قررت القوات الجوية الأميركية نشر 4 قاذفات من طراز "بي-1" في النرويج خلال الأسابيع الثلاثة القادمة، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية، التي قالت إن الخطوة "رسالة موجهة إلى روسيا".
وقالت شبكة "سي إن إن" إن الولايات المتحدة تسعى من خلال نشر مقاتلاتها في النرويج إلى التأكيد على عزمها الدفاع عن حلفائها في المنطقة القطبية، ضد أي اعتداءات روسية محتملة بالقرب من حدودها.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أنه وبالإضافة إلى القاذفات الجوية الأربع من طراز "بي-1"، بدأت الولايات المتحدة في إرسال 200 من عناصر سلاح الجو الأميركي من قاعدة "دايس" في ولاية تكساس إلى قاعدة "أورلان" الجوية النرويجية.
وأفاد المسؤولون لـ"سي إن إن" بأن البعثة العسكرية الأميركية يرتقب أن تبدأ مهامها في المنطقة القطبية وفي المجال الجوي الدولي شمال غرب روسيا، في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة.
رسالة إلى روسيا
وكانت الولايات المتحدة في السابق تقوم بمهمات في المنطقة القطبية انطلاقاً من المملكة المتحدة. وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع إلى أن "تحرك الجيش الأميركي هذه المرة القريب من الحدود الروسية يعني أن الولايات المتحدة "ستكون قادرة على القيام برد فعل سريع تجاه أي اعتداء روسي محتمل"، وفقاً لشبكة "سي إن إن".
ونقلت الشبكة عن قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا الجنرال جيف هاريغيان، أن "الاستعداد العملياتي والتجاوب السريع يعد أحد العوامل الحاسمة في قدرتنا على دعم الحلفاء والشركاء".
ولفتت "سي إن إن" إلى أن وزارة الدفاع الأميركية شغّلت خلال الأشهرة الأخيرة قاذفات من طراز"بي52" في الشرق الأوسط، لإظهار قدرتها على التحرك العسكري السريع في مناطق التوتر المحتملة.
وأشارت الشبكة إلى أن نشر قاذفات من طراز "بي-1" أو "بي-52" في المهمات يتطلب أسابيع من التخطيط، مضيفةً أن هذا يعني أن الإدارة الأميركية اشتغلت على نشر هذه القاذفات في النرويج منذ فترة.
تعامل أكثر شدة
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد، الجمعة الماضية، أنه سيتعامل مع روسيا بشكل مختلف عن نهج الرئيس السابق دونالد ترمب، مشيراً إلى أن سياسته ستكون "أكثر شدة".
وعقد بايدن محادثات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمر بوتين، ناقشا فيها مختلف القضايا التي تثير قلق الولايات المتحدة.
وقال بايدن في خطاب بمقر وزارة الخارجية الأميركية الجمعة: "أكدت للرئيس الروسي فلاديمر بوتين أنني أنتهج طريقة مختلفة عن طريقة تعامل سلفي ترمب"، مضيفاً أن "تراخي الولايات المتحدة في السابق تجاه الخروقات الروسية هي أيام انتهت وولت".
عسكرة المنطقة القطبية
وأبدت وزارة الدفاع الأميركية قلقها من التحرك العسكري الروسي في المنطقة القطبية، وفقاً لشبكة "سي إن إن"، التي قالت إن أميركا تخشى أن تؤدي عسكرة روسيا للمنطقة مستقبلاً إلى منع الولوج إلى الموارد الطبيعية والبحرية فيها.
وكانت باربارا باريت، كاتبة القوات الجوية الأميركية في إدارة ترمب، حذرت من "استثمارات روسيا الأخيرة (في المنطقة القطبية)، التي تشمل شبكة من الأصول الجوية الهجومية وأنظمة صواريخ ساحلية".
وتشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أن روسيا تعتبر الحفاظ على وصولها إلى القطب الشمالي أمراً حيوياً بشكل متزايد، إذ يأتي ما يقرب من 25% من ناتجها المحلي الإجمالي من الهيدروكربونات شمال الدائرة القطبية الشمالية، وفقاً لما أكدته باريت.