"عراقيل معقدة" تواجه محادثات فيينا.. وإيران تأمل التوصل لاتفاق في أغسطس

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من محادثات فيينا بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي - via REUTERS
جانب من محادثات فيينا بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي - via REUTERS
دبي -وكالاتالشرق

قال مسؤولون إيرانيون، إنه من غير المرجح أن تتوصل القوى العالمية، وطهران إلى اتفاق نهائي في الجولة الحالية من المفاوضات التي تعقد في العاصمة النمساوية فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، ما يهدئ التكهنات بشأن رفع العقوبات الأميركية في وقت قريب، حسبما نقلت شبكة "بلومبرغ".

ونقلت الشبكة الأميركية عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الثلاثاء، قوله إن المفاوضين يتوقعون الآن التوصل لاتفاق في أغسطس المقبل، عندما تنتهي ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني. 

ونفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في مؤتمر صحافي تلفزيوني، الثلاثاء، تعثر المفاوضات الرامية مع القوى العالمية، مشيراً إلى أن إيران تعتقد أن "العراقيل" التي تقف في سبيل ذلك الهدف "معقدة"، "لكنها لا تستعصي على الحل".

واعتبر ربيعي، أنه "لا توجد عقبات" في طريق المفاوضين في فيينا، الذين دخلوا أسبوعهم الثامن من المحادثات.

وقال ربيعي للصحافيين، "نحن على وشك التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا النووية الرئيسية"، مضيفاً أن "بعض الخلافات مثل عقوبات (الرئيس السابق دونالد) ترمب، وإجراءات إيران بحاجة إلى تسوية".

ولم يفصح ربيعي عن مزيد من التفاصيل، لكن تعليقاته تتوافق مع ما ورد في بيان كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، الذي قال للتلفزيون الإيراني، الاثنين، إن المحادثات معقدة، وإن الدبلوماسيين ربما يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتسوية المسائل العالقة.

وقال عراقجي، إنه من المرجح أن تعود الوفود إلى عواصمها بحلول نهاية الأسبوع، للتشاور مع حكوماتها بشأن المسائل الشائكة.

كان الدبلوماسيون المشاركون في محادثات فيينا، يأملون في استعادة الاتفاق التاريخي بالكامل قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو، والتي ستنتهي بعدها بشكل تدريجي رئاسة حسن روحاني، وسط توقعات أن يخلفه "رئيس محافظ" سيكون أكثر عداءً للولايات المتحدة والاتفاق النووي.

وأضاف ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في مؤتمره الصحافي بثه موقع إلكتروني تديره الحكومة على الإنترنت مباشرة: "لا يوجد مأزق في محادثات فيينا، المفاوضات بلغت مرحلة يتعين فيها البت في بضع القضايا الأساسية وهذه القضايا تستلزم الاهتمام الملائم ... والوقت".

وتابع: "من الطبيعي في ضوء التعقيدات التي خلقتها عقوبات إدارة ترمب العديدة، والإجراءات الإيرانية، أنه يتعين النظر في تفاصيل كثيرة لكن أياً من هذه العراقيل لا تستعصي على الحل".

وأعرب المتحدث عن أمله في "الإعلان عن إحياء الاتفاق النووي قبل انتهاء فترة الحكومة الحالية"، مؤكداً عدم تأثر مفاوضات فيينا "مطلقاً" بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو الجاري.

وأعرب ربيعي عن "أمله في إزالة جدار الحظر قريباً ولا ينبغي أن نسمح بأن تصبح المفاوضات استنزافية كما لا نتسرع فيها أيضاً".

وتتفاوض إيران مع القوى العالمية الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في العاصمة النمساوية فيينا منذ أبريل الماضي، للاتفاق على خطوات تتخذها طهران وواشنطن فيما يتعلق بالأنشطة النووية والعقوبات من أجل استئناف العمل بالاتفاق المبرم في 2015. 

وقال دبلوماسيان غربيان ومسؤول إيراني، إن المحادثات ستتوقف، الخميس، على الأرجح للتشاور في عواصم الدول المشاركة، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستُستأنف قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو الجاري، والتي من المتوقع أن يفوز بها مرشح ينتمي إلى تيار المحافظين ليتولى المنصب خلفاً للرئيس الحالي، حسن روحاني.

ومنذ انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق عام 2018، أعاد فرض العقوبات على إيران، وبدأت طهران سلسلة من الإجراءات المضادة ومنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بما يفتح الباب أمام إمكانية صنع قنابل نووية.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن واشنطن ستعود للاتفاق إذا استأنفت طهران أولاً الالتزام بالقيود الصارمة على تخصيب اليورانيوم.

قلق فرنسي

وأعربت فرنسا، إحدى الدول الموقعة على الاتفاق، عن قلقها بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، والذي أظهر أن إيران لم تفسر وجود آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في عدة مواقع غير معلنة.  

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن الوكالة قولها إنها لم تستطع التحقق بشكل كامل من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، ولكن غروسي أكد أنه يفوق الحد المسموح به بـ16 مرة على الأقل.

وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الاثنين: "بعد أشهر عدة، لم تقدم إيران التفسير اللازم لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة التي أجرت فيها الوكالة عمليات تفتيش تكميلية".

وبسؤالها عما إذا كانت باريس تريد إعادة تفعيل قرار ينتقد إيران داخل وكالة الطاقة الذرية لعدم توضيحها مسألة اليورانيوم، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول: "ندعو إيران بشدة إلى تقديم مثل هذه الردود بأسرع ما يمكن".

وقبل 3 أشهر، ألغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا خطة دعمتها الولايات المتحدة ينتقد بموجبها مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 عضواً، إيران لأنها لم تقدم تفسيراً كاملاً لمنشأ الجزيئات، وتراجعت الدول الثلاث عندما أعلن المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، عن إجراء محادثات جديدة مع إيران.

اقرأ أيضاً: