الإعصار "شاهين" يدق ناقوس الخطر بشأن "عواصف أعنف"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من السيول التي سببها الإعصار شاهين في العاصمة العمانية مسقط، 3 أكتوبر 2021 - REUTERS
جانب من السيول التي سببها الإعصار شاهين في العاصمة العمانية مسقط، 3 أكتوبر 2021 - REUTERS
القاهرة-رحمة ضياء

واجهت منطقة بحر العرب الإعصار "شاهين" خلال الأيام الماضية، ما أودى بحياة عدد من الأشخاص في ولايات عدة بسلطنة عمان، وسط ترقب حذر لآثاره المدمرة، قبل أن تُعلن هيئة الطيران المدني العُمانية، الاثنين، انخفاض تصنيفه إلى "منخفض مداري".

وحذّر خبراء في تصريحات لـ"الشرق"، من احتمالات زيادة العواصف المدارية وشدتها وتكرارها في منطقة الخليج خلال الأعوام المقبلة، بسبب التغيرات المناخية، مؤكدين أهمية تحديث منظومة الرصد وتوفير أنظمة دقيقة للاستشعار عن بُعد، والإنذار المبكر لتخفيف الخسائر.

ولا يعتبر "شاهين" الإعصار الأول الذي يصيب منطقة ساحل عُمان، ففي يونيو 2007، ضرب إعصار "جونو" غرب بحر العرب، حيث طال الطرف الشرقي من عُمان قبل أن يتحوّل إلى منخفض استوائي جنوب إيران، وتسبب آنذاك بحسب موقع "يالي" المُختص بالمناخ، في خسائر تجاوزت 4 مليارات دولار، خصوصاً في عُمان، وأدى إلى وفاة 78 شخصاً على الأقل.

وفي عام 2010، اتخذ إعصار "فيت" مساراً مشابهاً تقريباً نحو الطرف الشرقي لعُمان، قبل أن يتجه شرقاً، متسبباً في أضرار تزيد على 800 مليون دولار و24 حالة وفاة.

كيف تحدث الأعاصير؟

خبير تغير المناخ المصري الدكتور محمد علي فهيم، وهو رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة، قال إن الأعاصير تتشكل في المناطق المدارية عندما ترتفع درجة حرارة مسطح مائي كبير، لأكثر من 27 أو 28 درجة مئوية؛ حيث ينشأ عن هذا الارتفاع الكبير في الحرارة تراكم لتيارات الهواء الساخنة.

ولفت إلى أن "درجة حرارة بحر عمان في هذا الوقت من العام، كانت مرتفعة جداً عن باقي المناطق المجاورة، ما سحب الكتلة الهوائية الساخنة إليها، وبدأت تتكون عاصفة مدارية تحولت إلى إعصار من الدرجة الأولى".

 وأوضح أن "منطقة بحر عمان أقرب المناطق للمحيط الهندي الكبير، لذا يضعها ارتفاع درجة حرارة المياه في خطر الأعاصير كل عام، على عكس البحر الأسود أو المتوسط".

وتابع فهيم أن "التغيرات المناخية جعلت العاصفة المدارية التي تضرب سلطنة عمان كل عام في هذا التوقيت، تتحول إلى إعصار من الدرجة الأولى".

وأعلنت هيئة الطيران المدني العُمانية في تحذيرها الثامن، صباح الاثنين، انخفاض تصنيف العاصفة المدارية شاهين إلى منخفض مداري طبقاً لآخر صور للأقمار الصناعية.

وفسر محمد علي فهيم تلاشي قوة العاصفة المدارية قائلاً: "بمجرد أن يلامس الإعصار اليابسة، تضعف قوته وتتلاشى تدريجياً"، وهو ما توقع حدوثه للإعصار شاهين.

زيادة الأعاصير

وشرح محمد علي فهيم سبب عدم تأثر الإمارات بالعاصفة المدارية، موضحاً أن "أطراف الإعصار فقط دخلت على اليابسة، ولامست جزءاً من جنوب شرقي الإمارات، ما تسبب في بعض الخسائر، لكن ليس بشكل كبير"، لكنه حذر من احتمال وقوع تأثيرات أقوى في السنوات المقبلة في منطقة الخليج بشكل عام.

وتابع فهيم: "لا يمكننا أن نمنع حدوث هذه الظواهر أو وقف الأعاصير، لكن يمكن تحديث البنية التحتية لاستيعابها".

واتفق الخبير الأردني الدكتور أحمد الشريدة، رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة، مع فهيم، إذ توقع "زيادة العواصف المدارية على مدار العام، وزيادة شدتها، وتكرارها بسبب التغيرات المناخية".

تحديث منظومة الرصد

وقال أحمد الشريدة إن "هذا الأمر يتطلب تحديث منظومة الرصد، ووجود أنظمة دقيقة للإنذار المبكر والاستشعار عن بعد، لتحديد المناطق التي سيضر بها الإعصار بدقة واتجاهها، وتخفيف الخسائر في منطقة الخليج بشكل عام، وسلطنة عمان بشكل خاص".

من جانبه، قال الخبير اليمني الدكتور عبد القادر الخراز ، أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك في كلية علوم البحار والبيئة بجامعة الحديدة، إن "منطقة بحر العرب مهددة بخطر الأعاصير، وليست سلطنة عمان وحدها".

وأضاف أن تغير المناخ زاد من حدة الفيضانات والأمطار والعواصف المدارية، في عمان واليمن وجزيرة سقطرى في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه "خلال 3 سنوات، من 2015 إلى 2018، ضربت هذه المنطقة 5 أعاصير، بمعدل إعصار ونصف كل عام".

وذكر الخراز أن "هذه التغيرات تستلزم مراكز رصد مبكر، تغطي منطقة الخليج بمعلومات أكثر دقة"، لأن "الأعاصير أحياناً تغير اتجاهها مثلما حدث هذا العام، وتضرب مناطق غير متوقعة".

ونصح أستاذ تقييم الأثر البيئي بتوفير مراكز طوارئ، ينتقل إليها السكان، وإجراءات لحماية الشواطئ، وتغييرات في نظام البناء لمواجهة المخاطر، وتخفيف آثار تغير المناخ المتوقعة في السنوات المقبلة في منطقة الخليج وبحر العرب.

اقرأ أيضاً: