أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان السبت، في بداية النسخة الأولى من منتدى "مبادرة السعودية الخضراء"، عن الحزمة الأولى من المبادرات التي ستسهم في تحقيق مستهدفات هذه المبادرة والحد من الانبعاثات وحماية البيئة، مؤكداً عزم البلاد الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2060.
وأضاف خلال افتتاحه منتدى "مبادرة السعودية الخضراء"، الذي يهدف إلى تنسيق الاستجابة الدولية للتحديات المناخية التي يواجهها العالم، ويأتي قبيل مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ (كوب 26) في جلاسجو خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر، والذي يرمي إلى الاتفاق على تخفيضات أكبر للانبعاثات لمكافحة الاحتباس الحراري، أن المنتدى سيشكل خارطة طريق للمملكة لحماية البيئة في مواجهة التغيير المناخي، مشيراً إلى أن المنتدى سيعقد بشكل سنوي لإطلاق مبادراتنا البيئية ومتابعة أثر المبادرات التي تم الإعلان عنها سابقاً.
خفض الانبعاثات
وأطلق ولي العهد السعودي مبادرة في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول 2030، و"يمثل ذلك تخفيضاً طوعياً لأكثر من ضعف مستهدفاتنا المعلنة، والمقدرة بـ130 مليون طن سنوياً".
وأضاف: "تعنى هذه المبادرة بتعديل مزيج الطاقة داخل المملكة وترشيد استخدام الطاقة ورفع كفاءة الإنتاج، والاستثمار في مصادر طاقة جديدة منها الهيدروجين".
كما أعلن ولي العهد السعودي عن انضمام المملكة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان والذي يستهدف تخفيض الانبعاثات العالمية لغاز الميثان بمقدار 30%، مضيفاً: "ستقوم اليوم مجموعة من الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة بالإعلان عن مبادرات ستسهم في هذا المجال".
حماية البيئة
وأكد ولي العهد السعودي بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة وتخصيص أراضٍ محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20% من إجمالي مساحتها.
وشدد على العزم على تحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة، عبر مجموعة من الحلول، كما أعلن نية المملكة الانضمام إلى الاتحاد العالمي للمحيطات والتحالف العالمي للقضاء على النفايات البلاستيكية في المحيطات والشواطئ، وإلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، بالإضافة إلى تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات.
كما أعلن استهداف المملكة الوصول إلى "الحياد الصفري في عام 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنويعها الاقتصادي، وبما يتماشى مع خط الأساس المتحرك، ويحفظ دورها الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل نضج وتوفير التقنيات اللازمة لتخفيض الانبعاثات وإدارتها".
وأضاف أن "هذه الحزمة الأولى من المبادرات تمثل استثمارات بقيمة تزيد عن 700 مليار ريال سعودي، مما يساهم في خلق فرص عمل نوعية، وتوفير استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وتنمية الاقتصاد الأخضر، وفق رؤية المملكة 2030".
وأعرب ولي العهد السعودي عن تطلعه لأعمال "قمة الشرق الأوسط الأخضر"، التي تستضيفها المملكة، الاثنين "بهدف تنسيق الجهود بين دول المنطقة لوضع الخطط اللازمة للوصول إلى مستهدفات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن، أواخر مارس الماضي، عن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، بهدف زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما يزيد عن 10% من الإسهامات العالمية.
"تطور التقنيات"
من جهته، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن "الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060 لا يعتمد بشكل كبير على التمويل الضخم، بل يعتمد على مدى تطور التقنيات الحديثة والجهود الجماعية والتعاون، ومبنية أيضاً على مبدأ الابتكار والتخطيط".
وبيّن أن السعودية تعمل على "تطوير نظام بيئي لاحتضان المزيد من الاستثمارات والابتكارات"، مؤكداً أن "النمو الاقتصادي للمملكة تحركه صادرات في مجال الطاقة".
وأضاف أن الرياض "تعمل على تطوير نظام بيئي لاحتضان المزيد من الاستثمارات والابتكارات"، لافتاً إلى أن بلاده "تسعى من خلال مبادراتها لجعل نفسها مثلاً يحتذى به".
وأكد أن بلاده ستسعى إلى "تحويل 50% من احتياجات الطاقة إلى الموارد المتجددة، و50% الأخرى سيتم تطويرها بمزيد من الغاز، وهذا التناصف سيكون مكوناً مهماً لتقليل الانبعاثات الكربونية"، موضحاً أن السعودية "قللت 48 مليون طن من انبعاثات الكربون حتى الآن وذلك بسبب برامج الكفاءة المطبقة".
ولفت إلى أن بلاده "تسعى إلى أن تقلل سنوياً 9 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، وذلك بالتركيز على 3 قطاعات وهي الصناعة والنقل والبناء"، مشيراً إلى "القطاعات الثلاثة تشكل 90% من استهلاك الطاقة لدينا".
وتسعى السعودية لتعزيز جهود مكافحة أزمة المناخ من خلال تنفيذ مجموعة متنامية من مشاريع الطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهام العالمي، من خلال توفير 50% من إنتاج الكهرباء عبر مشاريع الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
كما تسعى المملكة إلى إزالة نحو 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع في مجال التقنية الهيدروكربونية النظيفة، والدفع بمشاريع الطاقة المتجددة الحالية التي ستنتج طاقة كافية لتزويد 600 ألف منزل بالكهرباء، ما يعني تخفيض غازات الاحتباس الحراري بما يعادل 7 ملايين طن سنوياً.