صحيفة إسبانية تكشف رد واشنطن على موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 6
الوثائق التي نشرتها صحيفة إل باييس الإسبانية والتي قالت إنها تضمنت الرد الأميركي على الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا - 2 فبراير 2022 - EL País
الوثائق التي نشرتها صحيفة إل باييس الإسبانية والتي قالت إنها تضمنت الرد الأميركي على الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا - 2 فبراير 2022 - EL País
مدريد-رويترز

نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، الأربعاء، ما وصفته بنسخات مسرّبة من الرد الأميركي المكتوب على المطالب الروسية بضمانات أمنية بشأن أزمة أوكرانيا التي يتصاعد التوتر على حدودها وسط تخوف من غزو روسي وشيك، وهي الوثائق التي أقرت وزارة الخارجية الأميركية بصحتها.

وقالت الوثيقة الأميركية التي نشرت الصحيفة نسخة منها على موقعها الإلكتروني، إن "واشنطن مستعدة لمناقشة إجراءات لدعم الشفافية والتزامات متبادلة من جانب الولايات المتحدة وروسيا بالامتناع عن نشر أنظمة صواريخ هجومية يتم إطلاقها من الأرض إذا وافقت روسيا على فعل الشيء نفسه، وقوات دائمة بمهام قتالية في أراضي أوكرانيا".

وبينت الوثائق التي لم تذكر الصحيفة كيف حصلت عليها، أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) سيكونان مجبران على زيادة "التموضع الدفاعي"، إذا نشرت روسيا المزيد من القوات.

وذكرت الوثائق أن واشنطن وباقي أعضاء (الناتو) على استعداد لمناقشة إجراءات متبادلة لتجنب الحوادث الخطرة في الجو أو البحر، وطمأنة موسكو بأنه لا توجد صواريخ توماهوك كروز متمركزة في رومانيا أو بولندا.

رفض المطالب الرئيسية

وقالت الصحيفة إنها تمكنت من الاطلاع على وثيقتين سريتين أرسلتهما واشنطن و"الناتو" إلى موسكو، موضحة أن الوثيقة الأولى من جانب واشنطن بعنوان "سري/ متعلق يروسيا"، وتتألف من مقدمة و7 نقاط، وبعض النتائج الموجزة، والثانية من "الناتو" وحملت عنوان "الناتو-روسيا مقيَّد"، وتألفت من 12 قسماً.

وأظهرت الوثيقتان أن الولايات المتحدة و"الناتو" رفضا التوقيع على اتفاقية ثنائية مع روسيا بشأن الأمن في أوروبا، كما رفضا إغلاق الباب أمام أي ضم مستقبلي لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهما مطلبان رئيسيان ضمن المطالب التي قدمتها موسكو لإنهاء الأزمة في أوكرانيا.

تفاوض لنزع السلاح

وبدلاً من ذلك عرضت الولايات المتحدة والحلف، على بوتين التفاوض بشأن اتفاقيات لنزع السلاح، وإجراءات لبناء الثقة في منتديات مختلفة مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحوار الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا، ومجلس "الناتو" وروسيا، على أن يكون نجاح المفاوضات مشروطاً بالبدء في الحد من التهديد العسكري الروسي لأوكرانيا.

حشد غير مبرر

وقال "الناتو" في الوثيقة الثانية: "نظراً للحشد الروسي العسكري الكبير والمستمر بالقرب من أوكرانيا، وفي بيلاروسيا، والذي ليس بمبرر، ولا بمضطر إليه، فإننا ندعو روسيا إلى وقف تصعيد الأوضاع فوراً، على نحو قابل للتحقق منه، ومناسب، ودائم".

وحذرت واشنطن بحسب الوثيقتين من أنَّ "موقف حكومة الولايات المتحدة هو أن التقدم في هذه القضايا يمكن إحرازه فقط في جو من خفض التصعيد، فيما يتعلق بتصرفات روسيا المهددة تجاه أوكرانيا".

عدم قابلية الأمن للتجزئة

وقالت الصحيفة الإسبانية إن "النصين تضمنا إلى حد كبير - ولو بقدر أكبر من التفصيل - الرسائل نفسها التي سعى القادة الغربيون علناً لإيصالها إلى الكرملين"، لافتة إلى أن "الولايات المتحدة والحلف نسقا رديهما اللذين يكملان بعضهما، وإن تضمَّنا بعض الاختلافات أبرزها عدم قابلية الأمن للتجزئة الذي أبدت واشنطن استعدادها لمناقشة هذا المفهوم الذي أقرته قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمدينة نور سلطان في كازاحستان 2010".

وكانت موسكو أدرجت التفاوض بشأن هذا المفهوم في المادة الأولى من مسودة الاتفاق الذي اقترحته، مستخدمة هذا المبدأ للإشارة إلى أنَّ انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى "الناتو" سيؤثر على الأمن الروسي.

باب "الناتو" مفتوح أمام أوكرانيا وجورجيا

لكن مع ذلك تنص الوثيقة الأميركية بوضوح، ومنذ البداية على أن الولايات المتحدة "مستمرة في دعمها لسياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي"، وبالتالي فإنها لا تستبعد الضم المستقبلي لأوكرانيا أو جورجيا إلى الحلف، لافتة إلى أنه مهما كان الأمر فإن هذه القضية ينبغي التعاطي معها في مجلس الحلف وروسيا.

في السياق نفسه، تشدد وثيقة "الناتو" على سياسة الباب المفتوح للحلف، وتؤكد على حق جميع الدول في اختيار اتفاقياتها الأمنية "بعيداً عن التدخلات الخارجية".

واشنطن تقر بصحة الوثائق

من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، صحة الوثائق، ورداً على سؤال عن التسريب ومدى صحة الوثيقة، قال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس: "لم أر شيئاً يوحي بأن هذه الوثائق (المسرَّبة) ليست أصلية".

ووفقاً لـ"رويترز"، تتفق المواقف الواردة في الوثائق، التي سُلمت رسميا لموسكو في 26 يناير، مع التصريحات العلنية لواشنطن وشركائها في الماضي، خاصة في ما يتعلق بالشفافية العسكرية.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الدرع الصاروخية الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، وموقعاً مزمعاً في بولندا، لن تستخدم لمواجهة الصواريخ الروسية في المستقبل، وإنما للتصدي لتهديدات من إيران والشرق الأوسط بوجه عام.

"تجاهل غربي لروسيا"

ورفض الكرملين وحلف "الناتو" التعليق على الوثائق التي حصلت عليها "إل باييس"، و اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء أن الغرب "تجاهل" مخاوف بلاده بشأن أوكرانيا بدليل رفضه الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا.

وأضاف بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري: "نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (...) لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية".

ونفى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، الثلاثاء، أن تكون بلاده قدّمت للولايات المتحدة رداً كتابياً على مقترحات واشنطن بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو، فيما أشار الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إلى أن بوتين "سيعلّق على المقترحات الأميركية عندما يرى ذلك ضرورياً".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أعلن الاثنين، أن الولايات المتحدة "تلقت رداً كتابياً" بخصوص هذا الأمر من موسكو.

ومنذ نهاية العام الماضي، تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بحشد ما يصل إلى 100 ألف جندي على حدودها الغربية مع أوكرانيا، تمهيداً للغزو.

لكن موسكو تنفي وجود أي مخطط لديها من هذا القبيل، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات خطية لأمنها، وفي مقدّمتها التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف توسّعه شرقاً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات