من السلاح إلى المسرح.. قصة زكريا الزبيدي أبرز الأسرى الفارين من إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 8
زكريا الزبيدي على أكتاف أنصاره في جنين - 30 ديسمبر 2004 - REUTERS
زكريا الزبيدي على أكتاف أنصاره في جنين - 30 ديسمبر 2004 - REUTERS
دبي- الشرق

برز اسم زكريا الزبيدي، بين الأسرى الفلسطينيين الفارين من سجن جلبوع الإسرائيلي، فجر الاثنين، والذين أدى فرارهم إلى حالة تأهب قصوى في إسرائيل، إذ فُرضت تعزيزات على طول الحدود بالضفة الغربية، وسط جو من الإرباك اعترى المستويين الأمني والسياسي.

ينحدر زكريا الزبيدي (45 عاماً)، من مخيم جنين للاجئين، وعرف السجن في سن مبكرة، وتعرض لمطاردات إسرائيلية طيلة حياته، لكن تلك المطاردات لم تتوقف حتى بعد توقفه عن العمل المسلح والانشغال بمشروعه الثقافي في المسرح.

سجن وإصابات

فوجئت أسرة الزبيدي بأنباء فراره عبر مواقع التواصل الاجتماعي صباح الاثنين، ورغم فرحتهم إلا أن القلق يساورهم بشأن صحته التي تضررت جراء إصابات سابقة ودخول السجن منذ سن مبكرة.

دخل زكريا الزبيدي السجن للمرة الأولى، في سن الـ14 وتعرض حينها لإصابة بقدمه، وأفرج عنه عام 1994، شارك بعدها في انتفاضة الأقصى الثانية وتعرض فيها لإصابات بالرأس والقدم وانفجرت قنبلة بالقرب منه، أثرت على نظره بشكل كبير حسبما قال شقيقه الأصغر جبريل الزبيدي، في مقابلة مع قناة "الشرق" ليلة الإعلان عن فرار شقيقه. ويضيف شقيقه: "زكريا تقريباً لا يرى، مدى رؤيته قصير للغاية، لا يكاد يتعدى الثلاثة أمتار."

الاتهامات الإسرائيلية 

اتهمت السلطات الإسرائيلية الزبيدي، بالمشاركة في هجوم مسلح على مقر لحزب الليكود في عام 2002، أودى بحياة ستة أشخاص.

وبعد مطاردة لسنوات من قبل القوات الإسرائيلية، حصل الزبيدي وآخرون على عفو إسرائيلي في منتصف عام 2007، وبموجبه سلّم أسلحته للسلطة الفلسطينية، وتوقف عن النضال المسلح.

وبعد ذلك، انشغل بمشروع ثقافي لـ"النضال بالكلام لا بالرصاص"، بحسب تصريحات صحافية سابقة له. 

إلا أنه في عام 2019، اعتقلته القوات الإسرائيلية، للاشتباه في تورطه بحادث إطلاق نار، في مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وفقد الزبيدي أخاه ووالدته في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، وتم هدم منزله في جنين.

مشروع ثقافي

عمل الزبيدي في المسرح، بعد تأسيس مشروعه الفني، والذي قال عنه إن "نحو ألفي طفل كانوا يستفيدون من مسرح الحرية، ما بين متدرب، ومشارك، ومتفرج". وأكد أن المسرح "يشكل رسالة موازية، لرسالة المقاومة".

وبدأ الزبيدي مشروعه الثقافي في عام 2006، بالتعاون مع جوليانو مير خميس، وهو مخرج إسرائيلي والده فلسطيني، انضم للحزب الشيوعي الإسرائيلي، ووالدته إسرائيلية اسمها آرنا، كانت عضوة في منظمة "البالماخ" الصهيونية، وتحولت لاحقاً من الأفكار اليمينية إلى الشيوعية، وتخلت عن الديانة اليهودية، وأصبحت تناضل للدفاع عن حقوق الفلسطينيين. 

مسرح الحجر

وانتقلت آرنا مع نجلها جوليانو إلى جنين، لتدريس المسرح للأطفال في المخيم، الذين كان من بينهم الزبيدي، في مشروع أطلق عليه "مسرح الحجر"، وأغلق بعد وفاتها عام 1995.

وفي عام 2007، حين قررت "حركة فتح" حل "كتائب الأقصى"، سلّم الزبيدي سلاحه مع أفراد الكتائب، وتابع مشروعه الثقافي "مسرح الحرية"، الذي اعتبره امتداداً لـ"مسرح الحجر" الذي أنشأته آرنا.

واستعان زكريا بمتطوعين ومتضامنين أجانب لدعم "مسرح الحرية"، وجهات أخرى من بينها الجامعة العربية الأميركية في جنين، بهدف تعليم الأطفال فنون المسرح والسينما.

وفي فيلم تسجيلي صوره المخرج جوليانو مير خميس، عن خريجي مشروع والدته "مسرح الحجر"، ظهرت والدة زكريا الزبيدي، وأكدت أنها تدعم نجلها ولن تطالبه بالاستسلام وتسليم سلاحه، حتى وإن حاول "اليهود" إجبارها على ذلك، وفق قولها.

كما قال الزبيدي إنه لا يهمه إن قام الإسرائيليون بهدم منزله في مخيم جنين، مشيراً إلى أن "قوات الاحتلال هدمت سابقاً منزلاً لعائلته، إلى جانب نحو 300 منزل تم هدمها خلال أسبوع"، مضيفاً أن "البيت ليس أغلى من دم الشهيد".

وخلال التسجيل طُرح سؤال على الزبيدي بشأن ما إذا كان يخشى أن يمسك به الإسرائيليون، فأجاب "أنا مايمسكونيش (لن يمسكونني)"، مضيفاً "على القبر لا بلاش".

الأسرى الفارون

ومن بين الأسرى الفارين، أيهم كممجي (35 عاماً) الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بعدما ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه في مخيم جنين عام 2006، بتهمة خطف وقتل مستوطن.

وكممجي عضو في حركة "الجهاد الإسلامي"، اتهمته السلطات الإسرائيلية بـ"التخطيط لتنفيذ عملية انتحارية"، باستخدام سيارة مفخخة بها ما يقرب من 100 كيلوجرام من المتفجرات، وفقاً لـ"هآرتس".

أما يعقوب قادري (49 عاماً) المنتمي لحركة "الجهاد الإسلامي"، فكان يقضي قبل هروبه، عقوبة السجن مدى الحياة، إضافة إلى 35 عاماً آخرين، بتهمة "تخطيط وتنفيذ عمليات عدة ضد إسرائيليين".

وينحدر قادري من مخيم جنين في الضفة الغربية، وكان يقبع في السجن منذ عام 2003.

أما محمود العارضة (46 عاماً)، فهو من القادة البارزين في حركة "الجهاد الإسلامي"، وينحدر من بلدة عرابة بمحافظة جنين، واعتقل في عام 1996، بعد اتهامه بتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

كما اعتقل محمد العارضة في عام 2002، بتهمة "تخطيط وتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين"، وحكم عليه بثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 20 عاماً آخرين.

وينحدر محمد العارضة أيضاً من محافظة جنين، وكان عضواً في حركة "الجهاد الإسلامي"، ويبلغ من العمر حالياً 39 عاماً، قضى منها 19 عاماً في السجن قبل هروبه.

ومن بين الأسرى الفارين مناضل نفيعات (26 عاماً)، الذي ينتمي لبلدة "يعبد" في محافظة جنين، واعتُقل قبل عامين، وكان عضواً في حركة "الجهاد الإسلامي".