مصر.. "الشرق" في جولة بالمتحف القومي للحضارة بعد افتتاحه

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحد أجنحة المتحف القومي الجديد للحضارة المصرية  - الشرق
أحد أجنحة المتحف القومي الجديد للحضارة المصرية - الشرق
القاهرة-فادي فرنسيس

أبهرت مصر العالم بموكب المومياوات الفرعونية الذهبية، والتي جابت شوارع القاهرة في موكب ملكي مذهل من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي الجديد للحضارة المصرية، إذ يعد هذا الحدث هو الافتتاح الرسمي للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.

آثار من العصر الحجري تجاورها قطع فريدة من الحضارة المصرية القديمة، تتداخل معها آثار من العصرين القبطي والإسلامي، تلك هي المشاهد التي تظهر فور دخول القاعة الرئيسية للمتحف القومي للحضارة بالقاهرة، والتي تم افتتاحها، السبت.

واستقبل المتحف الجديد المئات من الزوار والسياح من جنسيات مختلفة، إذ بلغت أعداد الزيارات الرسمية، بعد مرور يومين على افتتاحه قرابة 5 آلاف زائر، فيما ظلت قاعة المومياوات الموجودة في الدور الأسفل مغلقة تمهيداً لافتتاحها في الـ18 من أبريل الجاري.

 

7 حضارات

يضم المتحف المصري، أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، تسرد مراحل تطور الحضارات التي مرت بها البلاد، إذ يشعر الزائر كأنه في رحلة مع الزمن، حيث يبدأ المشهد بعرض آثار من العصر الحجري، والتي تضم هيكلاً عظمياً لأقدم إنسان مصري عاش منذ 30 ألف عام، كما تضم قطعاً حجرية لأدوات الحياة اليومية.

وينتقل الزائر بعد ذلك إلى العصور المصرية القديمة التي تبدأ بعصور ما قبل الأسرات، حيث تحتوي قطعاً أثرية نادرة لمشاهد الحياة اليومية، ويستمر العرض بالتدرج إلى عصور الدولة القديمة والوسطي والحديثة.

ويعرض المتحف أيضاً تابوتاً ذهبياً للكاهن الفرعوني نجم عنخ، والذي عاد إلي مصر عام 2019 قادماً من الولايات المتحدة الأميركية. كما تعرض أدوات الحياة اليومية للمصري القديم ونماذج من الأثاث.

ويعرض المتحف كذلك قطعاً من العصر اليوناني الروماني، والعصر القبطي والذي يحوي أيقونات نادرة، إضافة إلى قطع أثرية من العصر الإسلامي والذي يشمل كسوة ومفتاح الكعبة.

كما يعرض آثاراً من العصر الحديث تضم تمثالاً للخديوي إسماعيل ورسومات لمحمد علي، فضلاً عن وجود ملابس تراثية مصرية كانت ترتديها السيدات في سيناء وواحة سيوة.  

وفي منتصف المتحف، توجد بانوراما العرض التي تضم شاشات كبرى تعريفية بأهم القطع المعروضة، فيما توجد شاشات إلكترونية صغيرة بجوار المعروضات لتعريف الزائر بالمعلومات المهمة التي تخص القطع المعروضة وتتضمن معلومات عن تاريخها وأماكن اكتشافها.

بدوره، قال الدكتور أحمد غنيم، مدير المتحف القومي للحضارة في تصريحات خاصة لـ"الشرق ": "إنه لم يكن يتوقع كثافة الاستقبال في أول يومين من افتتاح المتحف"، مشيراً إلى أن أسلوب العرض في المتحف القومي للحضارة "يتماشى مع الأساليب الحديثة في أكبر متاحف العالم".  

وأشار غنيم إلى "وجود العديد من الفئات المعفاة من دفع التذاكر، ومن أبرزهم ذوو الاحتياجات الخاصة والإعلاميون والمهندسون وطلاب كلية الفنون".

قاعة المومياوات الملكية

واستقبلت قاعة المومياوات الملكية، والتي سيتم افتتاحها في الـ 18 من أبريل الجاري، 22 مومياء ملكية من عصر الدولة الحديثة لمصر القديمة، حيث تشمل الملك سقنن الذي تقدم الموكب والملك رمسيس الثاني، أشهر ملوك الدولة الحديثة، والملك سيتي الثاني ابن الملك مرنبتاح، والملكة أحمس نفرتاري والدة أمنحتب الأول، والملكة مريت آمون "ابنة الملك أحمس"، والملك تحتمس الثاني ابن الملك تحتمس الأول، وتحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت، والملكة تي، بالإضافة إلى الملك امنحتب الثالث. 

وتوجد المومياوات حالياً داخل غرف النيتروجين بعد عزلها عن الأنابيب التي تحملها وتخضع حالياً لعمليات الحفظ من قبل المرممين والمتخصصين.

وفي السياق ذاته، أوضح بدوي إسماعيل، المنسق العام لمشروع متحف الحضارة وعميد كلية آثار الأقصر في تصريحات خاصة لــ" الشرق"، أن "مركز المومياوات الموجود في المتحف يضم ثلاث وحدات رئيسية، الأولى هي مخزن المومياوات الملكية والذي تلقب بالمشرحة وتحوي حجرات صغيرة مليئة بغاز النيتروجين والذي تصل نسبته إلى 99% يتم وضع المومياوات بداخلها للحفاظ على درجة حرارتها وحمايتها من أي ميكروب".  

وأضاف إسماعيل: "الوحدة الثانية هي المسؤولة عن نقل المومياوات من المخازن إلى صناديق العرض، وتسمى تلك الوحدة بالمعمل؛ حيث يقوم المتخصصون بتفريغ الهواء من الفتارين واستبداله بالنيتروجين لوضع المومياوات وهو ما يجعلها صالحة للعرض لمدة تصل إلى 10 سنوات ثم تتكرر عمليات الحفظ والترميم".   

وأكد المنسق العام لمشروع متحف الحضارة، أن "الوحدة الثالثة خاصة بدراسة المومياوات بشكل تفصيلي تشمل إجراء أبحاث تاريخية ودراسات عملية لأشعة (إكس راي) التي أجريت على المومياوات".

وبيّن سيد أبو الفضل المشرف العام على قاعة عرض المومياوات الملكية، أن العمل على العرض بدأ منذ 3 سنوات حيث قام بتجميع توابيت المومياوات، خاصة أن العديد من الملوك تم العثور عليهم في الخبيئة بدون توابيتهم الخاصة".

وأضاف في تصريحات لـ"الشرق" أن "عرض المومياوات سيضع الزائرين في رحلة عبر الزمن مع تاريخ هؤلاء الملوك، حيث ستتضمن القاعة الكبرى 22 حجرة للمومياوات تتخذ شكل المقبرة، وتجاورها القطع التي عثر عليها أثناء الكشف، فضلاً عن عرض الدراسات الحديثة التي أجريت على المومياوات في شاشات العرض".