"بوليتيكو": ترمب "جُن جنونه" بعد حظر تويتر

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مخاطبة مؤيديه قرب البيت الأبيض. 6 يناير 2021  - AFP
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مخاطبة مؤيديه قرب البيت الأبيض. 6 يناير 2021 - AFP
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، قوله إن الرئيس دونالد ترمب "جُن جنونه" بعد ما أغلق موقع تويتر حسابه بشكل دائم.

وكان تويتر أوقف حساب ترمب الشخصي، الجمعة، بسبب "خطر حدوث المزيد من العنف" خلال الأيام المتبقية لرئاسته، بعدما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس)، كما منعه الموقع من التغريد على الصفحة الرسمية لرئيس الولايات المتحدة، بعدما هاجم ترمب من خلالها، المنصة الاجتماعية ذاتها، كما أوقف تويتر لاحقاً  حساب حملة  ترمب الرئاسية، بسبب ما اعتبره "انتهاكاً لقواعد الشركة".

وكان موقع التواصل الاجتماعي حذف تغريدات عدة للرئيس الجمهوري، الذي واصل الطعن في صحة الانتخابات الرئاسية، وجمد حسابه لمدة 12 ساعة قبل أن يُعيد تفعيله الخميس.

وأعرب المسؤول عن حزنه لانتهاء فترة الإدارة الأميركية بهذا الشكل، قائلاً: "لا أريد أن يكون الانطباع الدائم لهذه الإدارة هو ما حدث في الكابيتول، لدى هذه الإدارة الكثير من الإنجازات التي يجب تسليط الضوء عليها، لتتمكن من ترك انطباع نهائي جيد".

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول في البيت الأبيض، وجود مناقشات داخلية أولية بين مساعدي البيت الأبيض لإجراء "مقابلة وداع أخيرة"، ولكن المسؤول شكك في "أن تؤتي تلك المقابلة ثمارها الآن".

هوس تويتر 

وقالت "بوليتيكو" إن ترمب "أصبح مهووساً بتويتر خلال السنوات الأربع الماضية، إذ استخدم المنصة لإقالة المستشارين، وإطلاق المبادرات التشريعية، وتغذية التفرقية المجتمعية، ومدح أنصاره من حركة MAGA (اجعل أميركا عظيمة) التي ظهرت مع حملته الانتخابية في 2016، وذلك بعد أيام من اقتحام المئات منهم مبنى الكابيتول".

وأضافت الصحيفة الأميركية في تقريرها: "كان ترمب دخل إلى منصب الرئاسة متفاخراً، ونسب الفضل إلى تويتر على وجه الخصوص في تعزيز صعوده السياسي، بعد أكثر من 56 ألف تغريدة، كان ينشر عبرها لقطات فظيعة، ويدعو إلى البرامج الإخبارية على القنوات، لكنه الآن أصبح في عزلة متزايدة، وفي طريقه إلى الخروج من دائرة الأضواء بعد أن ذهب (بوقه المفضل) تويتر، والرئاسة أيضاً".

وبعد أن أغلق تويتر حساب ترمب، اتهم الرئيس الأميركي الموقع بـ"منع حرية التعبير والتنسيق مع الديمقراطيين واليسار الراديكالي لإسكاتي".

منصة خاصة

وتعهد ترمب في تغريدات على الحساب الرسمي للرئيس الأميركي @POTUS (حذفها تويتر لاحقاً)، بإنشاء منصة خاصة به خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد إيقاف "تويتر" لحسابه الشخصي @realDonaldTrump نهائياً.

وقال: "كما ظللت أقول دائماً.. تويتر مضى بعيداً في منع حرية التعبير، والليلة نسق موظفو تويتر مع الديمقراطيين واليسار الراديكالي لإزالة حسابي من منصتهم لإسكاتي، وإسكاتكم أنتم الـ75 مليون (في إشارة لعدد الأميركيين الذين صوتوا له في الانتخابات) .. عظيم".

وتابع في تغريدة أخرى: "قد يكون تويتر شركة خاصة، لكنه من غير الهدايا الحكومية التي في القسم 230، لن يمكنهم البقاء طويلاً.. توقعت حدوث هذا الأمر، بدأنا مفاوضات مع عدة مواقع وسيكون لدينا إعلان كبير قريباً".

وزاد: "أيضاً ننظر في إمكانية إنشاء منصتنا الخاصة في المستقبل القريب، لن يتم إسكاتنا، تويتر لا يكترث لحرية التعبير، بل للترويج لمنصات اليسار الراديكالي، حيث يسمح للناس الأكثر وحشية في العالم بالتعبير بحرية".

 وقال نجل الرئيس الأميركي، دونالد جون ترمب الابن، على "تويتر": "نعيش أجواء رواية 1984 لجورج أورويل. حرية التعبير لم تعد قائمة في أميركا. لقد ماتت مع شركات التكنولوجيا العملاقة، وما بقي منها متاح لقلة مختارة فقط. هذا جنون مطلق!".

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، قال ترمب إنه كان "يتفاوض مع مواقع أخرى مختلفة"، فيما أشار إلى احتمال بناء منصة خاصة في المستقبل القريب.

لكن مساعدين له لم يكشفوا عن الخطط البديلة، على الرغم من أن الابن الأكبر لترمب، دون جونيور، سبق وأنشأ موقع إلكتروني في عام 2009، لأولئك الذين يرغبون في مكان يحفظ تواجد والده، وأصبح في السنوات الأخيرة مكاناً لبيع كتبه، وللتواصل مع من قاموا بالتسجيل، عبر إرسال بريد إلكتروني، لتوصيل أحدث أعماله.

الفصل الأخير

بالنسبة إلى ترمب، كان حظر تويتر بمثابة الفقرة المزعجة التي تضاف ضمن سطور الفصل الأخير من ولايته، فعلى مدى اليومين الماضيين، تعرض للتوبيخ من قبل مساعديه، وكذلك من قبل الجمهوريين، علاوة على تهديده مرة أخرى "بالمساءلة"، وفقاً لما ذكرته "بوليتيكو".

وقبل الحظر، سبق أن تعرض حساب ترمب لـ"تجميد"، بحجة انتهاكه قواعد الاستخدام على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية. وعلى الرغم من ذلك، لم يفضل الرئيس الأميركي لم يفضل الخروج والتحدث أمام الصحافة، مكتفياً بمقاطع الفيديو التي جرى تحريرها بشكل محرج في البيت الأبيض، إذ حضّ في إحداها على إنهاء أعمال الشغب مع التمسك بوهم أن الانتخابات "سُرقت منه"، وفي مرات أخرى أقر بأنه لن يخدم لفترة ولاية ثانية على التوالي.