
كشفت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية "الرابطة الأوروبية" لدراسة مرض السكري، أن هناك "علاقة محتملة" بين حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا الخفيفة وتشخيص مرض السكري من النوع الثاني لاحقاً.
ويعتقد الباحثون في الدراسة الجديدة أنه بسبب الالتهاب، فإن الأنسجة تصبح أقل تفاعلاً مع الأنسولين، إذ قد تفسر النتائج الجديدة سبب الإبلاغ عن إصابة مرضى كورونا بفرط سكر الدم ومقاومة الأنسولين، ممن لا يعانون سابقاً من السكري.
وإذا تأكدت هذه النتائج، فإنه يجب إجراء مجموعة أخرى من الفحوص للأفراد المتعافين من كورونا لقياس مستويات سكر الدم لديهم.
وكانت مجموعة من الدراسات السابقة قد أكدت أن الالتهاب الناجم عن الإصابة بعدوى كورونا قد يؤدي لتلف خلايا "بيتا" المنتجة للأنسولين، ما يؤدي إلى موتها أو تغيير طريقة عملها. ومن المعروف أن خلل خلايا "بيتا" يُسبب فرط سكر الدم الحاد، وهو ارتفاع لنسبة الجلوكوز في الدم.
وخلال الدراسة، حلل الباحثون سجلات صحية إلكترونية تضمنت معلومات عن 8.8 مليون بالغ زاروا 1171 من اختصاصيي الطب العام والداخلي في جميع أنحاء ألمانيا بين مارس 2020 ويناير 2021، بما في ذلك 35 ألفاً و865 تم تشخيص إصابتهم بكورونا.
وقارن الباحثون معدل الإصابة بمرض السكري بعد العدوى بين هؤلاء المرضى ومجموعة من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بعدوى الجهاز التنفسي العلوي الحادة غير الناجمة عن كورونا، في الإطار الزمني ذاته.
ووجد الباحثون أن الحالات الجديدة من داء السكري من النوع الثاني كانت أكثر شيوعاً لدى المرضى الذين ثبتت إصابتهم بكورونا بنسبة أعلى تُقدر بـ28%، مقارنة بهؤلاء الذين عانوا من أنواع أخرى من التهابات الجهاز التنفسي العلوي الناجمة عن أسباب أخرى غير كورونا.
وخلص الباحثون إلى أن كورونا قد يسبب الإصابة بمرض السكري عن طريق تنظيم الجهاز المناعي بعد التعافي، ما قد يؤدي إلى حدوث خلل في خلايا البنكرياس وبمقاومة الأنسولين، أو قد يكون المرضى معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري بسبب السمنة أو مقدمات السكري.
وأوصى الباحثون المتعافين بمعرفة مجموعة من العلامات التحذيرية التي تنجم عن مرض السكري من النوع الثاني، مثل أعراض التعب وكثرة التبول، وزيادة العطش.