الصين تروّج لـ"ثورة عميقة" تستهدف عمالقة التكنولوجيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة للرئيس الصيني شي جين بينج في المتحف الوطني ببكين - 3 مارس 2021 - REUTERS
صورة للرئيس الصيني شي جين بينج في المتحف الوطني ببكين - 3 مارس 2021 - REUTERS
دبي – الشرق

وصف تعليق نُشر على نطاق واسع في وسائل إعلام رسمية صينية، حملة تنظيمية يشنّها الرئيس شي جين بينج على عمالقة التكنولوجيا، بأنها "ثورة عميقة" تجتاح البلاد، ملوّحاً بمعاقبة أي شخص يقاومها، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ووَرَدَ في التعليق: "هذه عودة من مجموعة رأس المال إلى جماهير الشعب، وهذا تحوّل من التمحور حول رأس المال إلى التمحور حول الناس".

وأضاف أن ذلك يشكّل عودة إلى النية الأصلية للحزب الشيوعي الحاكم، وتابع: "يُعدّ ذلك تغييراً سياسياً، وبات الناس الهيكل الرئيس لهذا التغيير مرة أخرى، وسيُستبعد كل مَن يعرقل هذا التغيير الذي يتمحور حول الشعب".

نشر هذا المقال أولاً مدوّن على تطبيق "وي تشات"، باسم "Li Guangman Ice Point Commentary". وفي خطوة غير عادية، تشي بدعم رسمي، أُعيد نشره على الإنترنت بواسطة وسائل إعلام رسمية أساسية، بما في ذلك صحيفة "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي، ووكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا)، وصحيفة الجيش الصيني، وشبكة التلفزة الصينية، وصحيفة الشبيبة الصينية، وخدمة الأنباء الصينية.

"الرخاء المشترك"

شي جين بينج كثف في الأسابيع الأخيرة، حملة تدعو إلى "الرخاء المشترك" في الصين، تتضمّن تنظيم الدخل وإعادة توزيعه، مستهدفاً "التوسّع المتهوّر لرأس المال"، كما أفادت "بلومبرغ".

وأشارت "شينخوا" إلى أن مسؤولين صينيين تعهدوا بـ"تعزيز تنظيم الدخل المرتفع وضبطه، وحماية الدخل القانوني، وتعديل الدخل الزائد بشكل معقول، وتشجيع الفئات والشركات ذات الدخل المرتفع على ردّ الجميل للمجتمع".

ومنذ تولّى شي جين بينج منصبه، في عام 2012، حدّد الحزب الشيوعي الحاكم أولوياته بالقضاء على الفقر وبناء مجتمع مزدهر باعتدال، وهذه أهداف يعتبر الحزب أنها أساسية لتعزيز الرفاهية وتعزيز حكمه، علماً أن التفاوت في الدخل واسع في الصين، إذ يكسب أغنى 20% من مواطنيها أكثر من 10 أضعاف من أفقر 20% منهم، وهذا الرقم ثابت منذ عام 2015.

وتعهدت مؤسسات رسمية بتشديد عمليات تحصيل الضرائب، وقمع انتهاكات في العمل، واتخاذ إجراءات ضد "ثقافة المعجبين" في صناعة الترفيه. وأدت هذه التدابير إلى اضطراب في الأسواق، إذ ارتفع مقياس تقلّبات الأسعار في الأسهم الأسبوع الماضي، إلى أعلى مستوى في 16 شهراً.

يأتي ذلك فيما تفرض السلطات قيوداً على شركات كبرى للتكنولوجيا، بما في ذلك مجموعة "علي بابا"، و"أنت جروب" و"تنسنت" و"بيندوودو" و"ديدي"، في حملة بدّدت 87 مليار دولار من صافي ثروة أغنى أباطرة القطاع، منذ يوليو الماضي، كما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز".

"مكافحة فوضى رأس المال"

وكتب معدّ التعليق أن حملة الرئيس ستستهدف أيضاً، الأسعار المرتفعة للمنازل والتكاليف الطبية. وكرّر تصريحات لخبراء اقتصاديين صينيين بارزين الأسبوع الماضي، بأن الحملة "لن تقتل الأثرياء لمساعدة الفقراء"، مستدركاً أن على الحكومة "مكافحة فوضى رأس المال الضخم".

وأضاف التعليق: "سوق رأس المال لن تصبح جنّة للرأسماليين، كي يصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها. السوق الثقافية لن تكون جنة للنجوم المخنثين، كما أن الأخبار والرأي العام لن تكون في وضع ممالئ للثقافة الغربية".

وختم التعليق رابطاً الوضع الخارجي "المعقد" بشكل متزايد الذي تواجهه الصين، بما وصفه بهجمات "وحشية وشرسة" تشنّها الولايات المتحدة. واعتبر أن اعتماد الصين على رأسماليين لمحاربة الإمبريالية، قد يجعلها تواجه مصير الاتحاد السوفياتي، الذي تفكّك في عام 1991.

اقرأ أيضاً: