
استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأحد، في مدينة الداخلة الواقعة بالصحراء، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، الذي يقوم بأول زيارة لمسؤول أميركي إلى الصحراء، بعد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
وأكد شينكر، في تصريحات نقلتها "وكالة المغرب العربي للأنباء"، أن "قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل منطقة الصحراء المغربية يفتح فرصاً لمزيد من التعاون الوثيق بين البلدين".
وأوردت الوكالة أن وفداً أميركياً رفيع المستوى برئاسة شينكر، زار مقر القنصلية الأميركية المرتقب افتتاحها في مدينة الداخلة، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية بأنه يتوقع أن يتم افتتاح القنصلية الأحد.
وأوضح شينكر في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن هذه الزيارة تأتي بهدف مناقشة التطورات الأخيرة بين الجانبين، مؤكداً أن العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب "دائمة القوة وستستمر في الازدهار".
وقال شينكر إن عام 2021 "يصادف مرور 200 عام على افتتاح الولايات المتحدة أول بعثة دبلوماسية لها في المغرب، أقدم منشأة دبلوماسية لنا في أي مكان في العالم.. وها نحن اليوم نرى المغرب كملتقى طرق للشعوب والأفكار والابتكار".
وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي أن المغرب "شريك محوري للاستقرار الإقليمي، إذ يحظى بلدانا بشراكة عسكرية واسعة، كما أن المغرب البلد الوحيد في إفريقيا الذي أبرمنا معه اتفاقية التبادل الحر"، موضحاً أن هذا الأمر "ضاعف من قيمة الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة خمسة أضعاف".
تعاون عسكري
ووصف وزير الخارجية المغربي زيارة شينكر بـ"الحدث المهم جداً؛ لأن هذه أول زيارة لمسؤول أميركي إلى منطقة الصحراء"، مؤكداً أن هناك "تقارباً كبيراً في العلاقات بين الرباط وواشنطن" خاصة في المجالات السياسية والدبلوماسية.
وأوضح بوريطة أن الجانبين وقعا في أكتوبر الماضي اتفاقيات تعاون عسكري لمدة 10 سنوات، معلناً أن الأسبوع المقبل "سيشهد اجتماعاً للجنة الاستشارية العسكرية لتطبيق عناصر هذا الاتفاق".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن في ديسمبر الماضي بدء إجراءات إنشاء قنصلية أميركية في منطقة الصحراء، وذلك بعد أيام من توقيع الإعلان المشترك بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل بشأن تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
وكان رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، قد كشف، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة بدأت ترتيبات فتح قنصليتها في مدينة الداخلة بالصحراء، عقب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
وأكد العثماني، في مقابلة مع "الشرق"، أن الولايات المتحدة "اتخذت خطوات عملية من أجل إعطاء الطابع الرسمي للموقف الجديد"، وتابع: "أولاً، تم الإعداد لفتح قنصلية أميركية في الداخلة بالصحراء، وهو شيء مهم جداً. وبدأت الترتيبات من أجل ذلك".