مخاوف أوروبية بشأن مصير 21 ألف لاجئ أفغاني بالقواعد الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
لاجئون أفغان يصلون قاعدة عسكرية أميركية في إسبانيا - 31 أغسطس 2021 - Getty Images
لاجئون أفغان يصلون قاعدة عسكرية أميركية في إسبانيا - 31 أغسطس 2021 - Getty Images
دبي -الشرق

تسعى دول أوروبية للحصول على تأكيدات من الولايات المتحدة، بأن اللاجئين الأفغان الذين نقلوا لقواعد عسكرية أميركية بالأراضي الأوروبية، سيتم نقلهم إلى الولايات المتحدة. 

وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن 21 ألفاً و300 أفغاني، تم إجلاؤهم إلى قواعد أميركية في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وأوضح الموقع أن ذلك العدد يشمل 17 ألف أفغاني في مواقع عسكرية أميركية في ألمانيا، و2500 في إيطاليا، إضافة إلى 1800 في إسبانيا، حسبما نقل عن المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا تشاك بريتشارد.

وأكد بريتشارد لـ"أكسيوس"، أن اللاجئين الأفغان سيقيمون لبضعة أيام فقط في المواقع الأميريكية بأوروبا، قبل التوجه إلى الولايات المتحدة، لكن الموقع أشار إلى رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الخميس الماضي، الكشف عن مصير الأفغان الذين تم إجلاؤهم في دول ثالثة، والذين فشلوا في عملية التدقيق الأمني ​​لدخول الولايات المتحدة.

وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، إن الدول الأوروبية الثلاث "لديهم بالفعل الكثير من المخاوف".

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، يرغب في معرفة مصير هؤلاء الأفغان، قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستقوم بتوطين مزيد من اللاجئين الأفغان.

وأوضحت جوهانسون في مقابلة مع الموقع الإخباري الأميركي، "أولاً، يريدون معرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص الذين يستضيفونهم سيذهبون حقاً إلى الولايات المتحدة، قبل أن يجيبوا علي بشأن مقدار ما يمكنهم فعله".

تجنب أزمة 2015

وأشار "أكسيوس"، إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي يريدون تجنب أزمة لاجئين جديدة، تشبه ما حدث في عام 2015، حين أدت الحرب في سوريا إلى وصول 1.3 مليون شخص إلى الأراضي الأوروبية، طالبين اللجوء.

وذكرت جوهانسون، أنه " قبل النظر في دور الاتحاد الأوروبي في إعادة توطين أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان، كان على بروكسل أن تركز أولاً على الأزمة الإنسانية في أفغانستان، ثم على مساعدة الدول المجاورة لإدارة التدفق (تدفق اللاجئين)".

ودعت جوهانسون الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات استباقية "في إعادة توطين الأفغان الأكثر ضعفاً، بدلاً من انتظار ظهورهم على الحدود".

وتابعت أنه من المهم عدم الانتظار حتى يتم تهريب الكثير من الأشخاص إلى الحدود الأوروبية، مشيرة إلى ضرورة حماية الفتيات والنساء، باعتبارهم الأكثر عرضة للخطر.

خطاب يعادي المهاجرين

ولفت "أكسيوس"، إلى انتشار الخطاب المعادي للمهاجرين في أوروبا، المرتبط تاريخياً بالأحزاب اليمينية المتطرفة، كرد فعل سياسي تجاه أزمة اللاجئين في عام 2015، مشيراً إلى تحقيق العديد من تلك الأحزاب مكاسب غير مسبوقة، منذ تلك الأزمة.

وكان وزراء الشئون الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي، قد أصدروا بياناً، الثلاثاء الماضي، شددوا فيه على الحاجة إلى تجنب "تكرار الهجرة غير الشرعية واسعة النطاق غير المنضبطة".

وأشار الموقع الأميركي إلى أن الأسوار الحدودية، التي قال عنها رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جان كلود يونكر في عام 2015، إنه "لا مكان لها في أوروبا"، ظهرت الآن في بولندا وليتوانيا واليونان، بموافقة ضمنية من قادة الكتلة.

وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، "في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى حواجز أو أسوار مادية". وأضافت "الدول الأعضاء ملزمة بحماية حدودها الخارجية للدخول غير المصرح به".

وأكدت جوهانسون "لا أريد أن يكون لدي (قلعة أوروبا) ولذلك يجب ألا ننتظر حتى يكون لدينا مهاجرون على حدودنا الخارجية. لهذا السبب نحتاج إلى التواصل في وقت مبكر جداً".

الانتقال من قطر

نقلت وكالة رويترز عن الجنرال الأميركي، جنرال جيرالد دونوهيو، قوله، السبت، إن الولايات المتحدة نقلت معظم من أجلتهم من أفغانستان إلى قطر، وعددهم 57 ألفاً، خارج الدولة الخليجية، في حين لا يزال أقل من 1400 لاجئ في القاعدة العسكرية الأميركية بقطر.

وأضاف دونوهيو للصحافيين، أن بعض الذين نُقلوا جواً من قطر هم الآن في الولايات المتحدة، بينما نُقل آخرون إلى أوروبا حيث يجري التعامل معهم، موضحاً أنه من المقرر نقل كثيرين من بين 1400 لا يزالوا في قاعدة "العديد"، السبت، بينما ستبقى مجموعة صغيرة تحتاج إلى رعاية طبية حتى تتمكن من السفر.

"الترحيب بالحلفاء"

وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، عين الحاكم السابق لولاية ديلاوير، جاك ماركل، لقيادة جهود إعادة توطين اللاجئين الأفغان في الولايات المتحدة بشكل مؤقت، حسب صحيفة "واشنطن بوست".

وسيكون منسق البيت الأبيض لما تسميه الإدارة "عملية الترحيب بالحلفاء"، ومن المتوقع أن يبدأ الأسبوع المقبل ويستمر حتى نهاية السنة.
 
وسيتعاون ماركل مع مستشاري السياسة الداخلية والأمن الوطني بالإضافة إلى وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس الذي تقود وكالته الجهود التنفيذية لفحص وإعادة توطين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان.

 وتواجه عملية إعادة توطين اللاجئين الأفغان الفارين من حكم طالبان تحديات كبيرة، بما في ذلك فحص وإسكان عشرات الآلاف من الأشخاص، حسب موقع "أكسيوس".

وتستعد الولايات المتحدة لاستقدام 50 ألف لاجئ أفغاني، وقد استقبلت بالفعل أكثر من 31 ألفاً منذ 17 أغسطس الماضي.

لمتابعة التغطية المباشرة لآخر التطورات في أفغانستان: