للمرة العاشرة.. ميسي يطارد حلم التتويج بلقب مع راقصي التانغو

time reading iconدقائق القراءة - 6
ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني - REUTERS
ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني - REUTERS
القاهرة-الشرق

في سجل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي صفحة بيضاء خاوية من الألقاب تعكّر صفوه، ويعجز، رغم محاولاته المتكررة، عن تدوين أي بطولة فيها.

حصد ميسي مع برشلونة الإسباني 34 لقباً، لكنّه يواجه عقبات كثيرة تمنعه من التتويج بأي لقب مع منتخب الأرجنتين الأول. وفي مسيرته الدولية الطويلة لم يرتقِ اللاعب منصة التتويج بقميص التانغو على الإطلاق.

واللقب الوحيد الذي حصده على الصعيد الدولي كان مع منتخب الأرجنتين الأولمبي (تحت 23 عاماً) في أولمبياد بكين عام 2008.

ويأمل ميسي أن يتوّج بمنافسات كوبا أميركا (2021) التي تحتضنتها البرازيل حالياً بعدما أخفق في خمس مرات سابقة. 

تعثر الأمتار الأخيرة

كان ميسي قريباً من التتويج بثلاثة ألقاب مع المنتخب الأرجنتيني الأول، وربما لو انتزع أحدها لمالت الكفة لصالحه في المقارنة المتكررة بينه وبين أسطورة بلاده الراحل دييغو أرماندو مارادونا الذي قاد الأرجنتين للتتويج بمونديال 1986. 

أول الألقاب التي كاد البرغوث يلامسها كان كأس مونديال عام 2014 الذي احتضنته البرازيل. وقاد ميسي بلاده للعبور إلى المباراة النهائية، بعدما تخطى راقصو التانغو سويسرا وبلجيكا وهولندا على الترتيب في الأدوار الإقصائية، لكن النهاية لم تكن سعيدة أمام منتخب ألمانيا؛ إذ خسر ميسي ورفاقه بهدف نظيف سجله ماريو غوتزه.

بعد عام واحد، كان ميسي قريباً من لقب جديد. ورغم ظهور نجم برشلونة بمستوى مخيّب للآمال في كوبا أميركا وتسجيله هدفاً واحداً؛ إلّا أن المنتخب نجح في الوصول إلى المباراة النهائية. اصطدمت الأرجنتين بتشيلي منظمة البطولة، وبعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي فاز بها المنتخب التشيلي (4-1).

سنحت الفرصة لتعويض هذا الإخفاق بعد عام واحد فقط حين أقيمت كوبا أميركا مجدداً في ذكرى مرور 100 عام على انطلاق البطولة. بلغت الأرجنتين النهائي وواجهت تشيلي مرة أخرى. ومجدداً لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمتها تشيلي بنتيجة (4-2) وشهدت المباراة إهدار ليونيل الركلة الأولى للأرجنتين.

اختلافات كثيرة

الإخفاقات المتكررة لميسي مع المنتخب الأرجنتيني منذ مشاركته الأولى عام 2005، والنجاحات المتتالية التي حققها اللاعب في المقابل مع برشلونة، تدفع إلى السؤال عن الأسباب وراء هذا التباين الكبير. 

ويطفو مباشرة على السطح، الفارق الكبير في الإمكانات الفردية بين لاعبي برشلونة ولاعبي المنتخب الأرجنتيني كأحد أهم الأسباب في تباين أداء اللاعب. 

وامتلك برشلونة العديد من الأسماء البارزة التي سهّلت على ميسي مهامه الهجومية، خاصة الفترة التي شهدت تألق الثلاثي تشافي هيرنانديز وأندريس إنيستا وسيرجيو بوسكيتس في وسط الملعب. في المقابل، لم تملك الأرجنتين أسماء مماثلة في خط الوسط أو الدفاع، وتركزت قوة المنتخب اللاتيني في خط الهجوم.

يضاف إلى ذلك، اختلاف الأجهزة الفنية وطرق اللعب، وكذلك ضيق الوقت، إذ لا تدوم معسكرات المنتخبات إلا قليلاً، كما أن التألق الكبير مع برشلونة والألقاب المتتالية جعلت الجماهير الأرجنتينية تفرض ضغطاً كبيرة على ميسي الذي سبق أن أعلن اعتزاله دولياً في يونيو 2016، قبل أن يتراجع عنه بعد شهرين فقط. 

الفرصة العاشرة

بعد الإخفاق في تسع محاولات سابقة (5 في كوبا أميركا و4 في كأس العالم) يخوض ميسي في النسخة الحالية من كوبا أميركا المحاولة العاشرة في مسيرته الدولية لاقتناص لقب مع راقصي التانغو. 

وقد تكون هذه الفرصة هي الأخيرة لليونيل على الصعيد القاري، إذ سيكون اللاعب في عامه الـ37 حين تنطلق النسخة المقبلة بعد ثلاثة أعوام.

وتلعب الأرجنتين في المجموعة الثانية مع منتخبات بوليفيا وتشيلي وأوروغواي وبارغواى. وتستهل مشوارها بمواجهة تشيلي مساء الاثنين. 

وتضم التشكيلة الحالية لراقصي التانغو مجموعة مميزة من اللاعبين في مختلف الخطوط، ما قد يعزز من فرصها في تحقيق اللقب. وامتلك الأرجنتينون أخيراً حارس مرمى من طراز مميز هو إميليانو مارتينيز حارس مرمى أستون فيلا، إضافة إلى خط دفاع قوي يوجد فيه كرستيان روميرو لاعب أتالانتا المتألق الذي سيغيب عن مواجهة تشيلي.

يُذكر أن آخر ظهور للأرجنتين في البطولة قبل عامين، شهد انفعال ميسي وهجومه الحاد على مسؤولي اتحاد الكرة في أميركا الجنوبية (كونميبول) الذين اتهمهم بالفساد بعدما ودّع منتخب بلاده البطولة من الدور نصف النهائي، إثر الهزيمة أمام البرازيل.