
قالت شبكة "سي إن إن" نقلاً عن مصادر في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، مطالب بإعلان قراره بشأن مصير القوات الأميركية في أفغانستان قبل الأول من أبريل المقبل، مع اقتراب الموعد النهائي لسحب الجنود الأميركيين من البلاد.
وكانت الإدارة الأميركية الجديدة قررت بعد أسابيع قليلة من تنصيب بايدن رئيساً في 20 يناير الماضي، تجميد خطة سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان لمراجعتها.
وبموجب الاتفاق، الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، مع حركة "طالبان" بالعاصمة القطرية الدوحة في فبراير 2020، فإنه يتوجب سحب كل الجنود الأميركيين المتبقيين في أفغانستان بحلول مايو المقبل.
وأكد مسؤولون عسكريون ضمن قوات حلف الـ"ناتو" بأفغانستان، التي تقودها الولايات المتحدة، لشبكة "سي إن إن"، أنه وبالرغم من أن الموعد النهائي للانسحاب هو الأول من مايو المقبل، فإن بايدن يجب أن يعلن قراره قبل الأول من أبريل، نظراً لأن العملية قد تتطلب عدة أسابيع.
وأشارت المصادر إلى أنه في حال "قرر بايدن سحب الجنود الـ2500 المتبقين في أفغانستان، فإن ذلك سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة بالنسبة للتعامل مع الأسلحة والمعدات ومنشآت القوات الأميركية في أفغانستان".
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الجيش الأميركي سيحتاج سواء إلى نقل أسلحته ومعداته العسكرية أو تدميرها، كي لا تقع في أيدي حركة طالبان، بينما سيأخذ التنسيق مع الحكومة الأفغانية بعض الوقت من أجل تسليمها المواقع والمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد.
وأوضحوا أن هذه الترتيبات تحتاج إلى 30 يوماً على الأقل، مضيفاً أن كل شيء يتوقف على قرار الرئيس بايدن. "لكن في الوقت الراهن، ليس هناك أي مؤشرات على طبيعة القرار المرتقب"، على حد تعبيرهم.
ولفت مسؤولو "ناتو" إلى أن مهلة الـ30 يوماً قد تكون بالكاد كافية من أجل تدمير المعدات العسكرية باستخدام المتفجرات، بالنظر إلى أن بعض هذه المعدات منشرة في جبال يصعب الوصول إليها، وهو ما يصعب نقلها.
وأكد مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية لشبكة "سي إن إن"، أن إدارة بايدن "لديها خطة جاهزة" لتنفيذ السحب النهائي للقوات الأميركية، في حال قرر الرئيس ذلك.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، أن هذه الخطة تشمل تسليم بعض المعدات للحكومة الأفغانية، وشحن البعض منها إلى الولايات المتحدة، وتدمير بعض المعدات الأخرى.
خيارات ثالثة
وأوردت الشبكة أنه من الوارد أن يتخذ الرئيس الأميركي خيارات ثالثة غير السحب النهائي، أو إلغاء خطة سحب الجنود بشكل كامل.
ولفتت إلى أن إدارة بايدن قد تفاوض على اتفاق بموعد جديد لسحب الجنود مع حركة طالبان، أو أنها قد تمدد بقاء القوات الأميركية في أفغانستان إلى ما بعد مايو المقبل.
وكانت الخارجية الأميركية أكدت الأسبوع الماضي، أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة بالنسبة لقواتها المتبقية في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، بثتها قناة "طلوع" التلفزيونية الأفغانية وتم تأكيدها في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الولايات المتحدة "تدرس سحب القوات بالكامل بحلول الأول من مايو مع بحثنا خيارات أخرى".
وأفادت الرسالة بأن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى لـ"تحريك الأمور بشكل أكثر واقعية وسرعة نحو التوصل إلى تسوية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار".
وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن تأكيد صحة الرسالة، ولكنها قالت إن الولايات المتحدة "لم تتخذ أي قرارات بشأن وضع قواتنا في أفغانستان بعد الأول من مايو. كل الخيارات لا تزال مطروحة".