أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، السبت، إعادة فتح سفارة بلاده في العراق، بعد نحو 18 عاماً من الإغلاق، فيما رحب نظيره العراقي فؤاد حسين بالخطوة ووصفها بأنها "مهمة في تطوير العلاقات" بين البلدين.

وكان المغرب قد أغلق سفارته في بغداد عام 2005 ونقلها إلى عمان بسبب "تدهور الأوضاع الأمنية" في العراق، بحسب وزارة الخارجية المغربية.

وقال الوزير المغربي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي في بغداد، إن الزيارة التي يقوم بها للبلاد ستكون "منطلقاً حقيقياً للارتقاء بالتعاون الثنائي في كل المجالات، سواء في التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والمجالات الأمنية ومكافحة التطرف".

وأضاف بوريطة أن العراق دخل مرحلة جديدة في مساره الديمقراطي، وأن المغرب يثمن ذلك مشدداً على "ضمان احترام سيادة ووحدة العراق واستقراره وتأييد جميع الإجراءات التي تتخذها السلطات العراقية في هذا الاتجاه".

من جانبه قال وزير الخارجية العراقي إن بغداد تحتاج إلى بناء علاقات اقتصادية مع المغرب، وإنه تناول التعاون المشترك على مختلف المستويات خلال مباحثاته مع بوريطة.

وأكد حسين خلال المؤتمر الصحافي أن "هناك حاجة لإعادة النظر بالاتفاقات التي عقدت بين العراق والمغرب في حقب مختلفة".

وقال حسين إن "المباحثات مع نظيره المغربي شهدت مناقشة عدد من الملفات أبرزها تعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل تسهيل دخول العراقيين ورجال الأعمال في البداية وتأسيس العلاقات التجارية والاقتصادية وتبادل الاستشارات بقضايا السياسة بين البلدين".

وأشار إلى أن "المباحثات تناولت أيضاً التعاون على مستوى التعليم من خلال بناء الجامعات بين البلدين وتعزيز الجانب الثقافي وتوأمة الجامعات بن البلدين".

وشدد حسين على أن "العراق داعم للوحدة الترابية للملكة المغربية، وأنه يؤيد القرارات الدولية ذات الصلة واللجوء للحلول السلمية في المنطقة الصحراوية". 

الطيران المباشر

وأجرى الوزيران جلسة مباحثات شهدت بحث إمكانية تفعيل الخط الجوي المباشر بين البلدين، فيما وافقت الرباط على رفع الحجز عن الأموال العراقية لمصرفي الرشيد والرافدين.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف قوله إن "الجانبين أكدا أهمية انعقاد اللجنة العراقية المغربية المشتركة وتعميق التشاور السياسي وإيجاد آليات منفتحة لتأكيد حركية دبلوماسية البلدين وعبر آلية التشاور".

وأضاف الصحاف أن "الوزيرين أكدا أيضاً أن خطوة المغرب في افتتاح سفارته ستكون منطلقاً لشراكة تنسجم وحجم العلاقات التاريخية بين الجانبين".

وأشار إلى أن "الجانبين شددا على أهمية التعاون الثنائي وتبادل الدعم ضمن آليات متعددة الأطراف ستشهد دعماً متبادلاً، وأن العلاقة ستعكس الطموحات الاستثمارية والتنموية للبلدين".

ولفت الصحاف إلى أن "الوزير فؤاد حسين أكد أن العلاقة مع المغرب ستشهد جيلاً جديداً من التفاعل الدبلوماسي"، مبيناً أن "العراق يؤدي دوراً محورياً في المنطقة ويتطلع باهتمام للمنطقة الإفريقية".

وتابع الصحاف أن "الملتقيات لرجال الأعمال والمستثمرين بين بغداد والرباط ستأخذ مشوارها بين البلدين الشقيقين، وأن المباحثات تشمل تفعيل قطاع السياحة"، منوهاً بأن "السوق المشتركة بين بغداد والرباط ستكون إطلالة لانفتاح أبعد"، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن "العراق والمغرب يبحثان إمكانية تفعيل الخط الجوي المباشر بين البلدين"، مضيفاً أن "المغرب وافق على رفع الحجز عن الأموال العراقية لمصرفي الرشيد والرافدين". وأعلن أن "مذكرة تفاهم ستوقع بين معهد الخدمة الخارجية والأكاديمية الدبلوماسية المغربية".