
قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الاثنين، إن القوى الغربية لم تُجر حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى".
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون في بيان: "حتى هذه اللحظة ما زلنا غير قادرين على الدخول في مفاوضات حقيقية... الوقت ينفد. وبدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريباً بلا معنى".
وحمل البيان في طياته تقييماً متشائماً على نحو غير عادي للجهود المبذولة لإحياء الاتفاق الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وأشار الدبلوماسيون من الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا، إلى أن إيران قدمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وتابع الدبلوماسيون أن "الوضع محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع كافة العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة والاستجابة لمخاوفنا بشأن عدم الانتشار معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي".
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، إن بلاده مستعدة للوصول إلى اتفاق نووي مع القوى الغربية "يبدد الهواجس"، في إشارة إلى المخاوف من امتلاك إيران أسلحة نووية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن عبد اللهيان القول في اتصال هاتفي مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، إن بلاده "على استعداد للتوصل إلى اتفاق جيد للاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق العام 2015 (الاتفاق النووي) وتبديد هواجس الطرف الآخر" من المفاوضات.
ولفت عبد اللهيان إلى أن البرنامج النووي الإيراني سيستمر "بما يتناسب مع الاتفاق النووي"، حال رفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، إثر انسحاب واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018.
وأشارت الوكالة إلى أن وزير الخارجية العماني أكد خلال الاتصال الهاتفي دعم بلاده للمفاوضات النووية، واعتبر "تأكيد إيران على الجدية والاهتمام بالوصول الى نتيجة من المفاوضات بأنه أمر يبعث على التفاؤل".
تقدم مرتقب
وبدأت جولة جديدة من المحادثات في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، في 29 نوفمبر الماضي، وكان الموضوع الرئيسي للمحادثات هو رفع العقوبات الأميركية عن طهران.
وتطالب إيران برفع العقوبات كافة، بما فيها التي كانت مفروضة قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015، وكذلك التي أضافتها واشنطن بعد الانسحاب من الاتفاق في عام 2018.
كما تطالب بضمانات على أنه لن تتم إعادة فرض عقوبات مستقبلاً، وهو ما اعتبرت فرنسا أنه "لا يستند إلى أساس واقعي".
وفي وقت سابق الاثنين، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري إن محادثات فيينا "إيجابية وتمضي إلى الأمام"، مشيراً إلى أن طهران "لم تتسلّم حتى الآن أي مقترح أو مبادرة من الطرف المقابل".
بدوره، أشاد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين، بما اعتبره "جدية" إيران في المباحثات الرامية إلى استئناف الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مشيراً إلى وجود أسباب تدعو موسكو لتوقع إحراز بعض التقدم وزيادة فرص التوصل إلى تسوية في مفاوضات فيينا.
وأضاف في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء: "أعتقد أن احتمالية التوصل إلى اتفاق قد ازدادت الآن مقارنة بما كانت عليه قبل استئناف المفاوضات، أود أن أقول إن هناك أسباباً لتوقع بعض التقدم".
فرصة أخيرة
وتأتي هذه التصريحات، في وقت عقد فيه وزراء خارجية مجموعة السبع بمدينة ليفربول البريطانية الأحد، اجتماعاً تطرق إلى مفاوضات فيينا وقضايا أخرى، كما حذرت المجموعة في الوقت ذاته المسؤولين الإيرانيين بأن "فرصتهم تشرف على الانتهاء".
من جانبها، أشارت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس خلال مؤتمر صحافي، الأحد، إلى أنه "لا يزال هناك وقت للتوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي".
وأضافت: "إنها الفرصة الأخيرة أمام إيران للقدوم إلى طاولة المفاوضات مع حل جدي لهذه المشكلة"، مؤكدة أن هذا العمل "حيوي" للمسؤولين الإيرانيين، مشددة على "عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
ودخلت إيران المفاوضات باقتراحات جديدة تتضمن تغييرات في المسودات المقدمة خلال الجولة السادسة.
ونقل تلفزيون "برس. تي. في" الرسمي الإيراني، السبت، عن مصدر لم يسمّه، قوله إن الجولة السابعة من المحادثات مبنية على مسودة اقتراحات قدمتها إيران.
وأضاف أن المحادثات تقوم على تغييرات إيرانية مقترحة على المسودات المقدمة في الجولة السادسة من المحادثات.