القوات الأفغانية تصدّ هجوماً لطالبان على كبرى مدن غرب البلاد

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أفغان عند نقطة تفتيش في ولاية هرات - 9 يوليو 2021 - REUTERS
جنود أفغان عند نقطة تفتيش في ولاية هرات - 9 يوليو 2021 - REUTERS
هرات (أفغانستان)-أ ف ب

صدّت القوات الأفغانية، الخميس، هجوماً شنّته حركة طالبان في محيط هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث كبرى مدن البلاد من حيث عدد السكان والواقعة قرب الحدود الإيرانية، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.

يأتي هذا الهجوم في أعقاب سيطرة طالبان على مناطق عدة في ولاية هرات، وعلى معبرين حدوديين فيها هما إسلام قلعة، نقطة العبور الرئيسية مع إيران، وتورغندي، نقطة العبور مع تركمانستان.

وقال المتحدّث باسم حكومة الولاية جيلاني فرهد لوكالة فرانس برس، إنّ "مقاتلي طالبان شنّوا الليلة الماضية هجمات قرب مدينة هرات، خصوصاً في منطقة غزارة" الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الجنوب من وسط مدينة هرات، عاصمة الولاية البالغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة.

ووقعت معارك أخرى في منطقة كرخ المحاذية لهرات شرقاً.

اشتباكات مستمرة

وتابع فرهد: "لحسن الحظ صدّت قوات الأمن الأفغانية هجماتهم"، موضحاً أنّ منطقة غزارة لا تزال تشهد اشتباكات متفرقة.

وأفاد مراسل "فرانس برس" بأن وحدات من القوات الأفغانية وأخرى من مسلحي فصيل تابع لإسماعيل خان، زعيم الحرب النافذ والمناوئ لطالبان، انتشرت حول هرات.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة مصرع 4 عناصر في قوات الأمن الأفغانية في معارك، وقعت على بُعد نحو 5 كيلومترات من أطراف المدينة.

وأضاف أنّ بين 30 و40 من مقاتلي طالبان لقوا حتفهم في المنطقتين اللتين شهدتا المعارك، إلا أنه يتعذّر التثبّت من صحّة هذا الرقم من مصدر مستقل.

من هو إسماعيل خان؟

وإسماعيل خان، زعيم حرب أفغاني مخضرم قاتل قوات الاحتلال السوفياتية، وساعدت جماعته القوات الأميركية في الإطاحة بطالبان عام 2001، بعدما رفضت الحركة تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن للولايات المتحدة إثر هجمات 11 سبتمبر.

كان خان تعهّد في مطلع يوليو مقاتلة طالبان، والتصدّي لتقدّمهم الميداني في ولاية هرات التي تُعدّ معقلاً له.

وقال خان: "سوف نذهب قريباً جداً إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نقوم بتغيير الوضع".

وفي مطلع مايو شنّت طالبان هجوماً واسع النطاق ضدّ القوات الأفغانية بالتزامن مع بدء الانسحاب لنهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان.

وفي غضون 3 أشهر، سيطر مقاتلو الحركة المتشدّدة على مساحات ريفية شاسعة في مواجهة قوات أفغانية لم تظهر إلى الآن مقاومة فعلية.

"استهداف الطيارين الأفغان"

مع استمرار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وارتفاع وتيرة هجمات طالبان، أصبحت القوات الجوية الأفغانية تعاني من ضغوط متزايدة بسبب احتدام المعارك.

وقال مسؤولان كبيران بالحكومة الأفغانية لوكالة "رويترز" إن 7 طيارين أفغان على الأقل تعرضوا للاغتيال خارج قواعدهم في الأشهر الماضية في إطار ما تصفها طالبان بحملة "استهداف وتصفية" للطيارين المدربين على يد الولايات المتحدة.

وقالت هيئة مراقبة أميركية في تقرير نشرته الخميس، إن إعدام طالبان لطيارين أفغان، يشكل "تطوراً مقلقاً" إضافياً للقوات الجوية الأفغانية.

وتحدث تقرير فصلي صادر عن مكتب المفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان للكونجرس عن 3 أشهر حتى يونيو عن أن القوات الجوية الأفغانية تتعرض لضغوط إضافية من المعارك مع طالبان وسط انسحاب للقوات الأميركية، ويزداد افتقارها للجاهزية للقتال.

وقال التقرير إن فرق القوات الجوية محملة بمهام تفوق طاقتها بسبب الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان ووتيرة العمليات التي لم تتوقف عن التزايد.

وأشار التقرير أيضاً للقصة التي نشرتها رويترز، وقال: "تطور آخر مقلق يخص فرق القوات الجوية الأفغانية ألا وهو تقرير لرويترز عن أن طالبان تستهدف عمداً الطيارين الأفغان".