
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أن 10 آلاف شخص نزحوا عن منازلهم في سبتمبر الماضي، بمحافظة مأرب التي تشهد معارك عنيفة، في أعلى معدل نزوح شهري في هذه المنطقة منذ بداية العام الحالي.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها، أن "الحفاظ على الاستقرار النسبي في مأرب هو أولوية، وتشعر المنظمة الدولية للهجرة بالقلق إزاء المزيد من النزوح والأثر الإنساني على المدنيين".
واضطر نحو 170 ألف شخص، منذ يناير 2020، إلى الانتقال من "المناطق المتضررة من الصراع في مأرب"، بحسب ما أكدته المنظمة الدولية والتي قالت إن "العديد منهم انتقلوا للمرة الثانية والثالثة".
وأفادت متحدثة باسم منظمة الهجرة لوكالة "فرانس برس" أن التسعة أشهر الأولى من العام الجاري بلغ عدد النازحين من محافظة مأرب أكثر من 55 ألف شخص.
معارك مستمرة
وتأتي تقديرات الأمم المتحدة، وسط معارك مستمرة في مأرب، ومنطقة العبدية التي تحاصرها جماعة الحوثي لمدة 22 يوماً.
وفي السياق، كان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي قال في تصريح لـ"الشرق" الأربعاء، إن "جبهات محافظة مأرب مشتعلة، وخصوصاً الجبهات الجنوبية"، مشيراً إلى أن القوات الحكومية والمساندة تمكنت من كسر وإحباط العلميات الهجومية التي تنفذها جماعة الحوثي في منطقة العبدية التي يقطنها نحو 35 ألف شخص.
وشدد على الدور الفعّال الذي أدته مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، من خلال تنفيذ عشرات العمليات الجوية لاستهداف القدرات القتالية الحوثية.
ولفت إلى "وجود خطط استراتيجية وتكتيكية لفك الحصار عن مديرية العبدية"، وصولاً إلى التقدم نحو "تحرير اليمن من براثن الميليشيات الانقلابية الحوثية التي تنفذ الأجندة الإيرانية، وتواصل استهداف المدنيين".
وضع إنسان "صعب"
وشدد على أن الوضع الإنساني "صعب، بسبب إطلاق جماعة الحوثي القذائف المدفعية والصواريخ الباليستية والطيران المسيّر المفخخ على هذه المديرية"، منبهاً إلى "أنها (جماعة الحوثي) قصفت مستشفى المديرية، أمس، كما أطلقت صواريخ باليستية أول من أمس، على مديرية الجوبة، مستهدفة السكان في تلك المناطق".
وأضاف مجلي، أن "عدداً من المناطق في علفاء القريبة من حلفاء، حررت" خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى الحرص الكبير على "تحرير مديرية العبدية وكافة المناطق التي تسللت إليها جماعة الحوثي في محافظة مأرب وشبوة والجوف وغيرها من المحافظات التي ما زالت تقبع تحت سيطرة" الجماعة.
ولفت إلى أن "المعارك في مديريات حريب وأطرافها وخاصة في منطقة ملعا، لا تزال مشتعلة"، مبيناً أن "الميليشيات الانقلابية الحوثية لا تحاصر مواقع عسكرية، لكن تحاصر مديرية بكاملها، وقطعت عن سكانها الطرقات، ومنعت عنهم الغذاء والدواء وكذلك مياه الشرب".
ووجه مجلي نداءً إلى المجتمع الدولي بأن "يقوم بواجبه"، وأن يدين "الجرائم الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية الحوثية في استهداف المدنيين".
وأشار إلى أنه مع إطلاق المبادرات والحلول السلمية والسياسية من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تعمد جماعة الحوثي إلى "إطلاق الصواريخ البالستية وقذائف المدفعية على رؤوس المواطنين في مأرب وتعز وكذلك في الحديدة".
ولفت إلى أنه "خلال الأيام الماضية، أطلقت (جماعة الحوثي) 3 صواريخ على منطقة الروضة شمال مأرب، ما أسفر عن سقوط 35 مواطناً بين قتيل وجريح، وتدمير عدد من الممتلكات والمساكن".
وشدد على أن "تهريب الأسلحة والمعدات من إيران ما زال مستمراً حتى هذه اللحظة، طالما أن الجماعة تسيطر على ميناء الحديدة ورأس عيسى".