أعلن وفد برلماني رفيع من ألمانيا توجهه إلى تايوان، الأحد، تمهيداً لزيارة وزارية مرتقبة في فترة لاحقة من السنة، فيما قالت الصين، إن استراتيجية برلين الجديدة تعكس عقلية الحرب الباردة.
ونشر يوهانيس فوجل من "الحزب الديموقراطي الحرّ" (إف دي بي)، المشارك في الائتلاف الحكومي، صورة على "تويتر" له ولزميلته في الحزب ماري-أغنيس شتراك-تسيمرمان مع تعليق "في الطائرة إلى تايوان".
وقالت النائبة شتراك-تسيمرمان، رئيسة لجنة الدفاع البرلمانية، لوكالة "فرانس برس"، إن "هذه الزيارة بادرة تضامن مع تايوان"، التي تتمتّع بحكم ذاتي، تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
من جانبه، قال سفير الصين في برلين إن اعتزام ألمانيا انتهاج استراتيجية أكثر صرامة تجاه الصين تعكس "عقلية الحرب الباردة"، التي يمكن أن تعرض التعاون بين ثاني ورابع أكبر اقتصادين في العالم للخطر.
وأضاف وو كين لصحيفة "هاندلسبلات": "ما قرأته عن ذلك في وسائل الإعلام وأعرفه من خلال العديد من المحادثات أمر قلق للغاية بالنسبة لي. تعطي هذه الاستراتيجية انطباعاً بأن الأيدلوجية هي التي توجهها. فهي لا تستند إلى المصالح المشتركة لألمانيا والصين".
وتعمل ألمانيا على استراتيجية جديدة تنظر بشكل أكثر واقعية لعلاقاتها مع الصين وتهدف إلى تقليل اعتمادها على القوة الاقتصادية العظمى في آسيا.
وقال كين: "على حد علمي، فإن الاستراتيجية تضخم المنافسة والمواجهة بين بلدينا بطريقة لا علاقة لها بالواقع. كما أنني أسمع أن بعض القيم وحقوق الإنسان يجب أن تكون شرطاً أساسياً للتعاون في المستقبل. وأضاف أنه في حال حدوث ذلك، فإنه سيضع عقبات في طريق التعاون بين البلدين.
زيارة مرتقبة لوزيرة ألمانية
وأفادت مصادر مطلعة لـ"فرانس برس" إنه من المرتقب أن يعقب ذلك زيارة لوزيرة التعليم بيتينا شتارك-فاتسينجر، من "الحزب الديموقراطي الحرّ" في الربيع.
وستكون الزيارة الأولى لعضو في الحكومة الألمانية منذ 26 عاماً، ويتوقع أن يجتمع الوفد بممثّلين من الحكومة التايوانية والمعارضة، فضلاً عن أعضاء في منظمات حقوق الإنسان ورواد أعمال وأفراد من الجيش، بحسب رئيسة لجنة الدفاع البرلمانية قبيل الرحلة.
ولا شكّ في أن هذا الانفتاح الألماني على تايوان سيثير سخط بكين. فقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أن ما يسمّيه "إعادة التوحيد" مع تايوان، لن يكون مسألة يتم تسليمها إلى الأجيال المقبلة.
وألمانيا التي تجمعها مصالح اقتصادية كبيرة مع الصين، سبق لمستشارها أولف شولتز أن زار بكين في أوائل نوفمبر الماضي، كما يعد أول زعيم في مجموعة السبع يزور الصين منذ بدء جائحة كوفيد، فيما شهدت هذه الخطوة انتقادات واسعة، لكن شولتز دافع عنها وأكد على أهمية الحوار مع بكين.
وشهد العام الماضي اشتداداً للتوترات في المنطقة إثر تعزيز بكين ضغوطها العسكرية، وإطلاقها أوسع مناورات حربية خلال عقود، في رد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس.
وتعترض الصين على أي تبادلات رسمية مع تايوان، وردت بغضب متنام على سلسلة من الزيارات لمسؤولين غربيين إلى الجزيرة.
وفي أغسطس أيضاً، عزّز سلاح الجو الألماني انتشاره في منطقة المحيط الهندي-الهادئ مع نشر 13 طائرة عسكرية، بعد سنة من إرساله فرقاطة إلى المنطقة، للمرّة الأولى في عقدين من الزمن.
علاقات "وثيقة" بين برلين وتايبيه
ورغم أن ألمانيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، إلا أنهما يتمتعان بعلاقات وثيقة في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها، بحسب وزارة الخارجية الألمانية، التي قالت إن المعهد الألماني في تايبيه هو من يهتم بمصالح برلين.
وأشارت الوزارة إلى أن لدى تايوان بعثات غير رسمية في العاصمة برلين، ومدن هامبورج وميونيخ وفرانكفورت، كما أن لديها مسؤول بالعلوم والابتكار في بون.
وتعد تايوان خامس أهم شريك تجاري أسيوي لألمانيا، فيما تعد برلين أهم شريك تجاري لتايبيه في الاتحاد الأوروبي، بحسب الخارجية الألمانية التي أكدت وجود 300 شركة ألمانية في تايوان.