
قال الجيش السوداني في بيان فجر الخميس، إن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وولايات عدّة تمت من دون موافقة الجيش، فيما كانت القوات المذكورة نفت في بيان مساء الأربعاء، قيامها بـ"أعمال حربية" في محيط مطار مدينة مروي الواقعة شمالي البلاد.
وحذرت القوات المسلحة السودانية من أن "المخاطر تزداد بقيام قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن"، وأن "استمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات".
وقال مصدر عسكري سوداني لـ"الشرق"، إن القوات المسلحة نشرت تعزيزات عسكرية في الخرطوم، وذلك وسط خلافات بين الجانبين بشأن ملف الإصلاح الأمني والعسكري الذي لا يزال يعطل توقيع الاتفاق السياسي النهائي.
"منعطف تاريخي وخطير"
الجيش السوداني قال في البيان الذي نشره على "فيسبوك" إنه "يقع على عاتق القوات دستوراً وقانوناً حفظ وصون أمن البلاد وسلامتها، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون، بناءً على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن".
وكشف الجيش أن "هذه التحركات والانفتاحات تمت من دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها، ما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم المخاطر الأمنية، وزاد التوتر بين القوات النظامية".
وأضاف: "لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظاً على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع، وفيه تجاوز واضح للقانون، ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية والولائية، واستمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد".
وجدد الجيش السوداني في البيان "تمسك القوات المسلحة بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقاً لما تم في الاتفاق الإطاري"، محذراً "القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة، والتي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج والأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار".
"الدعم السريع": مزاعم كاذبة
من جانبها، قالت "قوات الدعم السريع" التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو إن "المزاعم" بقيامها (الدعم السريع) بأعمال حربية تجاه مطار مروي بـ"كاذبة ومضللة"، لافتة إلى أن "وجود الدعم السريع بالولاية الشمالية وفي مدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء".
وذكر البيان أن "الدعم السريع قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون"، لافتاً إلى أنها "تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت".
من جهته، أفاد مصدر عسكري السوداني "الشرق" بأن "القوات المسلحة نشرت تعزيزات عسكرية بمدينة مروي وبالقرب من المطار"، كاشفاً أن "القوات المسلحة السودانية طلبت من قوات الدعم السريع الانسحاب".
بدوره، قال مصدر عسكري من "الدعم السريع" لـ"الشرق" إن "أكثر من 150 عربة مسلحة وصلت إلى مدينة مروي شمال البلاد".
وكانت قوات الدعم السريع بدأت الأحد الماضي نقل قطع عسكرية ثقيلة من منطقة زرق بولاية شمال دارفور إلى العاصمة الخرطوم، بحسب ما أفادت به صحيفة "سودان تربيون".
ونقلت الصحيفة السودانية عن مسؤول عسكري رفيع قوله إن "قوات الدعم السريع أرسلت الأربعاء أعداداً كبيرة من جنودها إلى مروي بالولاية الشمالية من دون إخطار الجيش".
وذكر المسؤول للصحيفة أن "القوة تمركزت بالقرب من القاعدة الجوية، وهو ما قاد مجموعة تتبع للقوات المسلحة إلى تطويقها وإخطارهم بمُغادرة الموقع"، لافتاً إلى أن "الدعم السريع رفضت الانسحاب، وليس لديهم خيار آخر غير المغادرة، ونرفض هذا الانتشار غير المُبرر وعليهم أن يغادروا فوراً".
وشدد المسؤول العسكري على أن قوات الجيش الموجودة في المنطقة "وضعت نفسها في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي تطورات".
اقرأ أيضاً: