: "تم إحباط محاولة الانقلاب التي تهدف إلى تقويض الديموقراطية ودولة القانون اللتين انخرطت فيهما بلادنا بحزم".

وأشار البيان إلى فتح تحقيق وتوقيف أشخاص على ارتباط بمحاولة الانقلاب، فيما يجري البحث عن آخرين، دون أن يورد تفاصيل إضافية.

وقال مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه "حصلت اعتقالات في صفوف عدد قليل من عناصر الجيش كانوا وراء محاولة الانقلاب"، وأضاف:"لم تتمكن هذه المجموعة من الاقتراب من القصر الرئاسي بعد أن أحبط الحرس الرئاسي المحاولة"، مشيراً إلى أن الوضع بات "تحت السيطرة". 

مرحلة انتقالية

وتأتي محاولة الانقلاب في وقت تستعد فيه النيجر إلى تنصيب محمد بازوم في أول انتقال للسلطة إلى رئيس منتخب للبلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.

ووصف مصدر مقرب من بازوم ماحدث بأنه "محاولة انقلاب محدودة" سرعان ما سيطرت عليها قوات الأمن، وذلك بحسب ما أفاد لوكالة "فرانس برس".

وروى أحد سكان الحي الذي يوجد فيه مقر الرئاسة في العاصمة نيامي، سماعهم إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وظل الإطلاق مستمراً 15 دقيقة قبل أن يتوقف، وهو مادفع قوات الأمن إلى تطويق الحي الرئاسي، فيما بقي الوضع طبيعياً في أنحاء المدينة، والناس يتابعون أعمالهم المعتادة، بحسب صحافيين محليين.

تعليق القنصلية

وقررت السفارة الأميركية تعليق خدمات قنصليتها حتى إشعار آخر، وشجعت موظفيها على البقاء في منازلهم، وقالت: "لا تزال الحالة الأمنية في جميع أنحاء النيجر متقلبة في فترة ما بعد الانتخابات مع احتمال حدوث اضطرابات أو اشتباكات".

وبحسب صحيفة "اكتونيغر" الإلكترونية فإن "إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة جاء في الساعة الثالثة فجراً قرب الرئاسة والأحياء الأخرى في وسط المدينة، لكن الهدوء عاد حوالى الساعة الرابعة صباحاً".

وسرعان ما انتشرت تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي سمع فيها إطلاق نار متقطع وسط الظلام، ولكن لم يتسن التحقق من صحتها على الفور.

تسليم السلطة

ومن المنتظر أن يتسلم الرئيس المنتخب محمد بازوم مقاليد السلطة، بعد أن ثبتت المحكمة الدستورية في وقت سابق من هذا  الشهر فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني من فبراير.

وكان بازوم يشغل منصب وزير الداخلية، وعمل مساعداً مقرباً للرئيس المنتهية ولايته محمد يوسوف، الذي سيتنحى طوعاً بعدما شغل ولايتين مدة كل منهما خمس سنوات.

وكان قد طعن الرئيس السابق محمد عثمان في نتائج الانتخابات بعد أن فشل فيها، وقرر إعلان فوزه، داعياً إلى "احتجاجات سلمية" في باقي أنحاء البلاد، لكن السلطات حظرت المسيرة التي كانت يرتقب أن تنظمها المعارضة الأربعاء، في العاصمة.

ويعتبر تاريخ النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل، حافل بالانقلابات العسكرية، كان آخرها ذلك الانقلاب الذي أطاح بالرئيس ممادو تانجا في فبراير 2010. وسيواجه الرئيس الجديد على الفور التحدي الهائل المتمثل بهجمات المتطرفين التي تشنها مجموعات تابعة للقاعدة وداعش.

ساحل ساخن

وشهدت منطقة الساحل في الآونة الأخيرة هجمات متطرفين ضد مدنيين، فيما وسعت الحركات المتطرفة من نطاق تحركها في مالي ونيجيريا المجاورتين، وكان آخر هذه الهجمات في 21 مارس في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي، وأسفر عن 141 قتيلاً خلال ساعات في ثلاث قرى للطوارق ومخيمات تحيط بها.

ورغم هذه الهجمات لكن بازوم استبعد أي حوار مع المتطرفين، معتبرا أن الوضع في بلاده يختلف عن وضع مالي، وذلك بحسب ما أفاد في مقابلة أجراها هذا الأسبوع مع "آر.إف.إي" و"فرانس 24". 

كما وصف قوة برخان الفرنسية لمكافحة المتطرفين في منطقة الساحل بأنها "فشل نسبي" معتبراً أن انسحاباً جزئياً لهذه القوة لن يترك "أثراً كبيراً" على الأرض، بشرط أن يستمر الدعم الجوي. وقال:"ما يهمنا هو وجود القوات الجوية الفرنسية، وسيكون مضموناً مهما كان عدد الجنود الفرنسيين الموجودين".