واشنطن تنصح بكين: اللقاح هو الحل بمواجهة كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون خلال مسيرة ليلية احتجاجاً على قيود كورونا في العاصمة الصينية بكين - 28 نوفمبر 2022 - AFP
متظاهرون خلال مسيرة ليلية احتجاجاً على قيود كورونا في العاصمة الصينية بكين - 28 نوفمبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

شكّكت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، في سياسة "صفر كورونا" التي تنتهجها الصين في مواجهة فيروس كورونا، وقال اثنان من كبار مسؤوليها الصحيين، إنه من غير المرجح أن تؤدي هذه السياسة للقضاء على فيروس كورونا "من دون حملة تطعيم متطورة لتوسيع نطاق المناعة في البلاد".

وشهدت مدن صينية عدة احتجاجات نادرة ضد القيود التي فرضتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا، كما خرجت تظاهرة ليلية في العاصمة بكين في ساعة باكرة من صباح الاثنين، فيما شهدت مدينة شنغهاي مواجهات بين متظاهرين والشرطة، حيث دعا بعض المحتجين إلى رحيل الرئيس شي جين بينج، الذي انتخب أخيراً لولاية ثالثة "تاريخية" على رأس الحزب الشيوعي.

وقال منسق الاستجابة للوباء في إدارة الرئيس جو بايدن آشيش جها: "سيكون من الصعب للغاية على الصين أن تتمكن من احتواء الوباء من خلال استراتيجية (صفر كورونا) الخاصة بها".

وأضاف آشيش جها في مقابلة مع قناة "إيه بي سي"، بشأن الاحتجاجات التي انتشرت في الشوارع والجامعات الصينية ضد قيود كورونا: "أوصي باتباع استراتيجية أخرى تتضمن التأكد من تلقيح جميع السكان، وخاصة كبار السن، فهذا، على ما أعتقد، هو الطريق للخروج من هذا الوباء، إذ إنه سيكون من الصعب للغاية الاستمرار في عمليات الإغلاق وسياسة (صفر كورونا) هذه".

"نهج قاسٍ" في الصين

من جانبه، قال أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس بايدن: "لقد كان نهجهم (الصين) قاسياً للغاية، بل حتى إنه وحشي، إذ دخلوا في حالة إغلاق مطولة من دون أي غرض واضح"، معتبراً خلال مقابلة مع قناة "إن بي سي"، أن هذا ما يجعل السياسة الصينية لمواجهة كورونا "لا معنى لها بالنسبة للصحة العامة".

وفي مقابلة أخرى مع قناة "سي بي إس"، قال فاوتشي الذي عمل على توجيه استجابة الولايات المتحدة خلال معظم فترات الوباء، إنه على الرغم من أن اللقاحات الصينية أقل فعالية من تلك التي تصنعها شركات مثل "موديرنا"، و"فايزر"، و"جونسون أند جونسون"، فإن "الحكومة الصينية تفرض عمليات الإغلاق من دون وجود استراتيجية جيدة للاستعداد لإعادة الفتح".

في وقت سابق الأحد، انتشر أفراد الشرطة الصينية بقوة في بعض المناطق التي تجمعت فيها حشود ضخمة في شنغهاي، بعد أن دعا متظاهرون الرئيس شي جين بينج إلى التنحي، وهو مستوى غير مسبوق من المعارضة في الصين، بحسب ما أفادت "بلومبرغ

إحباط من سياسة "صفر كوفيد"

ومنذ أن تولى شي جين بينج السلطة قبل 10 سنوات، لم يسبق أن وقعت في بر الصين الرئيس موجة عصيان مدني كهذه التي امتدت إلى مدن من بينها العاصمة بكين، والتي تأتي أيضاً وسط إحباط متزايد بسبب إقراره (ِشي) لسياسة "صفر كوفيد".

وتعيش الصين منذ ما يقرب من 3 سنوات في ظل أكثر قيود "كوفيد" صرامة في العالم. وتعد هذه الاحتجاجات أحدث دليل على الإحباط المتزايد من نهج الحكومة المتشدد للسيطرة على الوباء، فالصين هي الدولة الوحيد الكبيرة التي لا تزال تكافح عبر الإغلاقات والفحص الجماعي، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس".

وأطلق حريق المبنى السكني الشاهق في مدينة أورومتشي شرارة احتجاجات، بعد أن أدت مقاطع مصورة للحادث، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اتهامات بأن الإغلاق كان عاملاً في سقوط ضحايا، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".

وفي الوقت الذي يحاول فيه معظم العالم التعايش مع فيروس كورونا، تلتزم الصين بسياسة "صفر كوفيد"، على الرغم من أن عدد الإصابات بالصين يعتبر منخفضاً طبقاً للمعايير العالمية.

وسجلت الإصابات مستويات قياسية في الأيام الأخيرة مع إعلان السلطات الصحية، الأحد، تسجيل ما يقرب من 40 ألف إصابة في يوم واحد.

وفي بداية انتشار الوباء، اعتبر العديد من الصينيين أن الحكومة حمت الناس من خلال هذه السياسة المتشددة، لكن الآن باتت هذه السياسة بعينها سبباً في الاضطرابات المدنية.

وتواجه الحكومة الصينية حالياً خياراً صعباً بين مواصلة عمليات الإغلاق، مع ما يعنيه ذلك من مواجهة الاضطرابات المدنية، وبين التعايش مع الفيروس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات